شعار قسم مدونات

أهداف في مرمى السلطة الفلسطينية..!

blogs-عباس الهرم

منذ الاعتزال الإجباري للاعب الكبير ياسر عرفات وشباك السلطة الفلسطينية تستقبل الهدف تلو الاخر، نعم حتى في زمان هذا اللاعب كانت الأهداف تسجل من كل حدب وصوب إلا أنه والحق يقال كان أحيانا يقف في المرمى محاولا صد بعض الهجمات عاري اليدين، ولكن الآن المرمى مشرّع ليس فقط ليواصل العدو تسجيل الأهداف بل أن السلطة الفلسطينية تركت له الملعب كاملا يصول ويجول فيه كيفما شاء وارتضت أن تكتفي بالمشاهدة من مدرجات الدرجة الثالثة، تحرقها شمس الصمت وإن تكلمت فكلامها هتافات تشجيع لفريق العدو.
 

محمود عباس كان لاعبا احتياطيا مغمورا ينتظر أن تتاح له الفرصة بالنزول الى أرض الملعب لإبراز مهاراته في التسجيل بمرمانا لأنه وبحسب رأيه رغم غزارة الأهداف من قبل الاحتلال إلا أنه يحتاج القليل من المساندة للهروب من مصيدة التسلل التي كان يقع بها بين الحين والاخر، ولكن اللاعب أبو عمار كان يجيد المراوغة فلم تتح الفرصة لمحمود عباس بالتبديل إلا بعد تفاقم إصابة أبو عمار جراء الخشونة المتعمدة من لاعبي العدو بمساندة بعض اللاعبين المحليين كما يقول بعض الخبراء الكرويين، فاعتزل أبو عمار مُكرهًا من مدينة النور، وبكته الجماهير الفلسطينية العريضة مستبشرين خيرا في ابنه البار اللاعب محمود عباس الذي كان يجري عملية الإحماء استعدادا للحظة التي انتظرها كثيرا.

 

الملعب كله من أقصاه إلى أدناه كان مزروعا بالعشب الفلسطيني الأخضر حتى جاء ذلك الفريق المحتل وقال هذا عشبنا فردد العالم وراءه هذا عشبهم.

ومنذ اللحظة الأولى التي وطأت قدماه أرض الملعب رفع محمود عباس شعار "لن أعيش في جلباب أبي" ووضع لنفسه ولسلطته خطة جديدة مبتكرة في عالم الساحرة المستديرة مبدؤها ترك الملعب بكامله للعدو والبقاء خارج المستطيل الأخضر لجلب الكرات وإعادتها بين أقدام لاعبي الاحتلال ليسجلوا أهدافهم بلا ضغوط ، فما لبث أن اعترض لاعبو العدو على هذه الخطة وطالبوا بعدم وجود أي لاعب فلسطيني في أرجاء الملعب ككل وأمروا محمود عباس أن يأخذ أعضاء فريقه إلى مدرجاتهم لتشجعيهم، فوافق أبو مازن على الفور بل وصرح لإحدى الصحف الرياضية قائلا بالحرف الواحد "انا ألعب في مركز الجناح الايمن ولكن إن طلب مني العودة للعب في هذا المركز مرة أخرى فلن اعود فهو ليس من حقي " مشيرا بذلك إلى أن الملعب بكل شبر فيه هو ملك للاحتلال وأننا نحن المارون فوق الكلمات العابرة فيجب أن نجمع كراتنا وننصرف.

 

قد يعتقد البعض أن الفلسطينيين كلهم متخاذلون، وأن اللعبة لا تعنيهم، وبأنهم لا يشاهدون نهائيات كأس الظلم والعار لا في النقل المباشر ولا حتى في الاعادة، ولكن هذا البعض مخطئ، فالشعب الفلسطيني منذ الأزل يعشق اللعبة الحلوة ويتابع بشغف جميع المباريات حتى وإن يكن بعضها لا يعنيه، فالملعب كله من أقصاه إلى أدناه كان مزروعا بالعشب الفلسطيني الأخضر حتى جاء ذلك الفريق المحتل وقال هذا عشبنا فردد العالم وراءه هذا عشبهم فبدأ بزرع لاعبيه بالتدريج في جميع أنحاء الملعب محولا لون العشب الاخضر إلى الاحمر القاني حتى تم له احتلال الملعب بأكمله وسط تصفيق الجماهير كل الجماهير الا الجمهور الفلسطيني.

 

وبعد فترة اجتمع الاتحاد الدولي لكرة القتل في أوسلو متخذا قرارا تاريخيا بإعطاء الفريق الفلسطيني زاوية الضربة الركنية من الملعب ولكن بثلاثة شروط أساسية؛ أولها الإبقاء على بعض لاعبي الاحتلال في هذه المساحة الصغيرة ثانيها أن يبقى التحكم في هذه البقعة بيد فريق الاحتلال وثالثها أن يكون كابتن الفريق الفلسطيني في هذه البقعة فلسطيني الهوية إسرائيلي الهوى فكان لهم ما أرادوا.

 

هذا هو حال ملعبنا وفريقنا في الوقت الحالي، ولكن الجماهير الفلسطينية التي تجتمع بكثافة خارج أسوار الملعب تنتظر بفارغ الصبر اللحظة التاريخية لاقتحامه ورفع البطاقة الحمراء في وجه لاعبي فريق الاحتلال ولاعبي فريقنا المتخاذل بلا استثناء، وإعادة زرع الملعب بالعشب الأخضر الطبيعي رافعين كأس العالم في الصمود ولكن حتى ذلك الحين سيبقى الحال على ما هو عليه مكتفين بالاستماع إلى صدى صوت يتردد في أرجاء الملعب كل ثانية "جوول"

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.