شعار قسم مدونات

المستقبل للذين يؤمنون بأنفسهم وجمال أحلامهم

blogs - human

ما أجملهم من أصدقاء، أولئك الذين يقترحون عليك كتابا قد أعجبهم ويطلبون منك قراءته لأنه حتما سيفيدك في بعض الأحيان وسيغير جوانب من حياتك أويجعلك تكتشف مواطن من شخصيتك قد كنت تجهلها أو أهملتها.

أذكر منذ سنة اقترح علي أحد الأصدقاء أن أطالع كتابا للكاتب والمحاضر الأمريكي المشهور واين داير يحمل عنوان قوة العزيمة، قرأته حينها باللغة الفرنسية "Le pouvoir de l intention".

غيّر الطريقة التى تنظر بها إلى الأشياء وسوف تتغير بدورها، لقد خلقت من أجل أن تحب ويجب أن تحب من أجل أن تبدع.

وقد كان كتابا مُلهما وجذاب حيث أنه يعرض فكرة كيفية تحقيق رغباتك الشخصية بطريقة خاصة. وعرف الكاتب العزيمة في الفصول الأولى من الكتاب بطريقة جديدة لم يعهدها القارئ وسعى جاهدا إلى أن يبين كيفية وجود قوة كونية كلية أطلق عليها اسم العزيمة أو أحيانا يعتمد مصطلحا إنجليزيا "The Active Side of Infinity".

وهي قوة كائنة في الكون، تمكن الفرد من الاتصال بطاقاته الدفينة لكي تقوده في رحلته من خلال التعمق في سطور الكتاب، وستلاحظ كأن واين داير يخاطبك مباشرة ويقول لك: غيّر الطريقة التى تنظر بها إلى الأشياء وسوف تتغير بدورها، لقد خلقت من أجل أن تحب ويجب أن تحب من أجل أن تبدع. يجب أن توفق بين القدر وعزمك الخاص حتى تسيطر على طاقات حياتك.

ويقول لك: لو كنت تعانى من الشح أو الكرب أو الاكتئاب أو غياب مشاعر الحب أو عدم قدرتك على جذب ما تريده إلى حياتك فيجب أن تنظر بعناية إلى الكيفية التى جذبت بها هذه السلبيات إلى حياتك. لن تستطيع أن تحل أى مشكلة بأن تشتكى منها وأن ما يجرح كرامتك هو ما يضعفك.

رويدا.. رويدا ستستهويك الطريقة السلسة والأسلوب الشيق الذي لا يخلو من استطرادات وأقوال واقتباسات فضلا عن الحجج المتنوعة والمنطقية التي اعتمدها الكاتب ليبين من خلالها أن هذه الطريقة الجديدة للنظر إلى الأشياء سوف تجعل الناس من حولك يشعرون بالراحة والسكينة وسوف يشتركون معك فى اتصالك بالعزم بطريقة غير مباشرة.

فكما تبدو لك زهرة ثمرة التفاح مجرد زهرة صغيرة في فصل الربيع فإنها تحمل بداخلها العزيمة للتحول إلى ثمرة خلال فصل الصيف. كذلك الإنسان يملك العزيمة النابعة من الطاقة التي تكمن فيه.

إن العزيمة قوة موجودة في كل مكان كأحد مجالات الطاقة المتاحة لك إذا سعيت لتنشيطها ستشعر أن لحياتك هدف وتدرك حينها أن المستقبل ينتمي لأولئك الذين يؤمنون بأنفسهم.

إليكم أهم ما جاء به واين داير في كتابه :
– أخبر نفسك بأن أمامك مهمة في الحياة وأن لديك قرينا صامتا يمكنك أن تتواصل معه في أي وقت تقرره أنت.

– قل لنفسك: لقد خلقت لهدف وغاية أنا أملك القدرة على إنجاز أي شيء أرغب في تحقيقة وأن أفعل ذلك بالحفاظ على الانسجام الذي يصلني بالقوة المهيمنة في الكون.

– قوة العزيمة استدع خيالك في مجالك والطاقة اي طاقة العزيمة بحيث تظهر وتتراءى لك في عقلك وكرر الكلمات السبع التي تمثل الاوجه السبعة للعزيمة والتي هي الابداع والطيبة والحب والجمال والتوسع والوفرة والاستقبال.

إذا أردنا أن نقوي عزائمنا وإرادتنا علينا أولاً بالطاقة الروحانية أي الطاقة الإيمانية وأن تتوكل على الله أولاً ثم ننهض.

– تأمل التقدير فعندما تقدر قوة الحياة فسوف تجتاحك موجة من التصميم والمعرفة والإدراك.
– تخلص من الشك فقد أعلنها شكسبير بقوله: إن شكوكنا خائنة وتجعلنا نفقد الخير الذي يمكن أن يعود علينا.
-حاول أن توطن نفسك لأن رحلة ألف ميل تبدأ بخطوة واحدة.

شخصيا بعد إنهائي هذا الكتاب تبين لي أن لا شيء في الحياة يستقيم دون قوة العزيمة، فهي أساس الحياة ونجاحها وأساس السعادة وسرها، وهي مزيج من علو الهمّة وقوة الإرادة مثابرة وطموح وجدّ وطرق لكلّ أبواب المعالي وثبات على القيم الرفيعة ومتى اقترنت بالحكمة فالعيش إذاً يطيب.

قوة العزيمة من الصفات النفسية التي لها أثر إيجابي جداً على حياة صاحبها، وإحدى روافد قوّة الشخصية؛ فهي ترتبط ارتباطا وثيقا بمفهوم الإرادة.

وإذا كانت الإرادة تعني مطلق المشيئة وميل النفس نحو عمل أمر ما، فإنّ قوة العزيمة هي هذا الميل، وزيادة عليه التصميم على العمل والتنفيذ مهما كانت التبعات، ومهما كانت العراقيل والمصاعب فكل عسير إذا استعنت بالله هو يسير.

لأنه إذا أردنا أن نقوي عزائمنا وإرادتنا علينا أولاً بالطاقة الروحانية أي الطاقة الإيمانية وأن تتوكل على الله أولاً ثم ننهض. وهناك عوامل أخرى تساعد على قوّة العزيمة ذكرها واير دير في كتابه هذا. أقولها وأكررها دوما إنما المستقبل لأولئك الذين يؤمنون بأنفسهم وبجمال أحلامهم.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.