شعار قسم مدونات

اغتيال الزواري يعيد تواجد الموساد في تونس إلى الواجهة..

blogs- الزواري
لا تزال تونس تعيش على وقع حالة من الاحتقان والغضب الشعبي بعد أن طالت أيادي الغدر الصهيوني يوم 15 ديسمبر 2016 محمد الزواري مهندس الطيران والباحث والمخترع التونسي، حيث عثر عليه مقتولا بالرصاص في سيارته بمدينة صفاقس جنوبي تونس.

جدير بالذكر أن الزواري درس الهندسة وعمل طيارا وعاش سنوات طويلة منفيا بين عدة دول عربية على غرار السودان وسوريا قبل أن يعود إلى وطنه تونس إثر ثورة 2011. وإثر إعلان اغتياله أكدت كتائب القسام أن الزواري التحق بصفوفها وعمل فيها لمدة طويلة، كما كان أحد أبرز قادتها، كما وجهت القسام إصبع الاتهام نحو إسرائيل ولمحت إلى إمكانية الرد على هذه العملية الغادرة حسب وصفها. الكيان الصهيوني بدوره لم ينكر مسؤوليته على العملية.

الموساد قادر على الضرب أينما أراد ذلك..
اغتيال محمد الزواري أعاد إلى الواجهة مسألة مدى قدرة جهاز الموصاد الصهيوني في الوصول إلى البلدان العربية والتغلغل داخل مجتمعاتها وضرب قيادات المقاومة الفلسطينية متى وأينما أراد ذلك. فهو قادر على الضرب فوق أي أرض وداخل حدود أي دولة غير عابئ بأي مواثيق او معاهدات دولية.

نجاح الموساد في تنفيذ مخططاته وأهدافه الإستراتيجية لم يأت من فراغ فقد تم استنادا إلى شبكة واسعة من العملاء والمخبرين والجواسيس ممن نجح في تجنيدهم من داخل تونس.

ومن خلال اغتيال محمد الزواري ومن قبله سلسلة اغتيالات نفذها في العديد من البلدان العربية على مر السنوات الماضية يبدو لنا جليا أن الموساد الصهيوني أصبح غولا "باندي" يهدد أمن المنطقة العربية ككل حيث أنه لا يتردد البتة في تنفيذ واحدة من أهم عملياته الإستراتيجية المتمثلة في عمليات الاغتيال.

الموساد يعرف تونس جيدا..
وعملية الاغتيال الأخيرة التي نفذها الموساد في تونس ليست الأولى من نوعها، فتونس كانت ولاتزال هدفا من أهداف جهاز الاستخبارات الصهيوني وذلك نظرا للعديد من الاعتبارات لعل أبرزها وجود جالية يهودية كبيرة في تونس، وانخراط مئات الشباب التونسيين في فصائل المقاومة الفلسطينية خاصة في سبعينات وثمانينات القرن الماضي بالإضافة إلى احتضان تونس للقيادة الفلسطينية بعد خروجها من بيروت سنة 1982.

ولعل أبرز الاغتيالات التي قام بها الموساد في تونس هي الهجوم على مقر القيادة الفلسطينية أو ما يعرف بعملية الساق الخشبية في غرة أكتوبر 1985 كما لاننسى كذلك اغتيال أبو جهاد في أبريل 1988.

جواسيس ومخبرين "خونة"..
نجاح الموساد في تنفيذ مخططاته وأهدافه الإستراتيجية لم يأت من فراغ فقد تم استنادا إلى شبكة واسعة من العملاء والمخبرين والجواسيس ممن نجح في تجنيدهم من داخل تونس ليتحولو إلى وسائل لتنفيذ المخططات الصهيونية.

وقد كشفت صحيفة "معاريف" الصهيونية في عددها الصادر يوم 4 جويلية 1997 أنه بعد انتقال القيادة الفلسطينية إلى تونس بعد عام 1982 فإن "إسرائيل" استطاعت إيجاد قاعدة قوية من العملاء في تونس، وأن كثيرا من عملاء الموساد زاروا تونس كسياح أو كرجال أعمال أوروبيين، وأن هؤلاء زاروا تونس كثيراً تحت هذا الغطاء وفي فترات متقاربة، وفتحوا فروعاً لشركات أوروبية في العاصمة كانت غطاء لنشاط الموساد.

وأشارت الصحيفة إلى الرغبة الشديدة لدى الكيان الصهيوني بتجنيد عملاء تونسيين وتم رصد مبالغ كبيرة لذلك لإغراء هؤلاء، وتم النجاح في ذلك بجهود بذلت داخل وخارج تونس.

وبناءا على هذه المعطيات فالسؤال الأبرز الذي يطرح نفسه يتمحور حول كيفية تعامل الدولة التونسية مع هذه الاختراقات مستقبلا؟ وهل ستنجح تونس في استرجاع حق الشهيد محمد الزواري من الكيان الصهيوني الغادر؟

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.