شعار قسم مدونات

الهند: 6 ديسمبر ذكرى هدم المسجد البابري

Cricket - India v England - Second Test cricket match - Dr. Y.S. Rajasekhara Reddy ACA-VDCA Cricket Stadium, Visakhapatnam, India - 19/11/16. A fan waves an Indian flag during the match. REUTERS/Danish Siddiqui

مضى ربع قرن لهدم المسجد البابري الأثري في مدينة أيودهيا في إقليم اترابراديش بايدي القوميين الهندوس. السادس من شهر ديسمبر ذكرى هذا الحادث. الناشطون الهندوس قاموا بهدم هذا المسجد الأثري في سنة 1992 تحت قيادة زعماء حزب بهارتيه جانتا والمنظمات الموالية لها. بعض زعماء هذا الحزب وزراء في حكومة ناريندار مودي منهم أوما بهارتي. في هذا الوقت كان لهذا الحزب 121 مقعدا في البرلمان الهندي.
 

في غضون ربع قرن من هذه العملية البشعة تضاعفت المقاعد لهذا الحزب للوصول إلى 282 من 543 مقعد للبرلمان الهندي. لكن بعد هذا المشوار  كثف لا كشن أدفاني حملة لبناء معبد راما على أنقاض المسجد البابري في سنة 1989 حين كان لهذا الحزب الهندوسي القومي 85 مقعدا في البرلمان. يقول المحللون السياسيون بأن حملة بناء معبد راما على أنقاض المسجد البابري ساعد في استقطاب أصوات الهندوسيون القوميون المتطرفيون.
 

قضية المسجد البابري هي أحد قضايا التي تستغلها حزب بهارتيه جانتا لاستقطاب الأصوات الهنودس المتطرفين لمصالحها السياسية.

في 2014 كانت المرة الأولى التي يحصد من خلالها حزب بهارتيه جانتا على مقاعد تكفي لتولي الحكم في الهند العلمانية الديمقراطية تحت زعامة ناريندار مودي القيادي المتطرف الهندوسي.
 

كما يدعي الهندوس المتزمتين أنه كان ملك المغول ظهير الدين محمد بابر من بنا هذا المسجد بعد هدم معبد راما في سنة 1528. وكان هذا المعبد على مسقط رأس راما على حسب قولهم. بعد هدم هذا المسجد الأثري بنا الهندوس المتزمتون معبدا صغير كترتيب مؤقت، ويستعدون الآن لبناء معبد راما الفخم في نفس المكان ولو هذه القضية لا زالت في المحكمة. هذا المعبد المؤقت لا زال يستقبل الزوار والمتعبدين الهندوس كل يوم. تلا هذا الحادث اضطرابات طائفية في كل أنحاء الهند، حيث قتل مئات من المسلمين.
 

هذه القضية تفقد أهميتها السياسية لأن حزب بهارتيه جانتا الذي تولى الحكم في الهند مرتين بعد هدم المسجد البابري لم يفلح في بناء معبد راما الفخم كما وعد أثناء حملاتها الانتخابية السابقة. كان رئيس الوزراء الهندي الأسبق أتال ببيهاري فاجباي ووزير الداخلية الأسبق لال كشن أدفاني ووزير الموارد البشرية الأسبق مورلي منوهر جوشي من المتهمين لهدم المسجد. في الماضي كان هذا الحزب في الحكم كجزء لائتلاف سياسي والأحزاب السياسية الأخرى لم تكن تدعمه في هذا الأمر. هذه أول مرة يحصل من خلالها حزب بهارتيه جانتا على أغلبية ساحقة في البرلمان، حيث لا يحتاج أي دعم من أي منظمة سياسية أخرى.
 

قضية المسجد البابري هي أحد قضايا التي يستغلها حزب بهارتيه جانتا لاستقطاب أصوات الهنودس المتطرفين لمصالحه السياسية. إن هذا الحزب يستغل قضية ذبح البقر والأحوال الشخصية الإسلامية التي يدعمها الدستور الهندي بالنسبة للمسلمين، وقضية كشمير والإرهاب للاستقطاب ضد المسلمين للمصالح السياسية بعيدا عن القضايا المهمة الأخرى في الهند.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.