شعار قسم مدونات

العراق.. والاحتلال الصفوي

BLOG- العراق

يكاد يصنف العراق الذي يرزح منذ ٢٠٠٣م تحت وطأة الحكم الصفوي، كأسوء بلد للحياة والعيش في العالم، بعدما كان يصنف كأحد أفضل بلدان العالم.

فقد أثبتت الزمرة التي تحكم العراق الآن بأنها مهما كان لدى بعضها من شهادات ومؤهلات علمية، إلا أنها تفتقر لأدنى مستوى الوعي المطلوب واللازم الذي يحتاجه العقل البشري للتعامل مع الآخرين.
 

لا يعقل أن يكون العراق الذي يمتلك أغنى الثروات الطبيعية بالعالم يعيش شعبه ما بين مقتول ومعقل ونازح ومهجر ومظلوم

فعندما نعلم أنه ليس من الغرابة وجود فئات من البشر في القرن الحادي والعشرين، تعد بملايين البشر في الهند مثلا إلى الآن وهم يعبدون البقر، رغم حصول بعضهم على أعلى درجات التحصيل العلمي والدراسي، ندرك المنطق الذي أتى بتلك الطغمة التي تتولى مقاليد الحكم، وتستحوذ على أركان الدولة العراقية، وتسيطر على مفاصل البلد، غير قادرة على التعامل مع بقية أطياف الشعب العراقي كما ينبغي أن تتعامل. 

إذ وبعد مرور أكثر من ثلاثة عشرة سنة على توليهم الحكم، لم يستطيعوا التقدم خطوة واحدة على جميع الأصعدة، سواء على المستوى الأمني أو السياسي أو العلمي أو الاقتصادي أو التجاري، وحتى التعاون الدولي، ناهيك عن أهم صعيد وهو الصعيد الاجتماعي، حيث لم يتفكك النسيج الاجتماعي العراقي من قبل كما تفكك الآن وتمزق وتنافر!.

كل ذلك بفضل العصابة الصفوية الحاكمة، فلا يعقل أن يكون العراق الذي يمتلك أغنى الثروات الطبيعية بالعالم سواء البشرية أو العلمية أو المعدنية أو النفطية أو الحيوانية أو الزراعية أو المائية وغيرها، يعيش شعبه العظيم ما بين مقتول ومعتقل ونازح ومهجر ومظلوم، لولا أن من يحكمه أسوء أصناف البشرية، وأكثرها انعداما للإنسانية، ولا يمكن بحال من الأحوال أن يتوقع المرء منهم خيرا إطلاقا، من منطلق أن فاقد الشيء لا يعطيه!.
 

احتلال استهدف الماضي والحاضر والمستقبل، احتلال لم يستثنى من استهدافه حتى أسماء الناس

الحقيقة أن العراق ككل، شعبا وبلدا ودولة، يمر بحال ليس هناك من هو أسوء من نوعه في هذا العالم المتفرج، فقد تجاوزت محنة الشعب العراقي في أبعادها العديد من محن الشعوب الأخرى التي دائما ما يضرب بها المثل في تكبد الخسائر وتحمل المعاناة والشقاء والتطهير والإبادة.

فالشعب العراقي في الوقت الراهن تلخصت فيه كل أوجه المعاناة التي واجهتها الشعوب قاطبة، بجميع أصنافها وأنواعها، لتجسد معاناة فريدة من نوعها، فقد ذاق الأمرين على يد احتلال صهيوصفوي، لم تجربه الشعوب الأخرى ولم تحترق بناره المستعرة، ولم تعاني من ويلات حقده الأسود، إنه ليس كأي احتلال، بل هواحتلال فريد لا يدركه إلا من اكتوى بألمه!.

احتلال استهدف الماضي والحاضر والمستقبل، احتلال لم يستثنى من استهدافه حتى أسماء الناس!
كان الله في عون البشر والشجر والحجر، كان الله في عون دجلة والفرات، على هذا الصفوي الجاثم على صدر العراق العظيم.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.