شعار قسم مدونات

استديو البيت الأبيض وتحدي المشاهير

People pass by a picture of US President Barack Obama in Arab dress and President-elect Donald Trump in Jewish dress, displayed at a T-shirt store in the Old City of Jerusalem, Israel, 13 November 2016. Americans voted the republican party candidate Donald Trump on 08 November, to become the 45th President of the United States of America to serve from 2017 through 2020.

هل سيقود ترامب بلاده على نهج برنامجه "the celebrity apprentice"؟
صدمة أطاحت بتوقعات الشارع الأمريكي بفوز مرشحتهم الديمقراطية هيلاري كلينتون والتي تعتبر خليفة أوباما بالسياسة والثقافة، بل أن العالم أجمع أصيب بهزةٍ نفسية وعصبية إلى حدٍ ما على أثر فوز الرئيس المُسن المثير للجدل دونالد ترامب . حديث الساعة الآن الفوز الصادم لترامب وأعتقد بأن الحديث عنه سيمتد لفترة طويلة؟!
 

لا غرابة من التوتر الذي يسود جميع البلدان حول فوز الأخير بالرئاسة وخصوصاً بان الرجل كان واضحاً بمواقفه "الغريبة" حول الملفات السياسية في الشرق الأوسط والمسلمين خاصةً، فهذا الرجل لا يسعى إلى تغيير ولا إصلاح العالم ولا يملك وقتاً لإعطاء الوعود بقدر ما يسعى إلى إدارة بلادهِ كما كان يُدير استديو برنامجه الناجح "the celebrity Apprentice" حيث أن ترامب اعتاد إعطاء الفرص للمشاركين لإثبات الأحقية في القيادة، ولا ننكر على الرجل حنكته الاقتصادية وإلا لما كان مليارديراً؟!
 

الذي يشغلني هو شكل المفاجأة التي يخفيها الرئيس المشهور إعلامياً حول قضاءه على "داعش" فهل سيحدد زعيم أمريكا أماكن تواجدهم ويحصرها أم أنه سيشارك روسيا في سياسة الأرض المحروقة؟!

ولكن السؤال الذي يحقُ لنا أن نطرحهُ هو لماذا يخشى العالم العربي والأوروبي ترامب؟! والرجل واضحاً وضوح الشمس وقد رسم خطوط سياسته أمام الملأ ولم يختبئ وراء "ديمقراطية" ولم يسرف وعوداً للعرب بحل أزماتهم، بل صرح بكرهه للمسلمين كافةً وأنه غير معني ببقائهم في بلادهِ وسيعمل على إخراجهم منها ولن يتدخل في حروبنا لأننا على حد وصفه "دواعش"؟!
 

وإلا لما قرر أن يُحجِمَ دخول المسلمين والتضييق عليهم من خلال منع إعطاء الجنسيات للمواليد على الأراضي الأمريكية، ولما صرخ بأنه سيبقي على غوانتنامو مفتوحاً ولن يغلقهُ على اعتبار بأنه أغلق؟! ولا يعلم الرئيس الجديد بأن غوانتنامو أصبح في عقر كل دولةٍ عربيةٍ منكوبةٍ بأنظمتها؟! ولا أعلم لماذا هذا التوتر العربي خصوصاً ونحن على شفا تقسيمٍ "أمريكي، روسي، صهيوني، إيراني"؟!فما الذي سيزيده ترامب على هذه الكوارث السياسية الإنسانية؟!
 

ربما الأمر الوحيد الذي يشغلني الآن هو شكل المفاجأة التي يخفيها الرئيس المشهور إعلامياً حول قضاءه على "داعش" فهل سيحدد زعيم أمريكا أماكن تواجدهم ويحصرها أم أنه سيشارك روسيا في سياسة الأرض المحروقة، وكما نقول بالمثل العامي "اللي عليك عليك" إذا صح التعبير، وينتهي من تعداد الموتى والجرحى ويختصر الوقت والجهد والتكلفة؟! فهو في النهاية رجل اقتصاد؟!
 

من الجلي أن الرجل المشهور مصاب "بالأنانية الأمريكية" حيث أنه حدد مسار نجاحه وسيبدأ رحلة الإطاحة بكل ما يشكل عائقاً أمام" استرجاع مجد بلادهِ" التي فقدت هيبتها على حد وصفه في عهد أوباما الغير مرضي عليه من قبله؟!

وإذا ما صدقت التوقعات السوداء التي يخبئها لنا هذا المُسن "ترامب" فأتوقع أن تبدأ الشعوب رحلة البحث عن ملاذ على كوكب المريخ أو الزهرة أو حتى الشمس؟!

وهذا ما يجعلني الآن أتخيل البيت الأبيض على شاكلة استديو يملكه ترامب وأن المشاهير "العرب والغرب" بدأوا رحلة التحديات التي حدد تفاصيلها الزعيم الأمريكي ويجب عليهم التعامل معها وحلها بأنفسهم وتحمل الضغوطات والتهديدات والتنمر "الإداري" الذي تفرضه شروط اللعبة "الاعلامية السياسية" دون أي مساعدة او تدخل أو وساطة، والذي يتخطى تلك المراحل دون أن يخفق في اتباع سياسة ترامب سيحظى "بالعقد" الذي سيمنحه "الأمان" من إبعاده وسيفوز بمبلغ يوزع على "جهات خيرية" والأهم سينال الرضى وينضم للفريق.
 

الذي أدركناه اليوم بعد أن صدمنا ترامب بفوزه بأننا لا نستطيع المراهنة على "الإعلام" وبثه لنبض الشارع، والأمر الذي يجب أن نراه بوضوح هو أن "الأيدي الخفية" هي الأقدر على تنصيب من تريد والإطاحة بمن تريد، ولا نُعلق خيباتنا على شماعة المؤامرة بل هو لسان حال الحاصل. وأعتقد بأن القلق من توتر العلاقات بالاتحاد الأوروبي والشرق الأوسط غير مبرر في هذا الوقت بالذات، فلم يفتتح ترامب أولى حلقات برنامجه السياسي لنرى من مِن المشاهير سينضم ومن سيفوز ومن سيبعد من اللعبة؟!
 

إلى أن تتضح الأمور نستطيع "تقييم" الخطر العنصري الذي سيطيح بما تبقى من الشرق الأوسط وأوروبا، وإذا ما صدقت التوقعات السوداء التي يخبئها لنا هذا المُسن فأتوقع أن تبدأ الشعوب رحلة البحث عن ملاذ على كوكب المريخ أو الزهرة أو حتى الشمس؟! أما هيلاري كلينتون فأرى بأنها ليست أفضل منه بل هو أكثر وضوحاً منها.. فلا داعي للتوتر والخوف ونحن في زمنٍ تُبدع الأنظمة العربية في قتل شعوبها. انتظروا الحلقة الاولى من ترامب والعالم..

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.