شعار قسم مدونات

هل نفرح لمقتل السفير الروسي؟

epaselect epa05683652 A gunman stands near Russian Ambassador to Turkey, Andrey Karlov's body after he shot him during an art exhibition in Ankara, Turkey, 19 December 2016. Karlov was shot by the Turkish policeman while giving a speech at the exhibition. EPA/STR TURKEY OUT

مساء يوم الاثنين الموافق 19-12-2016م ،كان السفير الروسي أندريه كارلوف في أنقرة التركية، لم يكن يدرك السفير أن هذه المناسبة الأخيرة في حياته، حيث قام أحد رجال الشرطة المنوطة بحراسة السفير بإطلاق النار عليه، ثمان رصاصات كانت كفيلة بقتل السفير على الفور.
 

ما قبل الحادثة ليس كما بعدها، نحن كمسلمين هل نفرح لمقتل السفير الروسي؟ أليست روسيا من حرقت بلاد المسلمين بقنابلها، من أفغانستان للشيشان للسوريا وحلب اليوم، أليست هي من دعمت نظام بشار وجعلت سوريا محرقة لأطماعها في المنطقة؟
 

أم نحزن ونرتقب الأسوأ فيما يخص الوضع السياسي التركي؟ لماذا لا نفرح لحزن العدو؟ لماذا لا نهنئ بعضنا كما كنا نعزي بعضنا بشهداء حلب وإدلب وحمص؟
 

ثمان طلقات فقط ضجت بها شبكات الاخبار العالمية، بينما آلاف القنابل وملايين الطلقات في حلب لم تحرك مشاعرهم!

هل يريد البعض أن يٌذبح المسلمين كالنعاج، لا يصرخوا أثناء قتلهم؟ لا ينتقموا لقاتلهم! لا يفرحوا لمقتل عدوهم!
 

يقول البعض روسيا ستتخد ذريعة لقتل المزيد من المسلمين في سوريا، ومن متى كان لروسيا ذريعة لقتل المدنيين العزل هناك؟، أين ذريعتهم في دخولهم سوريا أو أين ذريعتهم في قتلهم مئات الآلاف من المدنيين هناك ،لن تفعل روسيا أكثر مما فعلته و فلا تحزنوا كثيرا ولا تخافوا والله ولي الصابرين، فكما استباحوا دماء أهلنا في سوريا، فدمائهم قادتهم وسفرائهم مستباحة في عرف الحرل والقانون.
 

هل بطون الأمهات عجزت على آن تنجب رجل ينتقم لدماء مئات الآلاف الذين ماتوا في بيوتهم بلا ذنب اقترفوه في سوريا..
 

هل أحدثكم عن الفرحة؟ اسألوا أم شهيد في سوريا، أو زوجة شهيد أو أبناء شهيد، اسألوا من هُدم بيته وشُرِد منه، اسألوا من ماتوا في البحار غرقا أو في المخيمات جوعى، اسألوهم هل فرحتم بمقتل سفير الدولة التي تقتلكم ليل نهار.
 

ثمان طلقات فقط ضجت بها شبكات الأخبار العالمية، بينما آلاف القنابل وملايين الطلقات في حلب لم تحرك مشاعرهم!، أي ظلم هذا وفوق هذا يطلبوا منا بعد الفرحة؟
 

قتل السفير الروسي تم بتخطيط وتنفيذ فردي من شخص واحد، وليس من جهات تعمل لحسابات خارجية، تركيا بحنكتها السياسية ودهاء قادتها قادرين على تجاوز هذه المحنة، من كان يتوقع أن تعود العلاقات لسالف عهدها بعد إسقاط الطائرة الروسية؟، روسيا بحاجة لحليف قوى في المنطقة يقف أمام أوروبا وأمام أمريكا، ولن يفرط بهذه السهولة في علاقاته مع تركيا، هذه سياسة دول تحكمها المصالح أكثر ما تحكمها ردات الفعل.
 

كان السفير الروسي يحضر معرضاً للصور نظمته السفارة الروسية في أنقرة بعنوان "روسيا في عيون الأتراك".قد قدم هذا المسلم التركي بقتله للسفير الروسي أوضح صورة لحقيقة روسيا (المجرمة القاتلة المحتلة) في عيون الأتراك.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.