شعار قسم مدونات

لماذا يقود «الفيمينزم» دائما حرب «خلع الحجاب»؟

blog- الحجاب

‏يشهد مجتمعنا الكثير من الظواهر الطارئة عليه،  من هذه الظواهر ظاهرتا خلع الحجاب و ظاهرة "الفيمينزم"،  تلِك الظاهرتان اللتان شغلتا المجتمع، وتحديدا مجتمع النساء، تٌرى هل هناك رابط بين الظاهرتين ؟!.

يُذكر أنه في فترة التسعينات حسب ما أكده الدكتور (جلال أمين ) في كتابه ( ماذا حدث للمصريين ) أن انتشار الحجاب زاد بعودة الكثير من العاملين بالخليج فيقول في هذا الأمر "ظن المصريون العائدون من الخليج بأمواله ونفطه، أن التدين الشكلي الوهابي، أسرع طريق للثراء، فما بين الإعجاب بالنمط السعودي في التدين، وهو النمط الذي يعنى بالنقاب واللحية أكثر من جوهر الإسلام نفسه، وما بين انتشار مظاهر الانفتاح في عصر السادات من ذيوع تجارة المخدرات وانتشار الدعارة بشكل أكثر مما قبل، وجد الحجاب بيئة مناسبة لانتشاره، فهو من ناحية رد فعل معاكس وواق من آثار الانفتاح والتشبه بالخليج الثرى المتدين من ناحية أخرى."

يرأى أحد المفكرين أن الحجاب يؤصل لاحترام فكر المرأة ،حيث يكون تركيز من يخاطبها على ما يجود به عقلها دون أن يلتفت لمفاتنها

أخذ الحجاب ينتشر بشكل واسع خصيصًا بعد ظهورالكثير من الدعاة الشباب الذين قاموا بتدّشين العديد من الحملات لإقناع الفتيات وخاصةً المراهقات بالحجاب، ولم تقتصر هذه الحملات على الجامعات و الدروس الدينية فقط بل وصلت للمدارس.

أخذ الحجاب يتزايد بزيادة الوعظ الديني، فطالبت النساء بمساحات خاصة لهن في الشواطئ، و ساحات رياضية، وقد ساعد في ذلك أيضًا ظهور المحجبات في الكليبات الغنائية، والمذيعات أيضًا و أصبح الحجاب هو مظهر السيدة المصرية.

لكن بعد ظهورالعديد من التطورات الإيديولوجية وباقتحام المرأة المصرية شتى المجالات  تغير الشكل المعهود للحجاب من الزي الواسع الفضفاض إلى الإيشارب القصير و البنطلون الجينز و البلوزات العصرية، و مع ظهور "الاسبانيش" الحجاب الإسباني الذي يُظهرالرقبة، ثم ظهور "التريبون" مع الإبقاء على نفس الملابس التي تصف الجسد، و ازداد الأمر سوءًا حتى خروج خصلات من الشعر مع الإحتفاظ  بالحجاب ثم الوصول لمستوى التخلص منه ..فماذا بعد قد يطرأ أيضًا ؟!!.

فهل هذا ما يتناسب مع قول الله تعالى "ليضرِبن بخمُرِهن على جيوبِهن " ، " ولا يُبدينَ زينتَهن إلا ما ظهر منها" ؟!، في الآية الأولى يأمر الله نساء المؤمنين بستر ما يظهر من فتحة الصدر والنحر،   وفي الآية الثانية يطلب منها عدم إظهار زينتها عن عمد وقصد للأجانب عنها إلا ما لا يمكن إخفاءه مثل الخاتم .

وإذا اتجهنا للأحاديث النبوية نجد أن أسماء بنت أبي بكر لما دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم بثوبٍ رقيق فاعرض عنها و قال لها " يا أسماء أن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى منها إلا هذا و أشار لوجهه وكفيه ".

وقد رأى أحد المفكرين أن الحجاب يؤصل لاحترام فكر المرأة وعدم الإتجار بها، حيث يكون تركيز من يخاطبها على ما يجود به عقلها دون أن يلتفت لمفاتنها.

كما ذكرت مسبقًا أن التغيرات الفكرية الحدية أثرت بالسلب على الفكر الديني عند البعض فانطلقت فكرة خلع الحجاب التي يرميها بعض الناس على عاتق جمعيات حقوق المرأة و الحملات المناشدة بتحرر المرأة والمساواة بين الرجل والمرأة ومن أشهر الحركات تفاعلًا " الفيمينزم " ؛تلك الحركة التي لم تتوقف عند التشجيع على خلع الحجاب والتحرر من بعض الأصول الدينية التي لا تتناسب مع أفكارهم وتصويرها على أنها قيد وبدأت بالمطالبة بالمساواة مع الرجل عمليًا و اجتماعيًا ، بل طالبت بالحرية الجنسية أيضا؟! و المطالبة بأن لها حق الاختيار الاحتفاظ بعذريتها ، و إطلاق لحيتها كالرجال و أن الحجاب ليس فرض !!

فكيف لنا أن نعقل هذا في مجتمع شرقي يقوم على الدين في أغلب تقاليده و أفكاره ؟؟

علينا توسيع نطاق الوعظ الديني و توفير الوسائل  وتدشين الحملات المضادة من قبل العارفين بأصول دينهم و طباع مجتمعهم

إذا كانت" الفيمنست " تريد المساواة في كل شئ حقًا فَلِم بعد دخولها كل حقول العمل لا تقتحم كذلك حقول مثل النجارة و المحارة و أعمال البناء،  أوتجرب أن تعامل كأي فتى حينما يغضب عليه أبواه فيطرده والده من المنزل .. ألا يُجاب لها كل ما تريد من احتياجات بكل يسر وسهولة عكس المشقة التي  يعامل بها الرجل في مجتمعنا ؟!!

نعم سيدتي الفيمنست أنتِ ترفضين تكريم الله لكِ ..نعم أنا أعلم ستُجيبين أن المرأة حقها مهضوم في الإسلام ؛ سأجيبك الله عظّم المرأة فخلقها ناقصة عقل صاحبة كيد عظيم، مثال آخر جعل لكِ سورة في كتابه العزيز تُسمي سورة النساء، ليحث الرجل على الحفاظ المرأة،  وليعلم المرأة مدى كونها غالية فيُعلّمها كيف تحافظ على نفسِها،  فلِمَ ترهقين فِكرك بأفكار التحرُر العقيمة و الله أهداك أوسع مساحات الحرية ؟

يبدو أنه لا مفرّ من تواجد المؤيدين لتلك الظاهرة،  ومحاولاتهم نشرها على أوسع نطاق ممكن،  و ما علينا فعله كمناهضين لها يا سيدي الفاضل هو توسيع نطاق الوعظ الديني و توفير الوسائل المكتوبة والمسموعة وتدشين حملات مضادة من قبل المثقفين دينيًا العارفين بأصول دينهم و طباع مجتمعهم .

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.