شعار قسم مدونات

بتذكروا الأيام الحلوة!

blogs - أطفال حلب

في عام 2000 انتشرت أغنية للفنان غسان الرحباني بعنوان " إجت سنة الألفين وزبط البلد " كلمات الأغنيه كانت ساخرة تتخيل مستقبل العرب بعد الألفية الثانية، كانت الأغنيه جزء من احتفالات بسنة الألفين التي عرف نهاية نهاية العام اندلاع الانتفاضه الفلسطينية التي قدمت مئات الأرواح، لتتبعها أحداث الحادي عشر من سبتمر وتعلن الحرب على الإسلام والمسلمين.

سقطت بعدها أول عاصمة عربيه أمام أعيننا، لتستمر حروبنا غير المنتهية مع "إسرائيل" التي انتصرت فيها رايات الأحزاب على الأوطان لا على الدولة العبرية  لتمتد تلك الانتصارات والهزائم إلى انقسام واقتتال أضاع ما تبقى لنا من قضيه لثورات ظننا أنها ستعيد لنا البلاد وستكون ربيعاً يشبه ربيع أعمارنا الذي تحول لخريف سقطت أغصان اشجاره في أذار.

ربيع خذلنا، قتل كل الأماني ووسائد الاحلام، ربيع طغى فيه جنون القتل على انغام المواويل الدينية . قبل بداية العام الفين، انتشرت أغنية للمطرب المصري إيهاب توفيق بعنوان " الأيام الحلوه " كلماتها  وبعد ما يقارب السبعة عشر عاماً ما هي إلا رثاء لزمن لن يعود يوماً، أو ربما لزمن لمن نعشه يوما.

علمياً يقال إن معدل حياة الإنسان هو ستين عاماً، فإن كانت تلك حقيقه علميه، فمتى سنعيش أيامنا الحلوة إن كانت الثلاثين الأولى من حياتنا ليست سوى حروب.

كلمات تلك الأغنيه تنطبق على زمننا هذا الذي أصبح الحب فيه زائف عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بات القهر والألم سمة من سمات حياتنا اليومية ، أصبحنا نبرر كل فعل حتى لو كان أحمر بلون الدم ما دام يلائم مواقفنا السياسيه بعد أن تلوثت إنسانيتنا في وحل الآدمية.

ست سنوات هي سنوات الوعي العربي، ست سنوات أحدثت زلزالاً داخل أنفسنا، ست سنوات حولت ذلك الوعي لحقد وحروب طائفية. ست سنوات لم تجعلنا أقوياء على الظلم والقهر وإنما أقوياء على بعضنا البعض وجعلتنا مختلفين عن أنفسنا وقناعاتنا.!

لو كان الربيع العربي طفلاً لأصبح اليوم في عامه الدراسي الأول، لكنه خلف ملايين الأطفال في مخيمات الشتات والتشرد، ملايين من أطفال العرب لا يعرفون لوناً غير لون الدم ، ملايين من الأطفال حرمت من التعليم وستكبر في جو مشحون وطائفي، لا يُعرف الإنسان إلا بطائفته وحزبه. فأي مستقبل ينتظر هؤلاء الأطفال وينتظرنا؟

علمياً يقال إن معدل حياة الإنسان هو ستين عاماً، فإن كانت تلك حقيقه علميه، فمتى سنعيش أيامنا الحلوة إن كانت الثلاثين الأولى من حياتنا ليست سوى حروب وقهر وألم ومراكب تائهة في البحار تبحث عن مرسى آمن لها  في بلد لا تعرف معناً للحق ولا العدل ولا السلام.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.