شعار قسم مدونات

ما هو الموضوع وما هي القضية؟

blogs سوريا

بَادِيَ ذي بَدْءٍ لا نقول إلا الحق لا نخشى فيه لومة لائم، دون مهادنة ولا مداهنة. لسنا ضد أي مكون يعيش على أرض «سوريا» ولسنا ننتمي لمدرسة أو ثقافة إلغاء الآخر ولن نكون.

بحت حناجرنا على منابر الإعلام من تكرارالقول بضرورة التنوع وقبول الآخر، وكلّت أيدينا وتكسرت الأقلام من الكتابة عن الكلمة الطيبة وأنها أقوى من الفرقة.

لكن الآخر القزم حين يحاول أن يلغي تاريخي وحضارتي ووجودي لن أستطع أن أجعل من الصمت صاحبي وألوذ به متخفياً وراء أصبعي من ضجيج وفقاعات الشعوبيين الانفصاليين المتباكين على حقوق تاريخية لم نكن يوما طرفاً فيها بل وقفنا في وجه من ظلمهم.

تحت عنوان مظلومية آل البيت تأمل إيران في ابتلاع آسـيا العربية، واليوم الصهاينة الجدد يريدون تكرار نكبة 1948، لكن هيهات

منذ بدء الثورة السورية ومجموعة صالح مسلم ، تُعمِل مِعول الهدم في بنيان الجسد السوري، وتحاول بكل الأشكال أن تلغي الوجود العربي شمال سوريا وكل ألوان النسيج السوري الأصيل، وتحالف مع بشار الأسد والإيرانيين والروس وغيرهم من قوة الشر العالمية. ولو أمكنه لتحالف مع الشيطان.

والهدف كان طرد سكان المنطقة الأصليين من عرب وتركمان وغيرهم. تحت عناوين شعوبية عنصرية قذرة. هذا كله وثقته منظامات حقوقية عالمية.

ولم يكتفِ بالقتل والتهجير بل تجاوز هذا بمراحل ، إلى درجة إلغاء الآخر محاولا اقتلاعه من جذوره الضاربة في عمق التاريخ ، بل إلى ما قبل التاريخ والقلم والتدوين.

تحت مظلة الحقوق المسلوبة وأرض تاريخية ، لم تسعفهم حقائق التاريخ والجغرافية في إثباتها ، يريد صالح مسلم وميليشيا وحدات حماية الشعب الكردية ذراع حزب العمال الكُردستاني الإرهابي التركي ، ابتلاع شمال سوريا. يسيرون على خطى الصهيونية والحقوق التاريخية لليهود في أبتلاع فلسطين.

السؤال المطروح أن الصهاينة كان لديهم وعد بلفور، فهل حصلت الوحدات الكُردية على وعد «كيري – لافروف»؟

تحت عنوان مظلومية آل البيت، تأمل إيران في ابتلاع آســــيا العربية. واليوم الصهاينة الجدد يريدون تكرار نكبة «48» لكن هيهات لقد تماديتم في غيّكم، منذ ما يزيد على ستين سنة لم يستطع الصهاينة الاستيطانيون اقتلاع الفلسطينيين من جذورهم، ولم تنفعهم القوى العالمية والأقمار الاصطناعية وتكنولوجيا المعلومات (…) من إثبات لو واحدا بالمليون من ما يسمونه تراثهم وهيكلهم المزعوم.

لسنا ضد الشعب الكردي وننادي بضرورة مشاركته الفعالة في بناء سوريا الوطن والإنسان، لكن لا نقبل أن يتم تقسيم بلدنا تحت أي عنوان من العناوين

لكن غروركم وانتفاخكم كبراً وغروراً بتحالفكم مع قوى الشر المحلية والعالمية لم يدع لكم مجالاً لأخذ العبر ومراجعة الدروس واستنباط الحكم. إذا كان الفلسطيني استطاع بالحجر مقارعة الطائرات الغازية ،بقنابلها الفوسفورية والعنقودية، فالسوريون جميع السوريين الأحرار الذين بصدق أمنوا بثورتهم ووطنيتهم. سيتحولون إلى بركان يغرقكم بحممه المتدفقة من سوريا بكافة مكوناتها الاجتماعية الأصيلة.

فشباب سوريا الحر الثائر لم يدمن سياطُ حزيرانَ/يونيو. ولن يقبل يد» بشار» التي بها ضربا، أمام تطاول أولئك الحاقدين، لم نعد نطيق الصمت ونحن الثائرون ضد الظلم و الاحتلال الاسدي، لم ولن نقبل بالمشروع الفارسي في سوريا، فمن باب أوجب ان نتصدى لهذه العصابات التي لا يختلف مشروعها عن المشروع الفارسي الصهيوني وخدمة للإستعمار القديم بوجهه الجديد.

إن الرد على أهل البدع «الشعوبية العنصرية» وكشف عوارهم وفضح زيفهم وخبث نواياهم واجب وطني وشرعي واخلاقي وقبل هذا وبعده واجب إنساني.

