شعار قسم مدونات

النسخ المزورة من التاريخ

أكاذيب التاريخ

قرأت قصة قوم فرعون.. أليس كذلك؟ سلط الله عليهم الدم والقمل والجراد لأنهم عبدوا غير الله، الأمر هنا منطقي فكانت تلك هى علامات السخط والغضب الرباني.. استمر ذلك حتى يصبح ذلك كله تاريخ نسجله فى أوراقنا البيضاء وتحفظه ذاكرتنا التي لا نملك غيرها.

 

 لكن ماذا لو تشوه التاريخ؟ لو احترقت الأوراق البيضاء واحترقت ذاكرتك ؟ بإمكان أي أحد التلاعب بك . عبد الناصر أحرق القاهرة حتى تكون مصر مهيأة لاستقبال مجموعة من العسكريين قرروا التقدم لسدة الحكم لإنقاذ البلاد من الحريق الذى اشعلوه بأنفسهم. النسخ المزورة من التاريخ لن تخبرك بذلك .

 

طه حسين قال في إحدى المرات إنه لو كان يملك قلما واستطاع الكتابة لعدَّل فى القرآن، أما العقاد فكتب سلسلة العبقريات الإسلامية

في مارس ١٨٠٤ حينما أعلن المصريون ثورتهم ضد الوالى خورشيد بسبب أزمة فيضان النيل وفرض الضرائب ،اجتمع محمد على مع المشايخ والوجهاء وأعلن أنه متضامن مع الشعب، فى تلك اللحظات كان جند محمد على قد خلعوا زيهم العسكرى ونزلوا إلى الشوارع فقتلوا وسرقوا وهتكوا الأعراض، وكانت ليلة مخيفة بكل الصور، كان ذلك هو الخطر الذى أشعر المصريين وقتها أنه لا بديل عن محمد علىن و النسخ المزورة من التاريخ لن تخبرك بذلك.

 

طه حسين عرض على عباس العقاد أن يهديه جائزة تقديرية لمجهوداته الأدبية لكن العقاد رفض ذلك، وطلب أن تقام مناظرة بينه وبين طه حسين يهدى فيها الفائز الجائزة للطرف الآخر بصفته الأعلى مقاما ..

 

طه حسين قال فى إحدى المرات إنه لو كان يملك قلما واستطاع الكتابة لعدَّل فى القرآن، أما العقاد فكتب سلسلة العبقريات الإسلامية ، هذا قد يفسر لك سر اللمعان الذى حظى به طه حسين عن نظيره العقاد، و النسخ المزورة من التاريخ لن تخبرك بذلك.

 

الخلاف بين الصحابي على بن أبى طالب والصحابى معاوية بن أبى سفيان، لم تكن من أجل من يتولى الخلافة بل لأن الصحابى معاوية كان ابن عم عثمان بن عفان، وكان مصرا على الأخذ بالثأر لابن عمه من الخوارج لكن على بن أبى طالب كان مع أن ينتظر المسلمون قليلا حتى تعود جيوش المسلمين من معاركهم، ومن ثم يمسكون بتلابيب الثلاث عشر قاتلا الذين قتلوا الصحابى الجليل.

 

لم يكن فى الأمر خلاف على سلطة ولم يكن هناك ما يسمى بجلسة التحكيم، فتلك أكذوبة اخترعها شخص يسمى " أبى مخلف لوط بن يحيى" وهو بإجماع العلم كاذب منافق مرفوض الحديث ، والنسخ المزورة من التاريخ لن تخبرك بذلك.

 

الجهل والسطحية سمات العامة منذ زمن ، القصة هنا لا تتعلق بالحكام الفاسدين بقدر ما تتعلق بسطحية العقل الجمعى، حينما دخل نابليون بونابرت القاهرة أعلن أنه دخل الإسلام ونطق الشهادة لكن المصريين وقتها شعروا أن هناك مشكلة تعيق اكتمال إسلامه لأنه ليس مختونا بعد فالفرنجة لا يقومون بذلك!! كان ذلك قبيل دخول الخيل الفرنسية لصحن الأزهر بمدة ليست بالكبيرة، و النسخ المزورة من التاريخ لن تخبرك بذلك.


السنون الماضية حملت فى طياتها الأكاذيب التى تشبّع بها عقل من لم يقرأ ولم يكلف نفسه عناء البحث

يخبرونك طوال الوقت أن الله قال فى كتابه العزيز فى سورة يوسف " إدخلوا مصر إن شاء الله آمنين " لكن أحدا من هؤلاء لم يخبرك بسورة القصص الأية ٢١ " فخرج منها خائفا يترقب وقال رب نجنى من القوم الظالمين " كان ذلك ما حدث مع سيدنا موسى إبان فترة حكم فرعون لمصر .

 

وكان تعليق الإمام ابن تيمية حينما سئل عن ذلك أن مصر الآمنة كانت مصر يوسف نبى الله، أما الثانية فكانت مصر التى يحكمها فرعون ، مصر الأولى هى مصر الثانية مع فارق من يحكم، وهذا قد يفسر لك ما الذى تعيشه مصر الآنن وبالطبع النسخ المزورة من التاريخ لن تخبرك بذلك.

 

السنون الماضية حملت فى طياتها الأكاذيب التى تشبع بها عقل من لم يقرأ ولم يكلف نفسه عناء البحث، فصارت القناعات تبنى على الأكاذيب لكن بإمكاننا أن نذكر أن ما بني على باطل فهو باطل..نحن فى حاجة ماسة إلى حرق أباطيل التاريخ المزورة ، إلى حرق النسخ المزورة من التاريخ.. وللحكاية حديث آخر..

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.