شعار قسم مدونات

بين ما كنت وما أصبحت

blogs - human

يجتاحني ألم شديد، لا أدري مصدره.. مزيج من ندم.. خوف.. تشوّش.. فقدان ثقة، مشاعر مختلطة تجتمع في النهاية على هيئة حُزن.. حزنٌ يأكل القلب بصمت! هرولت إلى الصلاة، دعوت الله، لازمت الذكر، تحدثت إلى الله كثيرًا.. بكيت أكثر. ثم فرّج الله كروبي دفعة واحدة سبحانه! فرحت كثيرًا ولازمت حمده وشكره جل وعلا.

 

مرّت الساعات.. وغرقت من جديد. ربما هي ذنوب؟ نعم بالتأكيد فكرت في ذلك، فكرت في الشهور الماضية.. تذكرت كم كنت نشيطة وكيف كنت أستكثر ساعات نومي فأقلصها حتى يكفي اليوم لإنهاء ما ألزمت نفسي من نشاطات.

 

كنت أدعو الله أن يجعلني وذريتي سببًا لنصرة الإسلام ورفعته.. كنت أحلم بأن أرفع راية الإسلام.. كنت أؤمن بأن لكل منا دور خُلق له، وأن المسلم لم يُخلق كي يعيش صالحًا ويموت مسلمًا وانتهى الأمر.

كنت سعيدة بما أتعلم وأبذل من جهد، لا أدري بالضبط ما حلّ بي! هل يمكن أن تكون أحداث العالم المتتالية هي السبب؟ هل شعوري بأن الدنيا تضيق بنا كأنها تقول هذا من سوء أعمالكم؟ آراء تأتِ من هنا وهناك، تحليلات وتنبؤات.. كفى! لما أعد أحتمل ما أراه من سوء هذا العالم.

 

لم أعُد أحلم باليوم الذي يعُم النصر فيه البلاد، ليس يأسًا من الله وحاشاه أن يكون، فقط لم أعُـد آبه بما يدور من حولي. كنت قد انقطعت عن العالم منذ مدة، تعلمت كيف أهرب بنفسي كلما اشتد الوضع.. أدعو الله كثيرًا، وأقدم المساعدة كلما تهيأ لي الأمر.

 

كانت لدي أهداف حقيقية.. كنت أدعو الله أن يجعلني وذريتي سببًا لنصرة الإسلام ورفعته.. كنت أدعو الله أن يعينني على أن أربّي أطفالًا مسلمين حقًا! كنت أحلم بأن أرفع راية الإسلام.. كنت أؤمن بأن لكل منا دور خُلق له، وأن المسلم لم يُخلق كي يعيش صالحًا ويموت مسلمًا وانتهى الأمر.

 

بل أن الإسلام هو رسالة يحملها كل منّا على عاتقه، يبني ويُعمِّر من خلالها، يوصلها وهو يعمل بها. كنت على عهد مع نفسي ألا أرحل عن الدنيا إلا وقد تركت أثرًا للإسلام.. عاهدت نفسي على أن أشهد أمام الله أني أحببته وأحببت من أحبه وأحببت كل عمل قربني إلى حبه وأحببت الإسلام وسعيت من أجله، كنت أقدّم النية قبل كل عمل.. هي للإسلام! كنت أتمنى أن تشهد لي كل بقعة وطئتها بما تركته فيها من أثر.

 

لازلت أؤمن بذلك كله، لكن.. أنا حقًا لا أدري، أشعر بأن هناك ما ينقصني.. ربما هي العزيمة القوية التي لا تفتر، ربما هي صحبة قوية تساند بعضها كل مال طرف منها، أو ربما رفيق روح يطمئنني.. أو ربما لا ينقصني شيء! لم أعتد كثيرًا أن أُعـدّد ما أفتقده، ربما لأن الله رزقني بأكثر مما تمنيت. أن يرزقك الله أمًا مثل أمي، فلا تدري أهي نوعٌ من الأرواح الملائكية التي هبطت مع أبينا آدم من الجنة؟ أو أن يَهبك الله عائلةً تشعر في حضرتهم بأن الكون كله يحتضنك بدفء. لم أنسَ ما عاهدت نفسي عليه، وسأظل أحارب حزني كلما اجتاحني، في النهاية هي دنيا.. وجنة الله هي المسعى الأول والأخير.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.