شعار قسم مدونات

الوصفة الصحية للزواج..

blog زواج

لا أعلم إن كان يحق لي كعازبة أن أكتب عن موضوع لم أجربه بعد أو ربما لن أجربه أبدا إن لم يكن بالشكل الذي يجعله فعلا رباط مقدس بعيد كل البعد عن فيروس التقليدية والروتينية حيث يتشابه فيه يوم الإثنين بيوم السبت ويوم العمل بيوم العطلة.
 

ذلك الزواج الذي يعيش فيه الرجل ليثبت سلطته على زوجته وتعيش فيه الزوجة لتثبت الطاعة والولاء بالإكراه بعيدا عن قيم المودة والرحمة والحب التي تعتبر اكسجين نجاح أي علاقة زوجية إذا وجدت فالأكيد أن طاعة الزوجة ستكون تلقائية ولن يضطر الزوج لإثبات سيادته.
 

الزواج الصحي هو أن يكونا معا في كل شيء أن يكون سندها وقت سقوطها وأن تكون ملجئه وقت ضيقه أن يتقاسما معا الحياة بمرها قبل حلوها وهو ما سينتج ثمرات من الأجيال التي لن تتشكل لديها عقد نفسية من الزواج.
 

إن إنجاح الزواج يحتاج جهدا كبيرا من التضحية والتفاني والتنازل من أجل الطرف الآخر وذلك عبر الثقة المتبادلة في وجود شخص محب يساندك في كل لحظة تمر من حياتك.

ستكون كل ليلة من ليالي زواجكما وكأنها ليلتكما الأولى حيث ستبقى في نظرك عروسا جميلة مهما غطتها التجاعيد وستبقى في أعينها فارس الأحلام الوسيم مهما اشتعل رأسك شيبا.
 

الزواج لم ولن يكون حربا كما أراده البعض من دعاة المساواة بل العكس تماما هو السلم في أرقى وأجمل تجلياته حينما تعرف المرأة حدودها وحينما يضحي الزوج ابتغاء مرضاتها وتأكدوا أن كل ما بني على غير هذه الوصفة فسيكون باطلا وحتى مدة صلاحيته منتهية قبل بدئها.
 

لابد لنا من الاقتناع بحقيقة هامة وهي أن إنجاح الزواج يحتاج جهدا كبيرا من التضحية والتفاني والتنازل من أجل الطرف الآخر وذلك عبر الثقة المتبادلة في وجود شخص محب يساندك في كل لحظة تمر من حياتك حيث لا مجال للآنا حيث يصبح كل مثنى مفرد.
 

لابد أن نكون صادقين مع أنفسنا في العلاقة الزوجية فهناك بعض الأمور التي لا تخطر ببال الزوج وتكون مهمة للغاية عند الزوجة كإثبات مشاعر الأمان والحب والطمأنينة في كل لحظة والرجل الحقيقي هو القادر على منحها تلقائيا دون انتظار طلب خاص من الزوجة، لكن هذا لا يعني عدم الحفاظ على التوازن بين الرومانسية والواقعية وبين الخيال والحقيقة ، الرومانسية تحفظ للزواج شاعريته وحميميته التي يحتاجها الطرفان وفي الوقت نفسه واقعيته تتيح له الإدراك السليم للواقع والحكم الموضوعي على الأمور عبر قيادة واعية مستبصرة بمقتضيات الحياة.
 

كما أن الصداقة بين الزوجين حاجة ضرورية للغاية وتكسر بينهما العديد من الحواجز حيث لا مجال للتفكير إن كنتما على حق أو خطأ الأهم هو هل ما تفعلانه يساعد في استمرار العلاقة أم لا؟
 

يبقى الزواج علاقة غريزية لا تحتاج لترتيبات معينة كي تتم هو جميل ببساطته وبقيمه المقدسة التي اتفقت عليها جميع الديانات السماوية.

تجاهل العيوب والتمسك بالمزايا مهم جدا خصوصا أن الكثير من المقبلين على الزواج يكونون غير واقعيين في تصورهم للشريك إلى درجة توقع الكمال فيه لذلك ينبغي التركيز دائما على الصفات الإيجابية التي يمتلكها أحد الزوجين عبر التشجيع والثناء والإعراب عن الامتنان كلها تؤدي لتعزيز هذه المزايا مع بدل محاولة إغفال أو تجاهل الصفات السلبية للشريك.
 

إن إحضار هدية بسيطة أو بعض الورود قد يكون له الأثر الأكبر على الشريك كما أن إعداد وجبات خاصة أو التزين والظهور بشكل لائق وجميل (وهذا لا يقتصر على النساء فقط) أو إرسال رسالة بسيطة ومعبرة قد يكون لها معنى كبير لكليهما.
 

إن هذه الأشياء وإن اعتبرها الكثيرين مجرد كلام على ورق إلا أنها أثبتت فاعليتها لأزواج بلغا معا عمر الثمانين أو التسعين لكن بنفس روح العشرين لا لشيء سوى أنهما أحبا بعضهما البعض دون قيود أو شروط أو اتفاقات مسبقة فقررا منذ اليوم الأول أن يعيشا معا ويموتا معا مهما عصفت بهما الحياة.
 

ويبقى الزواج علاقة غريزية لا تحتاج لترتيبات معينة كي تتم هو جميل ببساطته وبقيمه المقدسة التي اتفقت عليها جميع الديانات السماوية.
 

لكل مقبل على الزواج جرب هذه الوصفة الصحية ونأمل لنا ولكم حياة زوجية سعيدة إلى الأبد.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.