شعار قسم مدونات

ابتكار جديد بمصر.. "الضرب على القفا"

blogs - egypt
شعوب الدول المتقدمة المسموح لها بالتظاهر ونشر الكلمة بوسائل إعلام محايدة ودو مصداقية قد لا تحتاج إلى ابتكار جديد ما دامت الصورة والكلمة تصل على المباشر. مما تضطر شعوب الدول الأقل ديمقراطية أو المنعدمة في حاجة إلى ابتكار جديد لعلها تؤثر وتفرض نقل الصورة كما هي مثل رفع الشبشب كما حصل بالعراق بضرب رئيس أقوى دولة اقتصاديا وعسكريا "جورش بوش الابن" ضربه بالشبشب كان له معنى خاص "أن كلمته لم يكن لها معنى وغير مرحب بك" آنذاك بالندوة الصحافية التي كان يقف حينها بجانب نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي والملقب بكرزاي الأفغاني.
 

وقد اهتدى الشعب المصري إلى ابتكار جديد بعد أن جرب جل الطرق السلمية مسيرات واحتجاجات وتقديم شهداء منهم من قتل بالرصاص الحي ومنهم من احترق جسده وتفحم على المباشر. كلمته حرفت عن مسارها بقنوات لا تمت بصلة بالحياد أو المصداقية، ومع ذلك ما زال مصرا على السلمية ولكن هذه المرة قدم بالجديد على الساحة السياسية ببعث رسالة واضحة المعاني إلى الرأي العام داخليا وخارجيا، إنه الضرب على القفا لعل زعزعة الدماغ بضربه ترجعه إلى صوابه أو مكانه الطبيعي.
 

ربما كانت الغلطة الوحيدة عند الشعب المصري أن استعمال الضرب على القفا كان من الجانب الأيسر لوحده ولو كان على الأيمن لكانت البركة من عند الله

وتم تطبيق "الضرب على القفا" عند أول احتكاك بالشارع المصري عند خروج تلك الآلة الأشد فتكا بالمصريين "إنه الإعلام والإعلاميين المحتكرين بالمشهد السمعي والبصري بمصر". عند أول مواجهة على الشارع بعد التفجير الارهابي بالكنيسة القبطية بالعباسية التي راح ضحيتها 25 مواطنا مصريا كانوا يرفعون كفوفهم إلى الله داعيين بفك محنتهم ومحنة وطنهم. ورغم حزن كافة المواطنين المصريين مسيحيين ومسلمين من فجاعة الحادث لم تشفع تلك الصورة المحزنة لإعلاميين مصريين بأن يلعبوا على الحبل ولو على جثامين الضحايا.

كان أول امتحان وربما سيكون الأخير لهم بعد احتكاكهم ليعلموا النتيجة أو المكانة التي هم عليها وأشبعوا ضربا على القفا لكل من إعلاميين العسكر لميس الحديدي وريهام سعيد وأحمد موسى.

صورة كانت معبرة للغاية وكافية تحدد وضعهم الحقيقي بالمشهد السمعي البصري. صورة كانت أشد بكثير لما حصل لبوش الابن عن ضربه بالشبشب، صورة كانت تقول بصريح العبارة أن المواطن المصري أكفأ من هؤلاء ويفهم اللعبة جيدا وأن الضرب على القفا كان السائد لحيوانات كانت لها أذنين طويلتين ويضرب بهم المثل عند أي اختبار وهذا ما حصل بالضبط.
 

وعلى ما يبدو أن أحدهم ما زال في حاجة إلى ضرب آخر على القفا فقد صرح مباشرة بعد تلك الصورة المخزية التي كان عليها وحراس الأمن يجرجرونه خوفا عليه من زيادة الضرب على القفا وخوفا من أن يهذي بكلام أنداك ودماغه مختلة كليا بالضرب أن ينبس بكلمة تبين البئر وغطاءه على المباشر. فعند وصوله إلى قلعته الإعلامية العسكرية هدد البرلمانيين بأمتهم باستخراج قانون بأحكام عسكرية على المدنيين بالرمي بالرصاص الحي على من يستعمل هذه الآلة المخربة للدماغ البشري وأضاف اسم جديد على الساحة السياسية بمصر إنهم أقباط إخوان أي مسيحيين ومسلمين هم إخوان.

كما وتوعد بعدم الطبطبة على أي كان ولو كان طالبا أو تلميذا. فربما كانت الغلطة الوحيدة عند الشعب المصري أن استعمال الضرب على القفا كان من الجانب الأيسر لوحده ولو كان على الأيمن لكانت البركة من عند الله.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.