شعار قسم مدونات

الإخوان ومعجزة من السماء

Egyptian members of the Muslim Brotherhood group stand behind bars during a trial session in Cairo, Egypt, 30 May 2016. A court sentenced Muslim Brotherhood leader Mohamed Badie and 35 other defendants to life in prison over charges of inciting violence in 2013. The court also sentenced 48 members of the group to jail terms. EPA/TAREK WAJEH EGYPT OUT

كثير من الشعب المصري وكنت أنا منهم قبل ثورة 25 يناير لا نتبع الإخوان المسلمين ولا نؤيدهم أو نكون ضدهم، كنا نرى أن المعركة تخص الإخوان والأنظمة الحاكمة.. ولم يكن يهمنا هذا الصراع في الحقيقة فقط كنا نقرأ في صفحات الجرائد أخبار اعتقال لطلبة الجماعة المحظورة أو بعض قياداتهم فقط.
 

ما إن بدأت ثورة يناير وسقط مبارك حتى ظهرت الجماعة كفصيل سياسي قوي ولم يكن أحد يستطيع المنافسة، فهم لهم رصيد أكثر من 80 عام في العمل العام السري في الشارع المصري عكس بقيت الفصائل المنعزلة عن الشعب. ضعف بقية التيارات وفوز التيارات الإسلامية بكل الانتخابات جعل هناك شيء من الحقد على الإخوان، فظهرت السخرية منهم في الاعلام والشارع وكل مكان حتى بعد وصول رئيس جمهورية من الإخوان بل على العكس السخرية كثرت.
 

لماذا تركتم الناس تموت وأنتم لا يوجد لديكم حل؟! كل الذي أعتقده الآن أن الإخوان كانوا ينتظرون معجزة إلهية للتخلص من السيسي ولكن للأسف لقد انتهى عهد المعجزات.

الإخوان وخاصة الرئيس محمد مرسي ارتكبوا أكبر خطأ في تاريخهم ألا وهو ترك من يسخر منه بدون محاسبة، وهذا فتح المجال أمام العامة من السخرية من الرئيس التي كانت إحدى عوامل الانقلاب عليه بإظهار أنه رئيس ضعيف بجانب تصدير أزمات البنزين والكهرباء.
 

قمت ككثير من الشعب غير المنتمين للإخوان بالنزول للشارع والمظاهرات قبل يوم 30/6 كنت استشعر أن هناك مؤامرة وأن انقلاب سيحدث، ولكن الغريب في الأمر أن الإخوان كان عندهم ثقة رهيبة في السيسي وقيادات الجيش لا أعلم من أين أتوا بهذه الثقة! وكانوا يقولون الجيش نزل الشارع من أجل الحفاظ على الشرعية.

حدث الانقلاب ليلة 3/7/2013 واستمرت التظاهرات وحدثت مجازر كثيرة رابعة وغيرها، والإخوان مصممين على التظاهر، كنت في بداية المظاهرات أعتقد أن الإخوان لديهم رؤية للتخلص من هذا الانقلاب، وعلى هذا الأساس كنت أنزل وغيري للتظاهرات. ولكن مع مرور الوقت بدأت حمالات الاعتقالات تزداد جدا ومعها تقل التظاهرات -سواء خوفا من القتل أو الاعتقال، وأصبح واضحا أن الإخوان كما يقول المثل الشعبي المصري "ماشيين بدعاء الوالدين" أي إنهم ليس لديهم حل للتخلص من الانقلاب..
 

والسؤال هنا لماذا تركتم الناس تموت وأنتم لا يوجد لديكم حل؟! كل الذي أعتقده الآن أنهم كانوا ينتظرون معجزة إلهية للتخلص من السيسي ولكن للأسف لقد انتهى عهد المعجزات.

و ما جعلني أكتب هذه الكلمات حزني على أبناء وطني المظلومين الذين ماتوا أو اعتقلوا بسبب عدم وجود حل أو رؤية من قبل المسؤولين في جماعة الإخوان .آخر ما أرجوه من جماعة الإخوان أن يعيدوا ترتيب أوراقهم من جديد وإنهاء الانقسام الداخلي وإيجاد حل على أقل تقدير لإخراج آلاف المعتقلين من سجون الموت في مصر.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.