شعار قسم مدونات

أنت مرفوض

blog- عنصرية

لقد شعرت بما شعرت به روزا باركس سوداء اللون أميركية الجنسية مرفوضة من مجتمعها لأنها غير بيضاء غادرت مرهقة من مخيطتها تمشي بغضب لتصعد الحافلة وتجلس في الأمام وهو المكان الغير مخصص للسود وينصحها السود الذين يقفون في مؤخرة الحافلة أن تنهض وتقف معهم قبل أن يعاقبها القانون وتدفع غرامة تفوق راتبها.

إلا أنها رفضت وأصرت على موقفها حتى صعد رجل أبيض الحافلة ولم يكن له مكان واقترب من روزا لتنهض ويجلس هو مكانها إلا أنها رفضت وحينها نهرها أصحاب البشرة البيضاء حتى رفعت قضيتها للقضاء ورفضت أن تدفع الغرامة ورفضت أن تغير موقفها حتى ثار أصحاب البشرة السوداء وطالبوا بحقوقهم..حتى طبقت على أرض الواقع.

لا يقتنعون أن ديني بريء من رجال دين يفتون بما لا يرضاه الله للمرأة إما لمصلحة سياسية أو لمصلحة رجولية.

عندما تفتحت عيناي في هذا المجتمع الذي أحبه لأنه يعطيني ما أرغب به وأشمئز منه لأنه يرفضك إما لدينك وأحيانا لعرقك، فما وجدت فيه غير الرفض، هل السبب حجابي؟؟ أم أصلي العربي؟؟؟ أم لجرأتي على المواجهة؟؟

ومع ذلك ما زلت أحاول أن أفرض نفسي وذاتي فلا يقتنعون بأن ديني هو الذي فرض حجابي وليس ذكرا من عائلتي، وأنا من وافقت عليه وارتديته بدفشة صغيرة من والدي(هههه) وأشعر بالراحة فيه
ولا يقتنعون أن ديني من يأمرني بالعلم والطموح والعمل وليس المنظمة الفاشلة (حقوق المرأة والطفل).

ولا يريدون أن يقتنعوا أني تزوجت باختياري وبرغبة مني لذلك الإنسان وليس لأني أجبرت عليه، ولا يقتنعون أن ديني لا يفرض السواد بثيابي وعدم الشياكةِ وإنما يعتقدون بأني أتظاهر بالتحرر بارتداء الألوان وأخفي السواد في داخلي.

لا يقتنعون أن ديني بريء من رجال دين يفتون بما لا يرضاه الله للمرأة إما لمصلحة سياسية أو لمصلحة رجولية فقيادتي للسيارة كما ركوب الخيل والجمال أيام الخلفاء والصحابةِ.

فما أن أمشي بخطواتي بشوارعهم النظيفة وبمتنزهاتهم الأنيقة أواجه أعينهم المتسائلة فمنهم من يسأل كيف لون شعري ناعم أم خشن وما تخفيه من جسد تحت الثيابِ، وأعين تتسائل كيف أستطيع أن أخفي مفاتني ولا أشتهي لفت الأنظار، وأعين تتسائل هل يجوز أن أضحك وأركض وأمرح وأشارك في اللعب والمسابقاتِ، وأعين تتحدى بعضها هذا حبيبها وآخر يقول بل زوجها، لا يقتنعون أن الزوج يستطيع مسك يدي وتقبيل جبيني وضمي أمام الملأ، فمن غرس فيهم هذه الأفكار؟.

كلما قرأت تاريخ المرأة في زمن حبيبنا بكيت على ما يحدث اليوم هل تعلم أن من السنة أن الزوجان يمشيان كتفا لكتف؟ فلا تسبقه كأنها تقوده ولا يسبقها كأنه ملك وهي جاريته، لذلك ورد في الذكر أنها لم تخلق من الرأس لكي لا تسيطرعليه ولم يخلقها من قدميه لكي لا تكون جارية لديه بل خلقها من ضلعه الاعوج من تحت جناحه الأيسر ليأويها وتشاركه مسير الحياة.

ألم تعلم أن رسولنا سابق عائشة أمام الملأ بصباها وبرشاقتها وسابقها بمكبرها واللحم يملأ بجسدها ولم ينهرها رسولنا ولم يقل لها عيب أو حرام وتفخر هي بذلك، ألم تعلم أن رسولنا كان يضع قدما على الأرض ويرفع الأخرى لتتكأ عليها نساءه أو بناته لتركب الدابة؟، وهي أشبه بفتح باب السيارة لزوجتك ولم يقل أنا رجل وفحولتي لا تسمح بذلك.

