شعار قسم مدونات

من النيل إلى الفرات

blogs - اسرائيل
لم يدر بخلد أحد بأن تلك الضحايا وتلك الأشلاء خطط لها وقصد افتعالها من قبل قوة خارجة عن طور الإنسانية متجردة من وازع الدين وخالية من تأنيب الضمير؛ لربما اعتقد أهل النيل بأن تعمد تأخيرهم كان محض مصادفة ومجرد حمق غربي لإيواء عدو لأمريكا فحسب ولم يدركوا بأنهم من ضمن المخطط المعني.

 

فما جرى وما يجري الآن من هجوم على طرف المخطط والمحدد بالنقطة (أ) منذ دخول أول شركة تنقيب أمريكية وملابسات خروجها من السودان لأسباب واهية تاركةً وراءها كثير من الاستفهامات اكتشفنا دوافعها مؤخرا وعلمنا تلك النوايا المبيتة. فالحقد الأمريكي الداعم لإسرائيل في تحطيم تلك البلاد من محيطها إلى خليجها ومن نيلها إلى فراتها بدأت طلائعه منذ السبعينات لتظل المصائب تسقط على رؤوس النيليين والفراتيين ليعوم السودان في بركة من الحروب مع جنوبه المتمرد حربا ضد السودان بتقلب انظمته وتغير قياداته.

 

بتسلق إيران للمشهد ووضع أبناء طائفتها وقودا لتحقيق حلم الإمبراطورية الفارسية سيتلاشى الحلم لتصادمه بالحلم الغربي وحين تتصادم المخططات يكون صاحب القوى الفاعلة والدعم الفائق هو المنتصر.

وليستعين السودان بصاحب الفرات في العراق نسبة للتقدم العراقي حينها في شتى المؤسسات لتظهر أمريكا على خط المواجهة مرة اخرى وتلقى بثقلها مستهدفة العراق النقطة (ب) لتقضي على حلمه بالنهوض في 2003م ليتثنى إنزال المخطط الدموي على أرض الواقع والذي ابتدرته دولة الكيان الصهيوني في حلم إنشاء دولة إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل تسأل الكثير من القادة والباحثين عند اطلاق هذا المخطط ولربما سخروا منه إذ كيف لإسرائيل أن تحلم بالمستحيل مهما بلغت قوتها وهي تدرك قوة الدول التي تستهدفها ولم يعلموا ما تخطط له مع حلفائها في إتباع سياسات بموجبها دمرت القوة العسكرية والاقتصادية لتلك الدول فبات السودان مقطع الاوصال ومصر تابعة منقادة لها والعراق يشتعل وتعركه الفتن وسوريا وشتى البلدان التي كان بإماكنها إفشال هذا المخطط الآن باتت بلا قوة تستند إليها.

 

ولا زالت فرص النجاح كبيرة وفقا لمعطيات الأحداث في المناطق المستهدفة بإقامة حلم إسرائيل الكبرى فالبربرية الإيرانية والإلحادية الروسية تعمل يدا بيد لاستئناف ما بدأه التابع النصيري في حرق البيت الذي كان ملاذا آمنا وحرما عاصما لحماة الأرض الإسلامية فمن أجل وعود كاذبة بالخلود في تلك الأرض سال اللعاب الإيراني ليقف صفا واحدا مع من يفترض به أن يكون نزيلهم على أرض المعركة إلا أنه استحب أن يستعين به على تحقيق مكاسبه بعيدة الأمد في إنشاء دولة تابعة لإيران او إمبراطورية قد تتصادم مع المخطط الإسرائيلي الأقوى دعما والأكثر جدية وإصرارا الذي لطالما سعى الغرب لإرضاء ابنه المدلل بتحقيق رقباته.

 

وبتسلق إيران للمشهد ووضع أبناء طائفتها وقودا لتحقيق حلم الإمبراطورية الفارسية سيتلاشى هذا الحلم لتصادمه بالحلم الغربي وحين تتصادم المخططات يكون صاحب القوى الفاعلة والدعم الفائق هو المنتصر ونتوقع نهاية مأساوية لإيران على يد تلك القوى فموقف إيران يشبه كثيرا موقف اليهود في ألمانيا حين تصادمه معتقداتهم كشعب الله المختار مع معتقد القائد الألماني أدولف هتلر لاعتبار الألمان كأفضل شعب في العالم فأحرقهم هتلر.

