شعار قسم مدونات

وسام القبول الاجتماعي

blogs - Syrian

ذاع صيت المسؤولية الاجتماعية في الأرجاء وتم تبنيه بشكل إيجابي رغم قدمه ولكنه تطور إلى أن وصل بحجم المشاريع المستدامة التي نشهدها، ليستوقفني هذا الأمر لاستشعار الجهود التي تبذل والأدوار التي تُقدم وتُؤدى في سبيل بناء المجتمع سواء كان من فرد أو منظمة أو جمعية أو جهة ما.

ومفهوم المسؤولية الاجتماعية مفهوم يسوق لنشر فكرة أو قيمة أو نمط سلوكي يستهدف إحداث تأثير معين، ومن هنا نجد أنفسنا في إطار يدفعنا إلى اختيار تصرفاتنا وتوجيهها لخدمة المجتمع، وخصوصا إذا كان المجتمع ذا أرض خصبة يحصد ريع ما استنبت ويخرج برأسمال فعال يحرك سواكن الأمور ويصفي عكرها.

ولكي ننعم بهذا المجتمع الخصب يتوجب علينا التقيد بما يلزم والتسلح بما ينفع من سلوكيات ومهارات نابعة من أفكار قيمية تعد رأس المال المحرك، ووسيلة التواصل المحترف التي تشكل الفهم العام والخاص لبنية المجتمع الذاتية والتحتية.

فمن يتبنى إصلاح قضايا مجتمعة يدرك في قرارة نفسه أهميتها ويشرع سعيه لنشر رسالته مؤكدا على فعله المعزز لقوله، واضعا نفسه أمام مرآة المجتمع ليعكس ظروفه واحتياجاته بصراحة وصدق ، نجده يحمل ثقل المسؤولية المجتمعية قدرا وينشرها وفق خريطة شفافة ممتهن مفاتيح المهارات والعدة اللازمة للقيام بواجباته، وكل ذلك من أجل القبول الاجتماعي وليحصل على الإصلاح المفترض حدوثه.

المؤمن بالمسؤولية الاجتماعية وأهدافها ونتائجها يكون أكثر توازنا مع نفسه ومع بيئته المحيطة معتقدا برسالته كمسؤول اجتماعي

وتظهر صور هذه القضايا في تبني بعض الأفراد لأفكار إصلاحية يرمون منها البناء المجتمعي وإعلاء الشأن التنموي ليظهروا للعامة على هيئة صوت وصورة وحروف تجسدها وسائل التواصل الاجتماعي. فترتسم لهم أشكال إيجابية وتعلن لهم شعارات جذابة وترفع لهم لافتات رنانة وتصدق لهم حروف وكلمات.

وبما أن المسؤولية الاجتماعية تبدأ من الفرد الذي يعتبر مسؤولا عن مجتمعه، يتوجب عليه إدراك أهمية ظهوره العلني في المجتمع ومبادراته للتغيير والتنمية ووعيه بمدى تأثيرها وتأثير تبعاتها اتجاه ذاته أو اتجاه أسرته وأصدقائه وجماعته وبلده.

فالمؤمن بالمسؤولية الاجتماعية وأهدافها ونتائجها يكون أكثر توازنا مع نفسه ومع بيئته المحيطة معتقدا برسالته كمسؤول اجتماعي يوفي بالتزاماته تجاه المجتمع المحيط به.

اليوم نجد أن الأب والأخ والأخت والمدير والموظفة والإعلامي والمعلمة والفرد العادي مسؤولون اجتماعيا اتجاه أنفسهم والمؤوسسات التي يعملون بها والمجتمعات التي يعيشون بها، فوجودهم مسؤول ومرتبط بحاجة المجتمع وبصحتهم النفسية واستقرارهم الوجداني والوطني الذي يحقق لهم تكيفهم وتوافقهم الذاتي والاجتماعي والبيئي.

فمتى ما صح لهم ما يقومون به تقلدوا أوسمة حياتية ونالوا جزاء الشاكرين من المجتمع صنيع صوتهم أو فعلهم البناء وكانوا من العناصر المهمة في التنمية المساهمة في خدمة المجتمع، وتحسين نوعية حياته الواقعية، يمكن أن تكون والعملية أيضا، وإيمانا بكل هذه الأدوار تتسع دائرة التأثير لتشمل نواحي الحياة كافة.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.