شعار قسم مدونات

المشكلة في البوركيني أم البكيني؟

Tunisian women wearing a 'burkini' walk at beach Bizerte, north-eastern Tunis, Tunisia, 28 August 2016.

على الرغم من معرفتى بـ"المايوه الشرعي" المنتشر منذ سنوات على الشواطئ المصرية فإننى اكتشفت مدى جهلي عندما عرفت أن له اسما آخر فى أوروبا هو البوركيني؛ وهى كلمة تتكون من جزأين أولهما "بور" وهي اختصار للبرقع (كلمة متداولة في أوروبا وتعني النقاب الذي يُغطي الوجه كاملا) أما الجزء الثاني فهو "كيني" ويُقصد به "البكيني" لباس البحر المعروف.

وقد بلغ جهلي أشده عندما وجدت العالم من حولي يتحدث عن البوركيني وكانت هذه المرة الأولى التي أسمع فيها هذا المصطلح عندما صدر حظر ارتدائه على شواطئ مدينة كان الفرنسية.

 

 

البوركيني كلمة تتكون من جزئين  "بور" وهي اختصار للبرقع الذي يُغطي الوجه كاملا و"كيني" ويُقصد به "البكيني" المعروف

وعلى الرغم من يقيني التام أن هذا القرار سيتم إلغائه عاجلا ام آجلا، وقد كان -فلم يرد الله أن يخيب ظني- وجاء قرار مجلس الدولة الفرنسية أعلى سلطة قضائية إدارية في فرنسا بإلغاء حظر ارتداء البوركيني على الشواطئ الفرنسية.

لم يستفزني قرار حظر البوركيني ، ولا الجدل الذى اثاره في أوروبا بين مؤيد ومعارض، ولا الصور المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي بإجبار سيدات على خلع البوركيني على الشواطئ الفرنسية وهى صور أشك فى صحتها. إنما استفزني حقا الأصوات النسائية التى تعالت بمصر فجأة ضد البوركيني وكيف يؤذي مشاعرهن الرقيقة رؤية سيدة ترتديه، وفجأة أخذ البعض منهن يتفاخرن على الفيسبوك.

 

ويتذكرن كيف كانت أمهاتهن يرتدين المايوه فى الستينيات والسبعينيات مع نشر بعض الصور لإثبات صحة كلامهن وكيف كانت الشواطئ المصرية قطعة من أوروبا فى التحرر متناسين أن كثيرا من النساء المصريات فى ذلك الزمن -خاصة من يقمن فى القرى- لم يذهبن إلى البحر مرة واحدة فى عمرهن.

 

 وأَخَذْن يتحدثن وكأن البكيني كان المايوه الرسمى للمرأة المصرية، والغريب فى الأمر أنهن يتحدثن باسم الحرية الشخصية وهن من يقيدن حرية الأخريات ويصادرن على المرأة حريتها فى الالتزام بشرع الله من وجهة نظرها على الأقل، الأمر الذي لن يسبب لهن ضررا على أي نحو.

 فى المقابل الذى يجب أن يقع عليه الضرر هو من يجبر على مشاهدة امرأة مترهلة القوام مثيرة للاشمئزاز وهى ترتدي البيكني، على الأقل البوركيني يستر أيضا عيوب الجسد وترهلات الزمن.

سيدتي ألم تري صور الراهبات اللاتى ذهبن بملابسهن إلى البحر تضامنا مع المسلمات وكيف كان رد الفعل الفرنسي، وتم تعليق قرار حظر ارتداء البوركيني على الشواطئ الفرنسية.

 

ولكن الأمر لم يخل طبعا من أن يقال إن المدافعين عن البوركيني هم اخوان او متعاطفون مع الإخوان، وعندما تواجههم بان الاخوان كانوا فى الحكم لمدة عام ولم يحدث منهم ان منعوا البكينى او شاهدنا فى شوارع القاهرة جماعات الامر بالمعروف والنهى عن المنكر، يكون الرد الجاهز دائما وأبدا: لو كانوا استمروا كان سيحدث ذلك.. يا أخي لو تفتح عمل الشيطان نحن نقيّم ما حدث بالفعل لا ما كنت تتصور أنت في عقلك الباطن حدوثه.

النسوة اللاتى يتشدقن بالحرية وحقوق المرأة ليس عليهن حرج فلهن البيكينى وليدعن البوركيني لأصحابه

وعودة لموضوع البوركيني يبقى التساؤل: هل نحن شعوب تعاني عقدة الخواجة أم أن البعض يكره فعلا كل ما هو إسلامي سواء كان في هيئة لباس أو شعائر دينية كذبح الأضاحي ونحن على أبواب عيد الأضحى وسوف ترتفع هذه الأصوات كعادتهم كل عام..

 
وأما هؤلاء النسوة اللاتي يتشدقن بالحرية وحقوق المرأة ليس عليكن حرج، فلكن البكيني ودعن البوركيني لأصحابه، وقد قال الشاعر فؤاد حداد:

‫أنا حُرَّة وأموت في الحريَّة

 ومزاجي أعمل سحليَّة

‫أزحف على الأرض وع الحيطة

واطلع وأنْزل وأعمل زيطه

‫وأضرب في الشمس طرمبيطه

 أنا حُرَّة بديلي وبراسي

وما حدّش يكتم أنْفاسي

وما احْطش ماسك لاحْساسي

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.