شعار قسم مدونات

هل كان فوز ترامب معجزة أم متوقع؟

blogs - دونالد ترامب
كثيرون اعتبروا فوز دونالد ترامب معجزة خارقة، وأمرا غير متوقع؛ غير أني رأيته متوقعا منذ فترة، واستندت في تحليلي هذا إلى عدد من الأسباب، ألخص أهمها فيما يلي:

1. الولايات المتحدة الأميركية هي قائد الرأسمالية العالمية، والذي يحكمها فعليا ويتحكم في سياستها الداخلية والخارجية هم أصحاب المصالح وملاك الشركات العملاقة العابرة للقارات، والذين من بينهم دونالد ترامب الرئيس المنتخب لدورة 2016-2020 صاحب الإمبراطورية العقارية العملاقة.

2. بعض أسلاف دونالد ترامب من الرؤساء الأميركيين الجمهوريين؛ كانوا أصحاب شركات نفطية عملاقة، فبوش الابن مثلا، لم يكن سياسيا مخضرما، ولم يكن خطيبا مفوهاح ومع ذلك حكم أميركا لدورتين متتاليتين؛ فما الذي يمنع رأس مالي جمهوري آخر أن يكون رئيسا حتى لو كان عنصريا يمينيا متطرفا أو مثيرا للجدل؟

قليل جدا ممن تقلدوا رئاسة الولايات المتحدة الأميركية هم من أسر غير ميسورة، فمعظم الرؤساء ينحدرون من أسر مقتدرة ورأس مالية كبيرة.

3. معظم الجمهور المستهدف من قبل دونالد ترامب هم من الطبقة العاملة، وقد كان ترامب يخاطبهم بدغدغة مشاعرهم بالعزف على الوتر الذي يطربهم وهو فرص العمل؛ فترامب صاحب ثروة هائلة وشركات كثيرة يمكن أن تضمن لهم عملا ومستقبلا عظيما. كما أنه مثال لرجل الأعمال الناجح في نظرهم. وهو يخوفهم بالمهاجرين الذين يسلبونهم أعمالهم. وترامب امتداد للموجة اليمينية المتصاعدة والكارهة للمهاجرين والأجانب؛ تلك الموجة الممتدة من أوروبا إلى أميركا.

أراهن ألا تفوز ميشيل أوباما إذا ترشحت لرئاسة أميركا عام 2020 للسبب ذاته الذي منع هيلاري كلينتون من الفوز

4. من الأسباب التي تجعل رجل الشارع الأميركي حبيس فكر أو نمط ما؛ الإعلام الذي يلعب دورا كبيرا في التلميع أو الشيطنة للشخصيات أو الهيئات، فقد حكم رونالد ريجن الكاوي بوي أميركا ولم يكن له رصيد غير الشهرة والتمثيل الذي أبرزته السينما والتلفزيون، كما هو حال حاكم كاليفورنيا آرنولد صاحب أفلام الآكشن.

إن تأثير الإعلام ليس حكرا على الأميركيين فقط؛ ولكن مثلهم في ذلك كمثل بقية شعوب العالم يوجهها الإعلام أينما شاء.

5. أما هيلاري كلينتون؛ فأعتقد أنها نالت كفايتها من أروقة الحكم الأميركية، وألف وجهها الشعب لأنها كانت سيناتورة عن نيويورك، وكانت السيدة الأولى في البيت الأبيض لولايتين، وكانت وزيرة للخارجية، والأهم من ذلك أنها أول امرأة أميركية تترشح لرئاسة الولايات المتحدة الأميركية.

6. هناك ملاحظة في تبادل الرئاسة ما بين الحزبين الكبيرين في أميركا، الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي، فإذا حكم حزب لدورتين متتاليتين فإن الدورة الثالثة ستكون من نصيب الحزب الآخر، قد لا تكون هذه سياسة معلنة، ولكنه شيء ملاحظ لكل متتبع لشأن الانتخابات الأميركية.

وسأراهن ألا تفوز ميشيل أوباما إذا ترشحت لرئاسة الولايات المتحدة الأميركية عام 2020 للسبب ذاته الذي منع هيلاري كلينتون من الفوز أو ما شابه.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.