شعار قسم مدونات

في توهان الحياة.. من أكون؟

blogs- to be
عندما أنظر لمن حولي أرى الكثير منهم متشابهين لهم نفس الأفكار ونفس التصرفات ونفس الطباع مع اختلافات بسيطة ولا عيب في ذلك فلكل مجتمع شكله المنفرد وجماله الخاص. لكن العيب في أن يسلك الناس طريق الضلال ويبتعدوا عن الصواب والمحزن إن انتشر الجهل فيهم وجهل الحقيقة هو الأسوأ لما يعمي العين عن ما تراه فلا تفهم الصورة بوضوح فتنعدم بصيرة العقل ويعمي القلب عن الحق ويمتلئ بالباطل فيصبح الواقع مزيفا وينغمس الناس في المكاره والملذات وضجيج الدنيا وما تحمله معها. 

وجود الأمراض شائع بين الناس وأساس هذه الأمراض الجهل بعينه وكلها معديةٌ تصيب القويّ قبل الضعيف ويستثنى البعض بحجم "الوعي والنضج" لديهم والذي ينتج عنه السلوك والأفكار ويحدد مدى صلاح أفعالنا بالرشد والاعتدال وإن غاب سيغفل الناس عن كثيرٍ من أمور حياتهم.

الكل يسعى إلى الكمال وما الكمال إلا لله سبحانه ولا كمال إلا بالنجاح ولا نجاح إلا بوعي فالوعّي مفتاح النجاح ولا ناجح بدون الخطأ والسقوط فمن المهم الاعتراف بالخطأ وتقبله وبَعده يبدأ التغيير والتصحيح وهنا يكمن "الفرق".

لا ضير لو قلدنا أحدهم فالمهم أن نأخذ منهم المفيد حتى تتكون لكلٍ منا شخصيته المستقلة وأسلوبه الخاص.

ولابد من الاستمرار بالتطور والتقدم فلا يتوقف عند مستوًى معين رأى نفسه فيه أنجز المطلوب أو هدفًا حققه وانتهى لأنه غالبًا سيبدأ بالسقوط مثل من سبقه على نفس الطريق وخاصةً إن لم يعرف كيفية الثبات، فالناجح لا يتوقف عن المضي قدمًا ودائمًا له أهداف متجددة، فثلاثةٌ لا تُحجم عنهم أبدا "الحب والعلم والعبادة" فبدنوهم حياتك بلا معنى واعرف كيف تتأقلم مع الظروف والتغيرات حولك وإن كان فيها المغلوط فخذ السليم منها واغتنم.

والناجح ليس بشهرته أو بثروته أو بشهاداته فهذه كلها أمورشكلية وظاهرية وقد تؤدي إلى التكبر وغرور العظمة، بل الناجح هو من يملك حريته واستقلاليته، هو من يملك عقله وليس ملكًا لأحد له قناعاته وقرارته وأحكامه الخاصة ولا يَنجرُّ مع تِيه الناس، هو مستقل بذاته فإن لم تكن أنت من تملك نفسك فمن يكون؟

وإن لم تكن أنت الذي يتحكم بأفكارك فمن يكون؟ لا تسلِّم نفسك لمفاسد الدنيا  فتهلك بل كن أنت الحاكم، وإن عارضك أحدٌ أو استقبح فلا تكترث فكم من عظماء حاربهم قومهم واستنكروا عليهم فما كان للتاريخ إلا أن قام لهم إجلالًا وإكرامًا.

نحن لم نخلق عبثًا كلٌ منّا وجد لتحقيق هدفٌ معين ودورنا معرفة هذا الهدف و إدراك حقيقة من نكون وما نمتلك من مميزاتٍ ومهارات علينا أن نبحث في أنفسنا ونتعمق ونصبر ونحاول ونتعلم من الغير. بل ولا ضيرحتى لو قلدنا أحدهم فالمهم أن نأخذ منهم المفيد حتى تتكون لكلٍ منا شخصيته المستقلة وأسلوبه الخاص المبني على أسسٍ معرفيةٍ قديرة فمن يتّخذ "التقليد" أسلوبه على الدوام فلن يتحمل قساوة العيش لشدة ضعفهِ ووهنهِ وسيلاحقه الفشل أينما ذهب وحل.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.