شعار قسم مدونات

وسقطت العمائم في أحضان القيصر

blog غروزني

دخل القيصر المظفر فرحاً بانتصاره المعطر فقد عاد لتوه من مذبحة جديدة لأطفال المسلمين و نسائهم، فرجالهم قد تجرأوا و طلبوا الحرية من الظلم والاستبداد .. فكان لابد من تسويتهم بالأرض.

دخل القيصر إلى قاعة المؤتمر.. وكانت يده مخضبة بدماء الأطفال و النساء فأسرع إليه أحد المشايخ الكبار يهدي له عمامته البيضاء ليمسح بها القيصر ما علق بيديه من الدماء .

القيصر: لا يا شيخ .. لا يصح أن ألطخ عمامتك البيضاء تلك فهي غالية علينا
الشيخ : يا مولانا القيصر لا تلتفت إلى عمامة شيخ فقير إلى فضلكم و كرمكم وعلى كل حال.. فقد مسح بها كثير من طغاتنا دماء من قتلوا من شعوبهم .. فلا عليك فنحن نحسن غسل العمائم، و طالما ظلت بيضاء فى أعين العامة فلا حرج .. والله أعلم

جلس القيصر على عرشه وسط جمع المشايخ .. وجلس على جانبه فتاه المدلل رمضان ثم قال أيها المشايخ الكرام لى عندكم عتاب و خصام .

المشايخ بصوت واحد: كيف ذلك يا مولانا القيصر وما الذى أغضبك ونحن عبيد فضلك و مماليك كرمك .

القيصر: هناك ثلة من الرجال قابلناهم ونحن نقتل النساء والأطفال.. وقد أرهقونا وأتعبوا موالينا من أهل تلك البلاد، يزعم هؤلاء أنهم من أهل ملتكم وأن ربكم ورسولكم – الذى تزعمون – قد أمراهم بقتالنا والدفاع عن أهلهم منا فهل هؤلاء حقا منكم .. وهل حقاً أمركم ربكم بذلك ؟

يرد أحد المشايخ : معاذ الله يا مولانا القيصر فديننا دين سماحة و استكانة.. ألا ترى كيف تواضع هذا الجمع من العمائم بين يديك و كيف أننا نمسح عمائمنا بأقدام طغاتنا، وإنما من ذكرت من المقاتلة .. فهم أتباع رجل اسمه بن تيمية. و ليسوا من أهل السنة بل هم أهل حرب وفتنة وقد نصحناهم أن يصنعوا مثلنا فيمرغوا وجوههم عند أرجل مواليكم من آل الأسد.. ولكنهم أبوا إلا القتال فتسببوا فى قتل النساء و الأطفال.. وحق عليهم شر المآل والله أعلم.
 

بوتين وجيشه و مواليه يقتلون و يحرقون أطفال المسلمين ونساءهم فى سوريا ليلاً و نهاراً

القيصر: آه فهمت.. بارك الرب بك أيها الشيخ الفاضل، ولكن لما لا تعلنوا هذا لعامة أهل ملتكم  فتكفونا مؤونتكم .
أحد المشايخ : يا مولانا إن عامة أهل ملتنا يتعاطفون مع صور الأطفال الذين يحرقهم جنود جيشك المظفر و براميل مواليكم من آل الأسد الأبهر.. وإن علموا باجتماعنا عندك فلربما قلونا وما استمعوا إلينا.

القيصر ملتفتا إلى فتاه المدلل : يا رمضان
رمضان قاديروف : لبيك مولاى
القيصر: ألست مسلماً كهؤلاء المشايخ ؟ فلم لا تدعوهم إلى مؤتمر عندك ليعلنوا خروج هؤلاء المشاكسين من ملتكم .
رمضان : الأمر أمرك يا مولاى و الرأى رأيك
قام القيصر من مجلسه فقام له المشايخ مبجلين ومنحنين إجلالاً و تعظيماً.

كانت هذه بالطبع قصة من وحى خيال الكاتب اللهم إلا أن هناك قيصر حقيقى اسمه بوتن وله فتى مدلل من المسلمين  اسمه رمضان قاديروف هو رئيس الشيشان .

وأيضاً فهذا البوتين و جيشه و مواليه يقتلون و يحرقون أطفال المسلمين و نساءهم فى سوريا ليلاً و نهاراً. و يا للعجب فهناك أيضا فئة من رجال المسلمين تحاول جاهدة الدفاع عن أعراضها و حريتها و كرامتها .. و قد أزعجوا القيصر و مواليه .

ويبدو أن هذه القصة الخيالية التى ساقها الكاتب لسيت من بنات أفكاره بالكلية، فقد دعا بالفعل فتى القيصر المدلل وبعض العمائم و… ليحضروا مؤتمراً عنده تحت كنف القيصر وحمايته سموه مؤتمر الشيشان.

ويا للعجب فقد ذهبوا بالعمائم ليمسحوا بها دماء أطفال المسلمين التى علقت بأيدى القيصر وأعوانه.. وأعلنوا بكل سفاقة فى هذه اللحظة الفارقة فى التاريخ .. أن عامة المستضعفين من أهل سوريا ليسوا من أهل السنة و الجماعة .

 فتى القيصر المدلل دعا بعض العمائم لمؤتمرعنده تحت كنف القيصر وحمايته.. ويا للعجب ذهبوا ليمسحوا دماء أطفال المسلمين التى علقت بأيديه

وبالطبع لم يقولوها هكذا صريحة.. فقد زينوها بالأوراق البحثية و الجدالات المنسية ليثبتوا أن عامة السلفيين والإخوان ليسوا من أهل السنة بمكان.

لا حرج من تناطح الأفكار والعقول .. ولا اعتراض على اجتماع قوم أيا كانت صفتهم  ليناقشوا فكرة أو رأي  ولكن أن يحدث الاجتماع بهذه الصورة المهينة فى أحضان السفاحين من أعداء المسلمين .. فهذه والله هى السوءة و هى خيانة الله ورسوله والمؤمنين، وهى والله عار الأبد يلحق كل من اشترك فى هذه المهزلة المقيتة ما يلم يرجع و يتوب ويتبرأ من فعلته هذه ثم يجلس فى بيته فلا يحدث الناس بعدها أبداً.

ولكن الحمد لله خاب فأل هؤلاء الأذلاء الخونة، فقد مقتتهم عامة الأمة.. ولم تعتبر بكلام أحد منهم و سقطت بقيتهم من أعينهم..  لكن للأسف فقد نزلوا بقدر أهل العمائم التى جعلوها تحت أقدام …

و قديماً كتب محمد جلال كشك عن دخول خيل نابليون بونابرت الجامع الأزهر.. ولاعار فى ذلك بل هي العزة بعينها حين حاولت ثلة من مشايخ الأزهر قتال القيصر و أبوا أن يذلوا لهفدخلت الخيل الأزهر. لكن كثيرا من مشايخ اليوم يسقطون فى أحضان المجرمين والقتلة .

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.