شعار قسم مدونات

باب النجار مخلوع.. نظرة تقنية

blogs-net

الثورة التقنية تتزايد وتصبح أداة مهمة في نهضة الأمم، كل دول العالم تتسابق ببناء أنظمة الاتصالات، الإنترنت، البوابات الإلكترونية والخدمات الحكومية. وهذا تقدم مهم ومطلوب ومنافسة شريفة بين الدول، لكن السؤال المهم هل الدول تمتلك هذه التقنيات حقا، أم تشتريها وتستخدمها حسب تحكم الدول (الشركات) المنتجة؟
 

فمثلا أمريكا، لديها أكبر اقتصاد تقني في العالم وتضم أكبر ثماني شركات تقنية في العالم من أصل 13، فأمريكا تنتج أهم أنظمة التشغيل والأجهزة المستخدمة لأغلب المستخدين من الإفراد والشركات بالعالم، والقانون الأمريكي هو المسيطر على بيانات هذه الشركات ولجميع عملائهم داخل وخارج أمريكا، وهذا سبب توجة الدول لإنتاج التقنيات الخاصة بهم والبعض الاخر من الدول تبقى مستخدمة فقط.
 

الجميع يعلم عن برامج في الحكومة الأمريكية مثل PRISM وتحكمها ومراقبتها لكل الشركات التقنية الأميركية مثل أبل وميكروسوفت وغوغل وفسيبوك وتويتر وغيرها
مع تسريبات ويكيليكس وسنودن فالجميع يعلم عن برامج في الحكومة الأمريكية مثل PRISM وتحكمها ومراقبتها لكل الشركات التقنية الأمريكية مثل أبل وميكروسوفت وغوغل وفسيبوك وتويتر وغيرها من هذه الشركات والدخول الالي لمعلومات أي مستخدم او جهة تستخدم هذه الخدمات. بالإضافة الى مشروع Tempora في بريطانيا لمراقبة كل خطوط الاتصالات في الانترنت داخل وخارج بريطانيا للتحكم في العمود الفقري للإنترنت من دون علم المستخدمين.

المركز الكوري للكمبيوتر (KCC) أصبح منتجا للتقنية في كوريا الشمالية منذ عام 1990 وانتج أهم نظام يستخدم من المواطنين والحكومة في كوريا الجنوبية باسم Red Star OS، النظام مبني على نظام التشغيل مفتوح المصدر Linux وتم تطويره والعمل عليه 1998 واخر نسخة تم اصدارها هي النسخة الثالثة بعام 2014، النظام سهل الاستخدام ومتوفر فقط باللغة الكورية الشمالية، وتم انتاج ايضا جهاز تابلت خاص باللغة الكورية. منذ اصدار النظام لاقى هجوم كبير من أغلب الصحف الأجنبية بذريعة مراقبته للمستخدمين، وهم يعلمون ان كل التقنيات التي ينتجونها تراقب المستخدمين ايضا من البحث في جوجل، الى انظمة الجوال كالايفون والأندرويد.

 

أما الصين وما أدراك ما الصين، وحش تقني واقتصادي استطاع بفترة قصيرة من التحكم بالسوق التقني من الهاردوير حتى انتاج الأنظمة، فشركة هواوي دخلت عالم التقنية والاتصالات قبل 29 سنة، استطاعت بفترة قصيرة من مقارعة كبار شركات الاتصالات مثل سيسكو الأمريكية وسيمنس الألمانية، وبدأت بعمل هندسة عكسية للأنظمة الغربية وتقليدها حتى استطاعت من بناء مئات الأجهزة والانظمة ودخلت أغلب الاسواق العالمية بنجاح.
 

بالإضافة الى احتلال الصين خمسة مواقع من قائمة أكثر 20 موقع دخول بالعالم، وتمكنت من التحكم ببيانات المواطنين بالشبكات الاجتماعية الخاصة بهم بدل استخدامهم خدمات متحكمة من قبل دول أخرى. بالإضافة لتطوير أنظمة تشغيل خاصة بالحكومة مثل Kylin و للمستخدمين COS، وفي الجانب الاخر الصين لم تهمل الأنظمة الغريبة ولكن بطريقة آمنه تقنيا فتم الاتفاق مع شركة ميكروسوفت على فتح نظامهم والكود البرمجي للتعاون بينهم.
 

أما دول كثيرة -والأغلب عربية- أصبحت مستعبدة بهذه الأنظمة ولم تعمل على انتاج انظمتهم الخاصة او دعم القطاع الخاص لعملها، ونرى المنافسة الكبير بينهم على انتاج المواقع والخدمات الإلكترونية على أنظمة وتقنيات مستورده من الخارج ومغلقة المصدر ويتم اختراقهم وتسريب بياناتهم بشكل يومي بعلمهم وغير علمهم. والكثير من الجهات الحساسة العربية والعسكرية تتوقع ان بالشبكات الحساسة الغير متصلة بالانترنت امنين من الاختراق ونرى يوميا اكتشاف اختراقات مدعومة من قبل دول تتحكم بهذه التقنيات والانظمة والاجهزة المستوردة من شركات أجنبية.
 

الجوالات والأنظمة والخدمات الإلكترونية والبيانات في الحوسبة السحابية أو الأنظمة الداخلية لدولنا العربية مكشوفة جميعا للشركات والدول الغربية

للأسف يتم النقاش والقتال على موضوع لا معنى له مثل لعبة بويكمون جو وأنها لعبة تجسسية ولا يعلمون أن الجوالات والأنظمة والخدمات الإلكترونية والبيانات في الحوسبة السحابية أو الأنظمة الداخلية لهذه الدول مكشوفة جميعا للشركات والدول الغربية.

 

مثل ماعرفنا انه توجد ثلاثة أنواع من الحروب التقنية والأمنية، مستخدم وعبد لشركات ودول تبيع التقنية لك لتتحكم بك وبعلوماتك، الاستخدام العادل ومحاولة تهيئة هذه الانظمة للاستخدام الحكومي مثل الصين، او الأفضل وهو انتاج الاجهزة والانظمة التقنية والأمنية وهو قرار استراتيجي مهم وواجب على كل دولة تريد ان تتقدم.
 

فمثلا تركيا حاليا تصنع أجهزة التابلت والانظمة الحربية والتقنية، وسوف تصبح لاعبا أساسيا في مجال التقنية العالمية. نتمنى شخصيا من جميع الدول الخليجية دعم القطاع الحكومي والخاص على انتاج الأجهزة والانظمة التقنية والأمنية، فنحن نعيش في زمن يمكن تحقيقها بشباب متعلم وطموح ويستحق الدعم، فكلنا سعيدون بمشروع ورؤية قطر أن تصبح رائدة بالتعليم عالميا، ورؤية السعودية الطموحة في 2030.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.