نحن لسنا ضد الشعب الكردي وننادي بضرورة مشاركته الفعالة في بناء سوريا الوطن والإنسان ، لكن لا نقبل أن يتم تقسيم بلدنا تحت أي عنوان من العناوين.

بكل شفافية نعيد لعل في الإعادة إفادة ، ليست لدينا أي مشكلة أو عداوة مع الإخوة الكُرد في وطننا سوريا ولا في العراق ولا غيرهم من الأقليات التي نتقاسم معها وطننا. ونحترم نضالهم ونرفض انفصالهم وسنقاومه بكل الوسائل مهما تكُن التضحيات. نحن لم نَقُم بثورة وقف العالم كله كي يمنع انتصارها وبذَلنا من أجلها كلَّ غالٍ ونفيس ، حتى نُعطي الكُرد وطنًا على طبق قد من أشلاء شبابنا.

نقول لهم ولغيرهم من الطامعين في الكعكة السورية ، كما تعتبرون أن من حقكم أن تحرروا ما تسمونها أرضكم، دون إثبات علمي أو حقيقة ملموسة يعتد بها علميا، فمن حقنا الطبيعي بالمثل أن ندافع عن أرضنا وتاريخنا وحضارتنا «العربية والإسلامية»التي كانت أساس النهضة العالمية. لقد صبرنا حتى مل الصبر صبرنا وتطاول علينا وطمع في وطننا من لايستطع الدفع عن نفسه.

ما تقوم به وحدات حماية الشعب الكُردية من قطع طرق بحلب والتضييق على الثوارهناك ، لم يعد الصبر ينفع ولم يعد للكلمة الطيبة مكان ولا يمكن لإنسان حر أو ينتمي للإنسانية بصلة أن يسكت عن هذا ، والسكوت على هذا التطاول خسة وجبن وكذب وهل أصبح قول كلمة حق عند طامع جاحد جريمة أم أن العدالة مطلبنا جميعاً.

ولسنا بحاجة للخوض في حرب ضد أي طرف آخرغير عصابات بشار الأسد و من حالفه في حربه الغبية ضد ثورة الشعب السوري، في المقام نفسه لا نقبل أن يتم تقسيم بلدنا تحت أي عنوان ، أو شكل من أشكال التقسيم المغلفة بطابع زخرف بـ»الفدرالية «أو حكم ذاتي.

نحن ضد الإرهاب بكل أشكاله الفكرية والثقافية والعنصرية وضد تقسيم الأوطان، ونصيح بأعلى أصواتنا لا للفدرالية لا للتقسيم المقنّع

ما أن تفتح فمك أو تنبس ببنت شفة حتى يفتح عليك أنصار الإنفصاليين الشعوبيين الديمقراطيين الجدد أبواب جهنم ، ويتحفونك بقاموس من الشتائم التي لم يسمع بها أحد من قبل ، وتنعت بكل نعوت التخوين من العنصرية والبعثية والداعشية ، وأنك أحد إفرازات النظريتين الفاشية والنازية، ناهيك عن معاداة السامية ،رغم أن الكُرد لا ينتمون للعرق السامي ، وأشياء ما أنزل الله بها من سلطان ولم ترد في كتاب ولا دونت في ديوان.

وهنا نطرح سؤالا سهلا ممتنعا، لماذا يقبل الإخوة الأكراد أن يطلقوا على أنفسهم «كردستان» ويرفضون ويحتجون علينا بأن نقول العربية السورية ما هذا التطرف العنصري والإرهاب الفكري وإلغاء الأكثرية الساحقة ؟
لسنا ضد الأكراد، ولكن نحن ضد كل من يتطاول على تاريخنا المجيد ويريد تقسيم بلدنا الجميل بتنوعه وتعدده، ويطعن في العرب والإسلام بجهل ووقاحة حتى أنهم يعتبرون العرب والإسلام إحتلالا لسوريا ، ويتجاهل صالح مسلم، أن العرب الساميين (الكنعانيين الفينيقيين) تواجدوا على أرض الشام قبل أربعة آلاف سنة قبل الميلاد وكذلك الغساسنة «المسيحيين»،هذا الشخص لا يستطيع أن يفرق بين العرب والإسلام، ونقول له ولغيره من الشعوبيين الحاقدين، ليس كل مسلم عربيا وليس كل عربي مسلما.

وتمادى بعض أولئك بغيهم وعنصريتهم وحلقوا بأجنحة الحقوق التاريخية ، ففـاقوا النازية والفاشية عنصرية وإلغاء للآخر، بل إن البعث الذي يتباكون من سياسته الإقصائية أرحم منهم بآلاف المراحل ، وتجاوزوا اليهود والفرس في التطاول على بنيان العرب المجيد.
كما كنا دوماً ضد ما يقوم به تنظيم الدولة وعصابات الحشد الشعبي ومرتزقة إيران الإرهابية وجرائم بشار الأسد المنكرة.

نحن ضد الإرهاب بكل أشكاله الفكرية والثقافية والعنصرية وضد تقسيم الأوطان، ونصيح بأعلى أصواتنا لا للفدرالية لا للتقسيم المقنع.
فما هو الموضوع وما هي القضية؟

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.