شعار قسم مدونات

لماذا فشل الانقلاب في تركيا ونجح بمصر؟

blogs - turkyyyyy

في 15 يوليو/تموز 2016 تقوم مجموعة من الضباط بمُحاولة انقلابية على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تحت قيادة فصيل داخل القوات المسلحة التركية، ويعلن مدبّرو الانقلاب إنشاء مجلس السلم، من خلال بيان بُث بعد سيطرتهم على قناة "تي آر تي" الرسمية، تضمن حظر التجول في أنحاء البلاد، وإغلاق المطارات، وفي غضون ساعات قليلة كان الانقلاب قد تم إفشاله.

لم يحظ قادات الانقلاب في تركيا بأي دعم جماهيري، بل كان كل الشعب والأحزاب في صف الديمقراطية

في 3 يوليو 2013 يقوم الجيش المصري بانقلاب عسكري تحت قيادة عبد الفتاح السيسي، ويقوم بعزل الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي، ويقوم بتعطيل العمل بالدستور، وقطع بث عدة وسائل إعلامية، كما يقوم بتكلّيف رئيس المحكمة الدستورية عدلي منصور برئاسة البلاد، وتم احتجاز الرئيس المنتخب، كما قام قائد الانقلاب بإصدار أوامره باعتقال 300 عضو من الإخوان المسلمين، وبالفعل يمرر الانقلاب ويصبح قائد الانقلاب بعد فترة رئيساً للجمهورية، فما هي الأسباب التي أدت إلى فشل الانقلاب الأول ونجاح الثاني؟

-الوعي والفاعلية:
لا يمكن إنكار وعي الشعب التركي وفاعلية قيادات حزب العدالة والتنمية، فبمجرد أن تيقنوا أنهم أمام انقلاب عسكري، حتى تمت محاصرة الانقلابيين في كل شوارع العاصمة، ولم يكتفوا بالصراخ والتنديد، بل اتجهوا صوب المنشآت التي سيطر عليها الانقلابيون، وتم تحريرها بالكامل، أما في مصر فكان واضحاً ارتباك المعارضين للانقلاب وعدم الفاعلية وغياب الخطة والمنهاج لإسقاط الانقلاب، وكل ما تم إنجازه هو تكتيل أكبر عدد ممكن من المعارضين، وإتاحة الوقت لقائد الانقلاب للقضاء عليهم من مسافة الصفر.

– الدعم الشعبي:
لم يحظَ قادات الانقلاب في تركيا بأي دعم جماهيري، بل كان كل الشعب والأحزاب في صف الديمقراطية رغم قلة الجماهير التي نزلت للشوارع قياسا برابعة والنهضة، في مصر استطاع الجيش أن يخدع قطاعاً كبيراً من شباب الثورة والعلمانيين، ووجد قائد الانقلاب مَن يرقص له ويُغني معه “تسلم الأيادي”.

في مصر كان هناك من أيَّد الانقلاب في الساعات الأولى دون خوف من أي عواقب، مما أضفى شرعية للانقلاب وأنصاره

-الإعلام:
في تركيا لم يكن لقادة الانقلاب إعلام به يوجهون الشعب نحو أهدافهم، أو لشيطنة أعضاء الحكومة أو لتهيئة الانقلاب وأي تحرك للجيش إعلاميا كان من شأنه إحباط الانقلاب قبل حدوثه ، أما في مصر فنحن كنا مع انقلاب على الهواء مباشرة، استغرق التحضير له أكثر من سنتين و الكل يعلم أن انقلابا في طريقه للقصر .

– الرئيس:
عدم قدرة الانقلابيين على الوصول للرئيس أردوغان أو أي من القيادات الكبرى لحزب العدالة والتنمية كان له زخم كبير على أنصار الديمقراطية، فيما كان لعنة على الانقلابيين، لكن في مصر كان الرئيس صيداً سهلاً لقائد الانقلاب، وتم اعتقال القيادات الكبرى في الساعات الأولى (خيرت الشاطر وحازم أبو إسماعيل).

– الدعم الخارجي:
في تركيا لم يلقَ الانقلاب أي اعتراف خارجي، الكل وقف موقف ترقّب، لأن أي قرر يأخذ دعما للانقلاب يعني أن هناك إجراءات ستتخد في حالة فشل الانقلاب وهذا راجع بدوره لقوة الحكومة التركية، بينما في مصر كان هناك من أيَّد الانقلاب في الساعات الأولى (السعودية والإمارات وسوريا والأردن واليمن)، دون خوف من أي عواقب لأن المؤسسات المنتخبة ضعيفة للغاية، مما أضفى شرعية للانقلاب وأنصاره.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.