شعار قسم مدونات

من مرحلة لماذا أقرأ؟ إلى ماذا أقرأ؟

القراءة حياة

القراءة عالمٌ جميلُ واسع ولكلٍ منا أسبابُه التي تدفعهُ لدخولِ هذا العالم أما أنا فكان دافعي الوحيد هو زيادة المخزون الأدبي عندي حتى أتمكن من الكتابة بشكل أفضل، وهذه هي النصيحة التي قدمها لي الكثيرين فأخذت بالنصيحة وبدأت.

غرتني العناوين البراقة والأغلفة الملونة الكُتب الرائجة وربما الكتب الأكثر مبيعاً، واتبعت ما أسميه اليوم الكتاب الموضة. نعم هُناك موضة في الكُتب أيضاً هذا الكتاب الذي يُصبح فجأة في يد الكثير من "المُستثقفين" وربما يأخذون صورة معهُ في مقهى لتبدو الصورة غاية في الثقافة نعم فعلتُ هذا أيضاً.

تلك الكُتب التي تتصدر نتيجة ما أنعتهُ بخراب الذوق العام، لقد وقعتُ فريسة مثل هذه الكُتب في البداية لكني سريعاً ما تحررت منها وانطلقت بعيداً بعيداً عنها لأجد نفسي أغوصُ في بحرٍ لا قرار له من روائع الكُتب وأجملها التي كان الكثير منها بعيداَ عن الأضواء إلا -طبعاً- في وسط المثقفين الحقيقيين وأهل الكُتب والمتمرسين في القراءة مُنذ زمن بعيد.

يقول هاري موراكامي" إذا كنت تقرأ الكتب التي يقرأها الجميع فستفكر فقط كما يُفكر الجميع".

وبعد فترة ليست ببعيدة أصبح لدي القدرة البسيطة على التميز بين الكُتب والحُكم عليها ببعض المعايير الخاصة، وأصبح هناك من يسألني لأُرشح له كتاب مثلا فأصبحت هوايتي الجديدة هي البحث عن كتابٍ جيد والتعريف به وحَث الناس على قراءته وإبعادهم عن المصيدة التي وقعت فيها في البداية -التي أظُنها أضَاعت علي الكثير من الوقت حتى أصل لمعنى القراءة الحقيقي- ومن ثم أسست نادي للقراءة نناقش فيه الكُتب التي أختارها بعناية فائقة.

ثم استخدمت بعض مواقع التواصل الاجتماعي لطرح مراجعات للكتب التي أقرئها وبهذا انتقلت من مرحلة لماذا أقرأ؟ إلى مرحلة ماذا أقرأ؟ وهي المرحلة التي يعنيني أن يصل إليها القارئ .

يُقال " لتصبح ذكياً تحتاج لقراءة عشر كُتب فقط لكن للعثور على تلك العشرة فأنت بحاجة لقراءة آلاف الكُتب" وهذا هو باختصار ما تكتشفه عند دخولك هذا العالم السرمدي.

ويقول هاري موراكامي" إذا كنت تقرأ الكتب التي يقرأها الجميع فستفكر فقط كما يُفكر الجميع" و يقول ديستويفسكي " تعلم واقرأ الكُتب الهامة والقيّمة ودع الحياة تتكفل بالباقي".

وكما قُلت في البداية إن دافعي في القراءة لم يكُن نادي القراءة أو حساب "السنابشات" المُخصص للمراجعات، إنما كانت الكتابة الجيدة إلا أنني لم أكتب منذ عامٍ كامل حيث قرأت فيه أكثر من ثلاثين كتاب.

وفي الحقيقة لم أعد أعرف إذا ما زلت أريد الكتابة ولكنني أعرف بل وعلى يقين أن كل شيء يحدث بسبب  لسبب، وأن دخولي لعالم القراءة لم يكُن صدفةً وإنما لأكون ما أنا عليه اليوم وأعرف أيضاً أنني أستمتع بما أقوم به الآن حد السعادة التي أتمناها للجميع .

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.