شعار قسم مدونات

البحث عن مطربين.. هل مات الشارع العربي؟

blogs- تصويت

ترى لماذا لم يتداعى كما وجب جسد الأمة بالسهر والحمى تضامناً مع ما اشتكى منه أهل حلب وسورية؟ ولماذا اخفتت الأصوات في الشوارع العربية فلم نسمع إلا همساً أصوات احتجاجاته على ما ارتكبته روسيا وإيران ونظام الأسد وحزب الله من جرائم ومجازر في حلب وسورية؟

وكيف نفسر انحسار المروءة العربية إلا عند من رحم ربي فاستمرت مظاهر الأنس والطرب تطرق الأذان وتدخل البيوت من أجل قنوات الإعلام العربية، وفِي شوارعها وأنديتها ومقاهيها وفنادقها في ذات الوقت الذي كان أشقاؤهم وجيرانهم من مفجوعي حلب وسورية لا يجدون مأوى يحميهم من القتل ولا يعثرون على مدفن لائق يوارون فيه جثامين شهدائهم وأحبتهم؟

اليوم أعلنت إيران صراحة عن مطامعها الفارسية والطائفية في أرضنا وشعوبنا وأحسنت اختيار حلفائها ومناصريها وأتقنت بحرفية كبيرة ممارسة عقيدة التقيت عندها.

كيف نعقل أن تنشغل وسائل الإعلام العربية في حث مشاهديها على إرسال الرسائل النصية ليختاروا مطربا جديداً أو مصمم أزياء لامعاً بينما وبصفاقة لافتة تتجاهل من يقتل من أطفال حلب وسورية واليمن جوعاً وبرداً؟ هل أصبح واقعا ما يروجه المثبطون والاعداء من أن الشارع العربي قد دخل مرحلة ما بعد الغيبوبة واقترب من الموت السريري؟ أم أنها كما نأمل ونرجوا غيبوبة مؤقتة ستتلوها إفاقة ونهضة وانتصار؟
 

يتساءل أهل حلب والسوريون واليمنيون ومعهم كثير ممن يحملون هم الأمة: هل وصلت أمتنا حداً باتت لا تدرك معه أنه ما لم تفق فإن ما حل بحلب وسورية سيحل بها في شهور أو سنين قليلة؟ وبتسليمنا بأنها غيبوبة مؤقتة فهل يمكن أن تحصل الإفاقة دون أن يستقر في وجدان حكام العرب وقادتهم فإن الخطر سينال أول ما ينال الأنظمة والكراسي؟

يعلمنا التاريخ أن تغيير الأنظمة والجغرافيا وحتى المذاهب والمعتقدات ليس مستحيلاً إذا تخاذلت الأمم عن الدفاع عن نفسها. ويعلمنا التاريخ حديثه وقديمه أن تلاحم الشعوب مع قادتها كفيل بأن يحمي الأمه من الاستعباد أو الاستبدال.

اليوم أعلنت إيران صراحة عن مطامعها الفارسية والطائفية في أرضنا وشعوبنا وأحسنت اختيار حلفائها ومناصريها وأتقنت بحرفية كبيرة ممارسة عقيدة التقيت عندها، فأظهرت وأخفت وأسرت وأعلنت بدافع مصالحها الخاصة بها فاقتربت لحد التحالف مع من كانت تدعوه الشيطان الأكبر وتفاهمت مع من كانت تدعوه العدو الأوحد، وفتكت بأهل سورية وحلب ممن وقفوا وأووا ونصروا ربيبتها حزب الله يوم ضاقت بهم السبل وأصبحوا مشردين مطاردين.

اليوم وربما لأول مرة بعد نكبة فلسطين يجد العرب أنفسهم مرة أخرى وحيدين ليس لهم بعد الله سوى قوتهم الذاتية. أجزم أن الخطوة الأولى لإيقاظ الشعوب هو نداء صادق من قادتها أن أفيقي واستعدي فنحن وإمكانات الأمة ومواردها ووسائل إعلامها ومؤسساتها معك مسخرة لصد عدوان بدأ على أطرافك وها هو يزحف نحو قلبك، وأجزم أن أي جهد دون ذلك لن يحمي الأمة من مصير أسود مجهول.
 

بالنسبة لإعدائنا معركة حلب هي بداية نهايتنا وهم لا يخفون آمالهم أن تكون كذلك، فهل ترتقي الأمة بقادتها وشعوبها إلى مستوى التحدي فتجعل تلك المعركة بداية فجر جديد لنا؟

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.