ألم تعلم أنه احترم ما جبلت عليه بخلقتها فدخل على إحدى نسائه لتقول له يا رسول الله أنا امرأة غيور فلم ينهرها أو قال يا لتفاهة النساء ولم يقل أنا معصوم ورسول من الله ويجب أن أعدل بل ابتسم وقال سأدعو الله أن يخلصك منها لأنه يعلم أنها مجبولة على ذلك وأحترم مشاعرها.

صعقت عندما علمت من أخصائية أعشاب تقول إن نساء الرسول كن يتجملن ويحافظن على جمالهن ومنهن من استخدمت اعشابا لتزيد لون خدودها احمرارا وتسرد أحاديث وقصص ومع ذلك لا تسمع أن رسول الله تفّهَ ذلك أو نهاها، حبيبي يا رسول الله فداك أمي وأبي.

إني لا ألوم هذا المجتمع أن يفكر ويعتقد بنا كما يشاء لأنه في الواقع هكذا ما سمعت من أحد زار بلادنا العربية إلا انتقد العلاقة الزوجية وفحولة الرجل وأفكار المرأة بنفسها إنها تافهة أو تصل لمرحلة تريد تحدي الرجل فنحن إما أن نسقط المستوى الذي جبلنا عليه أو نزيده بالمستوى الغير مقبول به.

ليس ما أقصده بأن مجتمعهم أفضل أو أن علاقاتهم الزوجية أروع لا بل العكس تماما اسوأ بكثير، وإنما هم قصدهم من الانتقادات دينكم،  أما واقعكم فشئ آخرفهل تستطيعون لومهم؟؟؟

أتساءل كيف لشاب عاش غربة سنينا بالوحدة والعمل والدراسة في آن وكونه بمجتمع يرفضه لدينه وأصله ولتاريخه النظيف.

واجهت كثيرا من الرفض هنا إما كصداقات وإما كجيران وإما من جراء إجابة بسيطة لسؤال عن شئ ما، حتى وصل الرفض على الأنترنت من تواصل أو من تعليقات، وبعد كل رفضٍ سرعان ما  أتجه لمكان مفضل لكل امرأة (المرآة ) حبث تتأملين بها ملامحك البريئة وتسألين نفسك لماذا الرفض؟؟ أين الخطأ؟؟ ما الذي حدث؟؟

وتبدئين بتحفيز نفسك لإخراج المشاعر السلبية، الحمد لله أني مسلمة وأنا فخورة بذلك فقد تربيت في عائلة متفهمة تخاف الله بجنس حوى، و لدي زوج تتمناه نساء الأرض، والحمد لله على أن إعطائي هبة الثقة بالنفس وتحملي للرفض والمحاولة مجددا.

وما أن أنتهي من تحفيز نفسي أرتدي ثيابي الرياضية وأخرج للهرولة لافرغ كل شحناتي السلبية وأضع سماعاتي البيضاء في أذناي لاسمع شيئا جديدا وأتعلم منه، فأصعب شيئ على أرض الواقع هو الجهل بشئٍ ما..

أتأمل زوجي بسماره الفتان وملامحه المرهقة من العمل دون أن ينتبه وأتساءل كيف لشاب عاش غربة سنينا  بالوحدة والعمل والدراسة في آن وكونه ذاته بمجتمع يرفضه تماما لدينه وأصله ولنجاحه ولهدوءه ولتاريخه النظيف.

وابتسم وأحمد الله أني أصبحت من نصيبه فهو مدني بجرعات من الصبر شكرا لك عزيزي
فما الرفض رمز أنك غير محبوب إنما أحيانا يرمز بأنك مميز والغيرة والحسد هي التي تجعل الطرف الآخر يرفضك.

وهو مشهور في بلادنا العربية المفتونة برجالنا  الذين يرفضون المرأة الذكية يرفضون نجاحها،  ونسائنا ترفض لأن الأعمال الرجولية يحتكرها الرجال ويجب تحديهم!

الرفض مرير لا أنكر ولكن الأمرُ منه أن تتقبله ولم تتحداه..

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.