شعار قسم مدونات

لا تتعجب من خذلان وصمت العرب!

blogs - Aleppo

في الماضي القريب عندما قامت أمريكا باحتلال العراق وتمكنت إيران وعصاباتها الصفوية فيه، بدأوا عملية تطهير ديني واسعة ضد أهل السنة بالتعاون مع الاحتلال الأمريكي الذي كان يستفيد من هذا الأمر بضرب حاضنة المقاومة ضد احتلاله المتمثلة في أهل السنة و مناطقهم.

لقد تخلى العرب عن مصالحهم ومصالح شعوبهم ولم يحركوا ساكنا لإيقاف المجازر على سورية ووقف السيطرة الإيرانية على العراق.

وكان الاحتلال -فيما يبدو- يدعم مشروع التمدد الصفوي بالعراق ويشجع عليه في محاولة منه لإضعاف منطقة تسمى الشرق الأوسط. ولكي تسيطر إيران على العراق سيطرة نهائية من دون أن يعكر صفوها شيئ قامت بهذه المجازر ضد أهل السنة بيد عصاباتها وميليشاتها التابعة لها على مرأى و مسمع من المسلمين و العرب، ولم تتدخل الدول العربية لدعم أهل السنة بالعراق لمواجهة هذا التطهير المنظم من إيران.

وكان من البديهي أن تتدخل الدول العربية ليس لأجل الضمير الإنساني والأخلاقي فقط بل من أجل مصالحها الإستراتيجية على الأقل لا سيما أن المجازر أخذت طابعا غاية بالوحشية والفظاعة و استخدمت فيها أشد أساليب التعذيب والقتل فتكا وهو ما يميز الصفويين في حقدهم المتوارث عبر الأجيال، ويظهر عندما تكون لهم بعض القوة.

لقد تخلى العرب عن مصالحهم ومصالح شعوبهم ولم يحركوا ساكنا من أجل إيقاف المجازر ووقف السيطرة الإيرانية على العراق. وكان من نتيجة هذا الخذلان لإخوانهم وأهلهم وتركهم يلقوا ما لقوه من الصفويين أن ضاع العراق وتوسعت الدولة الفارسية الصفوية على حساب دولة تعتبر من أهم الدول العربية بعد قتل أكثر من مليون وتهجير أضعافهم من أهل السنة، وهو ما جعل إيران و عصاباتها الحاكمة بالعراق يشعرون بالنشوة والقوة التي لم يتخيلوا أن يحصلوا عليها منذ قرون طويلة.

وما كان لهم أن يحصلوا على تلك القوة لولا الدعم الأمريكي لهم وتخاذل المسلمين والعرب عن نصرة أهل السنة. واليوم يتكرر نفس المشهد ولكن مع اختلاف المعالم والقوى المشاركة في قتل أهل السنة في سوريا بعد أن تخلى العرب عن أهل السنة بالعراق، وتركوا العراق فريسة سهلة لإيران تفعل فيه ما تريد.

 أهل السنة في سوريا يتم ذبحهم وانتهاك أعراضهم وتعذيبهم وقتلهم بأبشع الطرق على يد عصابات إيران الصفوية من العراق إلى لبنان و الدول العربية والعرب يقفون موقف المتفرج على ما يصيب إخوانهم ويظنون أنفسهم بعيدين عنه وأن ايران سوف تكتفي بسوريا فقط.

إن نصرة الشعوب المسلمة و العربية لأهل حلب إنما هو إنقاذ لأنفسهم و بلادهم من أن يصيبهم ما أصاب شعب سوريا فضلا عن كونه واجب عليهم. 

هل تظنون أنكم بعيدين عما يصاب به أهل حلب من قتل وجوع وانتهاك للأعراض على أيدي الصفويين الحاقدين حتى تتركون إخوانكم فريسة للمجرمين الصفويين الذين والى بعضهم بعضا واجتمعوا على أهل سوريا كما تركتم من قبل أهل العراق و تظنون أنفسكم بعيدين عما أصابهم.

و ما زال العرب غير مدركين لمشروع إيران الذي يستهدف السيطرة على المنطقة بأسرها وعلى رأسها الخليج فهم يعتبرون أن هذه المنطقة هي رأس العالم الإسلامي وبالسيطرة عليها تسيطر على العالم الإسلامي ككل.

إن نصرة الشعوب المسلمة و العربية لأهل حلب إنما هو إنقاذ لأنفسهم و بلادهم من أن يصيبهم ما أصاب شعب سوريا فضلا عن كونه واجب عليهم، فليس لأحد منة و فضل على أهل سوريا بهذه النصرة فلا تقفوا تنتظرون حتى تغرقوا بالدماء التي غرقوا بها، إن نصرتكم لأهل حلب هي نصرتكم لأنفسكم و إحياء لضمائركم قبل أن تكون لشعب سوريا، فأنتم تنقذون أنفسكم وتنقذون دينكم ودنياكم قبل كل شيئ و إلا فالله ناصرهم.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.