 

إن لم تحسن الأمة وقفتها وتزيل قشاوة الفهم عن عقولها وتترك أحلام الصبي في تعاطيها للأمور وتوحد صفها فأن كل من في قلبه مرض سيدلي بدلوه ليأخذ نصيبه من هذه الثروات التي لا تحتاج إلا إزاحة بعض الضعفاء وإقصائهم.

ولكن هذه النهاية قد تكون باعتبار أن الدول العربية الباقية ظلت على سباتها إلى ذلك الحين أما إن ظهرت قوى إسلامية تحمل صفة الإعجاز وتمكنت من التصدي لهذا المخطط فسيكون إحراق إيران على يديها وفي كل الحالات إيران ستحترق إذا ما أصرت على استخدام التقية في خداع العوام من الشيعة بقدسية قتال أهل السنة والوقوف في صف الروس ضدهم ونسبة لذلك فأن الشعوب المتضررة من المد الإيراني لن يكون مستقبلها مسامحا لطهران هذا إن بقيت.

 

وسيكتب التاريخ أن طائفة تدعى الشيعة قتلت أمة مسلمة ولم تراعي فيها إلاً ولا زمة لتحقق رضى آيات ولتنال ثناء أئمة جعلوا من عمائمهم مسقطا لزباب السياسة واتخذوا الدين لهوا ولعبا وضربا للخدود وشقا للجيوب، سيسجل التاريخ ولأول مرة تواطؤ دولة تدعي الإسلام مع دولة تجاهر بالإلحاد في دك مدن إسلامية وتدمير مساكن الآمنين على رؤوسهم ويحاجج علماء الشيعة بظلم الحسين ويبكون ويتمخطون ويتنهدون كالنساء كم من حسين قتلوا في سوريا وكم من حسين ذبحوا في العراق؟

 

والمخطط الإسرائيلي ما كان له أن يتحقق إلى بوجود مثل هؤلاء فإن لم تحسن الأمة وقفتها وتزيل قشاوة الفهم عن عقولها وتترك أحلام الصبي في تعاطيها للأمور وتوحد صفها فأن كل من في قلبه مرض سيدلي بدلوه ليأخذ نصيبه من هذه الثروات التي تحتاج فقط لأزاحة بعض الضعفاء الذين لا يملكون شوكةً ولا قدرةً للدفاع عن أنفسهم بقتلهم وإقصائهم ومسح أدمغتهم بعد استقبالهم كلاجئين تحسن ضيافتهم وتزين لهم أفكار عدوهم فيصبحوا ضحايا لمن ضحى بهم في مشارق الأرض ومغاربها. 

 

والخوف كل الخوف من طوفان قادم يأخذ الأمة على حين قفلة فيقضي على ما تبقى من لحم عظمها فأن انتهى هذا اتجهت الأنظار لغيره من المكائد التي لن تنتهي بتحقيق مطلب واحد وإن كان عظيما إذ أن العداء الغربي لن يرضى بتفتيت ثلاثة أرباع الدول الإسلامية ومن يظن أنه في مأمن فليراجع فهمه وليعلم بأن قوله تعالى: "وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ.." هو قول ساري المفعول لن تغيره دعاوى كاذبة ومداهنات مخدرة لمن يطمئنون للأحكام الغربية والإعلام المتبجح والأنظمة المسيسة التي تروج لعدالة الغرب واتجاهه إلى احترام حقوق الإنسان والتزامه بكذبة تدعى الديمقراطية وتشير الوقائع ان أكثر الأنظمة المهتمة بدعم الانقلابات والتخطيط لها هي الأنظمة التي تدعي الحفاظ على حق الناخب وتضمن وصول صوته في حين أنها تقف بالمرصاد لكل حكم جاء عن طريق الانتخاب ويخالف مصالحها كما حدث في مصر وتركيا مؤخرا.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.