شعار قسم مدونات

ساقية دار السلام الإبداعية

blogs- صعيد مصر

رغم ما يعانيه صعيد مصر من تهميش وإهمال لعديد من السنوات في مختلف المجالات، إلا أنه في الأفق تظهر نافذة جديدة، مشروع ثقافي طموح، يقوده مجموعة من الشباب المستنير، نحو تحقيق أهداف وضعت من أجل اكتشاف المواهب وتقديمها وإبرازها في حلتها التي تستحقها، تلك النافذة هي "ساقية دار السلام الإبداعية".
 

تك الساقية التي انطلقت من مدينة دار السلام، أقصى جنوب محافظة سوهاج بصعيد مصر، لتكون منبرا ثقافيا يعبر عن طموحات أبناء هذه المنطقة وتطلعاتهم، ولتكون النافذة التي من خلالها تنشر أعمالهم الإبداعية، ومن يعرف هذه المنطقة يعلم جيدا أنها منطقة مليئة بالصراعات القبلية وتنتشر فيها بكثرة حوادث الثأر، ورغم ذلك ومن قلب هذه المنطقة ولدت الفكرة وظهرت للنور.
 

مشروع "ساقية دار السلام" رغم ضعف إمكانياته المادية إلا أنه قادر بطموحات أبنائه على التأثير بفاعلية في الحياة الأدبية والثقافية في صعيد مصر في الأعوام القادمة.

كانت ساقية دار السلام، والتي تأخذ من قصر ثقافة محمد عبدالحميد رضوان مقرا لها، قد تأسست في العام 2011 عقب ثورة 25 يناير، بفكرة من الصحفي الشاب الأستاذ حاتم السمان الرئيس السابق لنادى الأدب المركزي بدار السلام بمحافظة سوهاج، أراد من خلالها أن يحاكي "ساقية الصاوي" وأن يرتقي بالحياة الأدبية في مدينته، لم يتردد في أن يعرض الفكرة على منسقي الساقية المؤسسين، الشاعر ناصر علي توفيق، رئيس نادى أدب دار السلام الحالي، والأستاذ محمد النقيب، المحامي الشاب، ومحدثكم أشرف السبع، وما إن بدأت الفكرة الدخول في حيز التنفيذ، حتى اجتمع حولها كوكبة من كبار الشعراء في مدينة دار السلام، مشاركين في هذا المشروع ومشجعين له ومؤيدين.
 

وقد لعبت "ساقية دار السلام الابداعية" دورا كبيرا في اكتشاف العديد من المواهب الشابة على مدار الأعوام السابقة، من خلال ما تقوم به من أنشطة مختلفة ومن بينها جولات الساقية المتعددة في المدارس المختلفة.

ورغم توقف الساقية لبعض الوقت بسبب الظروف التي تمر بها البلاد إلا أنها عادت بقوة مرة أخرى إلى الساحة الأدبية في صعيد مصر، فقد أقامت في الأيام القليلة الماضية ليليتين ثقافيتين من لياليها، شارك فيهما كوكبة من شعراء مركز دار السلام، ومجموعة رائعة من المواهب الشابة في الإنشاد، الغناء، الشعر، التمثيل، وغيرها، لتثبت أنها لا تزال على عهدها وفي طريقها نحو اكتشاف المزيد من المواهب في مختلف المجالات.
 

هي حقا مشروع رغم ضعف إمكانياته المادية إلا أنه يمتلك من القدرات البشرية الكثير، وهو قادر بطموحات أبنائه على التأثير بفاعلية في الحياة الأدبية والثقافية في صعيد مصر في الأعوام القادمة.. فالخطة موجودة والرؤية واضحة والأهداف أمام الأعين، وثمرة التعاون نجاح ينتظر المجتهدين، وللحديث بقية ما دام في العمر بقية..

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.