شعار قسم مدونات

سنة حلوة يا جميل

blogs - عام جديد

سؤال كان يُخالجني ما الموضوع الذي سأبدأ للكتابة به هنا على هذه الْمنصّة، هل أكتب عن الأوضاع السياسيّة أم الاقتصادية، صحيّة أم ثقافيّة، شعريّة أم نثريّة؟ إلى أن أُضيئت الفكرة لأن أكتب عن سنة 2017، هذه السّنة التي اقترب موعد ولادتها والكل متشوقٌ على شكلها هل ستكون جميلة أم ستمتلئ بالأشياء البشعة هل التّاريخ سيعيد نفسه؟

 

هذه السّنة زد مهاراتك، اقرأ أكثر فأكثر فهي نجاة لك من جهل القادم. تطوّع، حتّى تكون قائدًا فردًا مسؤولًا من المجتمع، فبالتّطوع ستكسب علاقات اجتماعيّة جديدة.

ولكن هنالك مجموعة أخرى تحضّر لها، تخططّ بحذر، ترسم خطى أهدافها التي بدأت مسيرتها في الأعوام الماضية، ومنهم من سيكون أوج فرحهم في تلك السنّة. تخرُّج من المدرسة، تخرُّج من الجامعة، ولادة مولود كان منتظرًا منذ سنين، منهم من سيخرج أحد أفراد عائلته من السّجون، والكثير من اللّحظات. والأجمل حين تسمع هذه الصّور بضحكاتها ورقصاتها، بكاء الفرح، خطوات الأمل، تشتّم رائحة الرّبيع بأزهاره تغريد عصافيره لكي توقن أن بعد الانتظار لابدّ من الكشف عن حلاوة التّخطيط.

 

الله تعالى قادر على أن ينبت كل يوم زهرة وكل يوم شجرة، ولكن أعطانا الطّبيعة لتكون لنا عونًا لنا لفهم الحياة فكما تزرع بذرة ستثمر وتصبح شجرة، حان دورك أنت الآن جهّز بذورًا فكريّة لتنعم بها حياة أبديّة. وتذكّر أنّ حياتك مثل عجلة تضمّ عدّة جوانب منها الصّحيّة، الاقتصادية، الاجتماعية، الأسريّة.. لذا وازن بينها حتّى تسير عجلتك في المسار الصّحيح، إذا تغطت إحدى الجوانب على الأخرى ستتحوّل عجلتك لشكل آخر ليصبح من دائري إلى غير منتظم، وقتها ستقع على الأرض فجأة. أنصحك أن تتلذّذ في كل لحظة بكل حواسك، لتصنع الذّكريات الجميلة، وإذا كانت لديك أسرة شاركهم معك كل لحظة ليتعلموا منك ليشعروا معك.

 

وإذا كانت لديك هواية طوّرها هذه السّنة زد مهاراتك، اقرأ أكثر فأكثر فهي نجاة لك من جهل القادم. تطوّع، حتّى تكون قائدًا فردًا مسؤولًا من المجتمع، فبالتّطوع ستكسب علاقات اجتماعيّة جديدة ستتعرّف على نفسك أكثر، وبعدها ستصبح خبيرًا في موضوع معين. لاعب الأطفال، حاورهم، اسألهم كما لو كنت تسال كبيرًا، ستدرك وقتها كم لديهم معرفة فطريّة بعيدة عن النّمطيّة. خيالهم واسع وحدوده ليس السّماء فقط بل وأكثر.

 

الحياة مثل "كاميرا" كبيرة، تبسّم دائمًا لتكون صورتك جميلة. وسَتَسْعَد أكثر حين تجعل الآخرين يبتسمون رغم مصاعبهم في هذه الحياة.

لذا فلسفتي في الحياة "فكّر كطفلٍ صغير، وقُدْ كملك" وذلك لكي تفكّر دومًا خارج الصّندوق لتحل المشاكل بأسلوب إبداعي، حتّى لو ضحك الآخرين من أفكارك لا يهمّ لأنّهم في تلك اللّحظة يدركون أنّهم لا يفكّرون. ولكن تذكر أن ترسم تلك الأفكار على ورق خططّ لها كملك لتصل لما تريد.

 

جرب.. جرب.. جرب.. لا تخاف فالمحاولة هي أُولى خطوات النّجاح، وأكيد ستواجه مطبّات لكن هذا لا يعني بأن تقف مكتوف الأيدي، بل هي مرحلة وستتعدّاها إن شاء الله، وبها ستشعر بفرحة النّجاح، فلولا الفشل لما شعرت بالنّجاح. ابتسم، فهي مفتاح الحياة، فالحياة مثل "كاميرا" كبيرة تبسّم دائمًا لتكون صورتك جميلة في هذه الحياة. وسَتَسْعَد أكثر حين تجعل الآخرين يبتسمون رغم مصاعبهم في هذه الحياة.

 

ولكن أنا أريد وأنت تريد والله يفعل ما يريد. اللهم اجعلها سنة جميلة لجميع الناس، فرّج بها الكُربّ، خففّ ألم الأطفال والكبار، يارب تكون سنة السّلام. ما علّي الآن سوى أن أقول لك سنة حلوة يا جميل..

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.