شعار قسم مدونات

أبناء يعرب

Blogالقدس

ذواتنا
حكايات قديمة ‏
مواهبنا
قلاع أزلية
قناعاتنا
أسوار عالية من الذهب
قدراتنا رياح تؤجج الإبداع فينا
هكذا نحن
كتلة عميقة الأبعاد لا ندركها إلا لو نثرنا شخصياتنا وانعكاساتها على من حولنا
فهاهنا ننثر الحب سحائب ماطرة من التفاؤل في نفوس العطشى.
 

هل نترك العنان للسلبية والاستسلام

وهناك نهدي الجمال في كلمة بسيطة أو تعبير مختصر
و في ذلك الركن نقتحم عالم الجمود كفرسان شجعان
كثيرة هي مآربنا وكثيرة هي طموحاتنا و أكثر منها أمانينا و أحلامنا
لكن
هل فكرنا قليلا
هل تريثنا قبل أن نحكم على أنفسنا وعلى الآخرين
ربما لا
وربما بعضنا فعل.

و ربما وبحكم طبيعتنا البشرية و لأننا في عالم متعدد الأوجه قد نطفئ النور بأعماقنا دون قصد منا ‏‏
ولا نرى الإشعاع و البريق إلا لدى الغير وتطاردنا مشاعر الغيرة وتدك ذواتنا وحوش التقزم
لماذا ‏
لم نحكم الوثاق على الإنسان الناضج فينا
و لماذا ندفن قلوبنا النبيلة تحت غطاء كثيف من اليأس
ولماذا نخدر الحكمة في أعماقنا
و لماذا نرتدي قناعا أسود على بصيرتنا النقية
لماذا نلوث أرواحنا بهموم الحسد؟
‏ ترى
هل نسينا خفايانا الطاهرة
و هل أظلمت صباحاتنا المشرقة
أم هل نفذ الشعاع الأخير من شمعتنا المحترقة على دروب مسيرتنا
وهل وأَدنا فينا الرقي و التطور
وهل اضمحلت مشاعرنا الأبية الشامخة ‏
و أين وارينا عزة أنفسنا
هل دفناها في أجداث أجدادنا
وهل تناسيناهم قبل أن يواروا الثرى
كيف ننساهم و قد نشروا علومهم و إبداعاتهم وحضاراتهم كثريا
كل هذه التساؤلات تذبح فينا الطموح والأمل
تساؤلات تطرح نفسها عندما نرى إبداعات غيرنا ‏
نعم.

لدينا كل المقومات للتقدم ولا ينقصنا إلا الإيمان بأنفسنا والثقة بها حتى ننطلق واضعين أقدامنا على أول خطوة ‏في طريقنا السامي

أعترف
تعجبنا إبداعات الكثيرين
و تذهلنا مواهب البعض
ونقف بكل احترام أمام تميز سوانا
و لأننا بشر أيضا ومن جديد فلسنا بنزاهة عن الشعور بنزعة ولو كانت مثقال ذرة عن تمني ما هم عليه
و لكن
هل نترك العنان للسلبية والاستسلام
هل نتخاذل ‏
أبدا

لم يفعل ذلك المبدعون الذين سبقونا
و لن نفعل نحن
لأننا خلفاؤهم.

فنحن جميعا ندرك أن الغبطة لا تعني الوقوف وندب الحظ
ولا تعني الوجوم عند إنجازات غيرنا وكأنها ‏حدود ممنوعة أو خطوطا حمراء محظور علينا تجاوزها ومستحيل علينا حتى الوصول إلى عتباتها
وذلك لأمر بسيط
إننا أبناء يعرب.

ولأننا أصحاب لغة الضاد ،و لأن منا حاملو أطهر الرسالات
‏و لأنه بأخوتنا تجاوزت فتوحات كثيرة الآفاق
و لأنه بنفحات أنبيائنا تعطرت فضاءات البشرية
أ وليس جميع هؤلاء حافز لنا
و دافع بنا إلى الأمام؟

نعم

لنصوغ من حياتنا قصيدة
حروفها أمل
و كلماتها إبداع
وبحرها قناعة
‏رسالتها روح تخلص في السعي الدائب
و حكمتها قلب ينبض بالوفاء لطموحاتنا
و ميثاقها عهد ثابت الخطا في ‏نزاهة الوصول إلى المراد
وجني رحيقها ثمار مشوارنا الطويل إلى المجد
ذلك المجد المضني العذب
هكذا نحن أبناء يعرب

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.