شعار قسم مدونات

هل يتجه الاقتصاد الهندي إلى الانهيار؟

People queue outside a bank to deposit their old high denomination banknotes in Ahmedabad, India November 28, 2016. REUTERS/Amit Dave
بينما الشعب الهندي يعاني المشكلات الاقتصادية بعد قرار حكومة ناريندار مودي لسحب عملتين من السوق، يقول الاقتصاديون بأن البلد سيواجه الركود الاقتصادي بسبب هذا القرار وعدم تمكن الحكومة على إدخال الكمية للعملات التي تعتبر كافية للحياة العادية والاقتصاد. حسب الحكومة الهندية كان قرار سحب عملتين جاء كإجراء لتنظيف الاقتصاد الهندي من الفساد. هي أيضا تحث الناس على استعمال العملة البلاستيكية أو البطاقات البنكية والإنترنت لصرف المال.

نرى غوغاء سياسية في البرلمان الهندي ضد هذا القرار واستنكار الشعب في طوابير طويلة توجد أمام البنوك والصرافات الآلية في المدن الهندية وقراها. لكن ما قاله رئيس الوزراء الهندي الأسبق مانموهان سينغ في خطابه أمام البرلمان الهندي يوم الخميس له أهمية كبرى لكونه من أبرز اقتصاديين هنود. قال سينغ بأنه يحترم هدف هذا القرار التي اتخذتها الحكومة لكنه ندد غياب الاستعدادات والإجراءات اللازمة لدفع العملات الضرورية في السوق بأسرع وقت ممكن. وقال بأنه أدى إلى فوضى في الشوارع الهندية ووفاة 70 شخص تقريبا في أسبوعين حتى الآن.
 

بينما الشعب الهندي يعاني المشكلات الاقتصادية بعد قرار حكومة ناريندار مودي لسحب عملتين من السوق، يقول الاقتصاديون بأن البلد سيواجه الركود الاقتصادي بسبب هذا القرار

الأسلوب الذي اتخذته الحكومة الهندية لتنفيذ هذا القرار سيضر النمو الزراعي والصناعات الصغيرة وهؤلاء اللذين يعملون في القطاع غير الرسمي من الاقتصاد، كما قال مانموهان سينغ الذي عمل كحاكم البنك المركزي الهندي قبل مغامرته بالسياسة الهندية وتوليه منصب رئيس الوزراء للهند. والأهم ما قاله سينغ بأنه يشعر بـأن الدخل القومي أو الناتج المحلي الإجمالي قد ينخفض بنحو 2 في المائة بسبب ما تم القيام به. لا يرى المحللون لونا سياسيا معارضا في تصريح مانموهان سينغ. بل يعتبرونه تعليقا على الوضع في أرض الواقع. كان الناتج المحلي الإجمالي للهند في الآونة الأخيرة أكثر من 7 في المائة. هذا يعتبر من أكبر نجاح ما يمكن تحقيقه للبلدان في العالم في الوضع الاقتصادي الدولي الحالي.
 

في الاقتصاد الهندي للقطاع غير الرسمي دور أكبر. في كثير من الحالات في هذا القطاع مثلا في مجال التشييد والبناء في العقارات تستعمل النقود عوضا عن الشيكات والبطاقات للصرف وأيضا المزارعون يستعملون النقود للأعمال التي تتعلق بالزراعة. أيضا الأسر في المدن الصغرى والقرى تعتمد على النقود للصرف في حياتها العادية، لكن غياب النقود أو العملات من البنوك أدى إلى أزمة اقتصادية.

بدأ عودة العمال من أقاليم كانوا يعملون فيه إلى أوطانهم لغياب فرص العمل، حتى الآن حسب الإحصاءات الواردة قد فقد نصف مليون من العمال وظائفهم في غضون أسبوعين. كما تعده الحكومة الهندي أنها ستدفع النقود الكافية في الأسواق حتى نهاية هذا العام. لكن الوضع يتقدم من سوء إلى أسوأ في المدن والقرى بعيدا من نيودلهي لأن شريحة كبيرة لسكان الهند ليس لديها حسابا بنكيا ولا يعرفون ماذا توصف بالعملة البلاستيكية.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.