شعار قسم مدونات

قبل الطوفان

blogs - samah
مصطلح "Climate Change – التغيير المناخي" كلمات قد تبدو غير مهمة لمعظمنا، كلمات علمية ثقيلة أو بعض "فزلكات" لا علاقة لنا بها.
 

ربما لذلك قامت "National Geographic" بإنتاج فيلم وثائقي "Before The Flood" يتحدث عن هذه القضية "التغير المناخي" أو ما يسمى ب"الاحتباس الحراري" للبحث في هذه القضية، حجمها مسبباتها، خطورتها، وكيف ممكن أن نواجهها، ولتوعية الناس وجعلهم أقوى بالمعلومات والمعرفة بهذه القضية لعلهم يكون سبباً في الحل ووسيلة للضغط باتجاهه.
 

تقول الدراسات بأنه في عام 2040 ستستطيع السفن الإبحار بشكل اعتيادي فوق القطب المتجمد الشمالي الذي سيكون قد اختفى!

الفيلم خرج للنور فقط بالأمس، وهو من بطولة الممثل الشهير "Leonardo DiCaprio" الذي عينته الأمم المتحدة في 2014 سفيراً للسلام بما يتعلق بموضوع التغيير المناخي ومن إخراج "Fisher Stevens" .

وللمفاجأة الفيلم تم نشره منذ اليوم الأول على اليوتيوب من قبل "ناشونال جيوغرافيك"؛ لأن الهدف من هذا الفيلم نشر الوعي بالدرجة الأولى، فأرادوا أن يكون متاحاً بسهولة لمن أراد أن يشاهده وسأضع رابطه لكم.
 

شاهدنا الفيلم البارحة، وكنا نظن بأننا نعلم القدر الكافي عن هذه المشكلة ولكن كلما تابعت أكثر كلما عرفت بأنك لا زلت تجهل الكثير.
 

تقول الدراسات بأنه في عام 2040 ستستطيع السفن الإبحار بشكل اعتيادي فوق القطب المتجمد الشمالي الذي سيكون قد اختفى!
 

وقد يقول البعض "لا يهمني" إن اختفى القطب الشمالي أو اختفت الدببة القطبية، ولكن المشكلة ممتدة أكثر من ذلك لتلمس كل جوانب حياتنا؛ من الزراعة وغرق المحاصيل إلى الفيضانات واختفاء الجزر والمدن الساحلية القريبة من مستوى ارتفاع سطح البحر، والتلوث البيئي والجوي لمرحلة يصعب فيها حتى التنفس وغيرها الكثير.
 

مسبب مشكلة التغيير المناخي بشكل أساسي هو حرق وسائل الطاقة من فحم ونفط وغاز، والتي هي الوسيلة الأساسية التي تمدنا بالطاقة الكهربائية للمنازل والسيارات والطائرات والمصانع وكل شيء في حياتنا اليوم التي أصبحت معتمدة على الطاقة الكهربائية، وما يتركه حرق هذه المواد من غازات كيميائية ضارة أشهرها غاز ثاني أكسيد الكربون، وللعلم فإنه قد تسبب بفناء الكثير من الحياة في أعماق البحار في بعض المناطق، فلا أسماك ولا شعب مرجانية في بيئة كانت تعج بالحياة.
 

ومع ذلك هناك الكثيرون ممن يهاجمون ويقولون بأن مشكلة التغير المناخي غير موجودة وهي دورة طبيعية تمر بها الكرة الأرضية؛ ففي زمن مضى مرت الكرة الأرضية بالعصر الجليدي ثم اندثر، أما موت الحيوانات وانقراضها فهي عملية الاصطفاء الطبيعي في الكون، فالبقاء للأقوى.
 

تقول إحدى الدراسات في الفيلم بأن 97% من علماء الطقس والمناخ يدعمون نظرية التغير المناخي و3% لا يؤمنون بها.

من يقول بذلك بعضهم من علماء المناخ‏ أيضاً فمثلاً في عام 2013 زادت نسبة الجليد في القطب الشمالي بنسبة الثلث! وهو نفسه التي تقول دراسات أخرى بأنه سيختفي تماماً في 2040.

ومنهم الكثيرون من أصحاب المصالح الذين يهاجمون المشكلة ويروجون لنظريتهم المعاكسة لإبقاء "البزنس" على حاله في كبرى شركات النفط في العالم، وذلك ببساطة لأن حل مشكلة التغيير المناخي يبدأ باستخدام وسائل الطاقة البديلة "الطاقة الخضراء" كالطاقة المتولدة من الشمس والرياح والمياه وغيرها كوسائل طاقة رئيسية.
 

تقول إحدى الدراسات في الفيلم بأن 97% من علماء الطقس والمناخ يدعمون نظرية التغير المناخي و3% لا يؤمنون بها.
 

الفيلم يفتح عينيك على الكثير من الأمور، وإن ثبتت نظرية التغير المناخي أو لم تثبت، فإن الأضرار التي يسببها حرق هذه المواد النفطية على الكرة الأرضية والنباتات والحيوانات وعلينا نحن البشر كبير جداً جداً وما هو إلا بازدياد.

لمشاهدة فيلم "Before The Flood" الرابط على يوتيوب:

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.