شعار قسم مدونات

لو تزوجت يهودية

blogs-يهودية

فَكَرتُ مَلِياً بالموضوع واتَخَذتُ قراري، والشرع لا يحرّم زواجي، بل في نفسي سَأبارِكه كل يوم وكل ليلة، فكرت كثيراً وكثيراً وخَرَجْتُ بفوائد شَتى تَجْعَلُ سَنَواتِي الباقية هنية، وأحلامي وأفكاري قابلة لأن للتَحقق وبعائداتٍ اقتصادية.
 

أولها: جِنْسِيَةُ رَجُلُ السلام "بيريز"
ستعطيني كامل الصلاحية لأدخل أغلب الدول العربية، ولن تُوقِفَنِي الحواجز والجسور ولن أنتظر طويلاً من أجل المرور، وسَتُعطِيني كامل الأولوية وأتَمَتَع برفاهية بمَا أني أملك جنسية، لَيست كأي جنسية إنها جنسيةُ رجل السلام الأول "بيريز"، وبما أنِّي فلسطيني فإنِّي مطلوب مثلما وصفنا الشاعرُ تميم البرغوثي "فلسطيني وإنَّ في سَفريات اسمك بالأحمر مكتوب، وعلى شُباك مَصلحة الجوازات كتبوا على جبينك مطلوب"، وبما إني فلسطيني هذه الصفة وحدها تكفيني لأكون عدواً للسلام وإرهابياً، وخارج عن القانون، فلماذا لا أتزوج يهودية؟!
 

بما أني سَأحْمِلُ جنسيتهم فَيَحِقُ لِي أن أدافع عَن دولتهم، سَأدخل "المبكى" في أي وقت، على جانبي الأيمن حرس وجانبي الأيسر طفلي، ألبِّسَهُ طاقية صُهيون لكي لا تتجه له الشكوك بالإرهاب

ثانيها: حصانتي في جيبتي الخلفية!
سَيَحِقُ لي حَرْق الأطفال وتَدمير البيوت ولن أُسْجَنْ ولَن أكن إرهابياً وسَيَرسْمنُي العالم نوراً وبلسم، وإذا ما ضاع بي السبيل في أحدِ المدن الفلسطينية سأكون تحت الحماية، سَأحتَرَمُ من كل الدول وإذا ما مَسَنِي ضَرَر من فلسطيني "ممنوع يعيش" سَيُرْفَع اسمي على المنابر وفي كل المحافِل الدولية وسَتَقِف معي كلَ الحقوق الإنسانية وسَأحْصُل على كامل الحرية بأن أَقْتَصَ حَقِي، أليس القصاص حق؟!
 

ثالثها: سأزور المبكى
بما أني سَأحْمِلُ جنسيتهم فَيَحِقُ لِي أن أدافع عَن دولتهم، سَأدخل "المبكى" في أي وقت، على جانبي الأيمن حرس وجانبي الأيسر طفلي، ألبِّسَهُ طاقية صُهيون لكي لا تتجه له الشكوك بالإرهاب، أَطوفُ حول "قُبَتَهُم" وأقرأ الصلوات "التلموذية" في كل زمان ومكان، ولن يَقْرَبنِي أحد ولن يستطيع، فَلِدَيَّ حَصانة ذهبية من دولة حريصة على أمنها وأمن رعاياها، وَمَنْ يَقْرَبنِي سَيكُون مَصيره السجن، وَلن تَمنعنِي المُرابطات ولا المُرابطين، وسأتجول بكامل الحرية داخل "الهيكل"، وسأتخذ سكناً لي ولزوجتي بمدينة القدسِ القديمة، منذ زمنٍ طويل وأنا أتمنى الذهاب الى القدس، العرض أغراني بشدة، فلماذا لا أتزوج يهودية؟
 

رابعها: لن أحتفل بأكبر صحن "تبولة"!
سيحق لي المشاركة بالأبحاث العلمية وإذا ما كان في جُمجُمَتِي شيءٌ من أفكار، لَدي الدعم الكافي لتطبيقها، وسأحصلُ على كل الدعم اللازم والبيئة المناسبة لأخرج لهم بفكرة ناضجة، وأفتخر بتَقدُمِهم العلمي وصناعاتهم المتطورة، وسأدَعكم تحتفلون وتفتخرون بأكبر صحن حمص لبناني وأطول سندويشة فلافل سورية، وتدفعون المليارات للمغنيين والمغنيات، وسأترككم تتابعون "عرب أيدل" بشغف.
 

آخرها أختم مثلما ختم تميم البرغوثي قصيدته فلسطيني ممنوع تعيش "يا شقاقي بلغ عياش أمتنا بمبنى الإنعاش".

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.