شعار قسم مدونات

صَمْتُ البَيان

blogs - aqsa
صَمَتَ البيان
وغَفا اللِّسانُ عن الكلام
وتَعطَّلتْ في الشِّعرِ أبحُرُ نظمِهِ
تبدي السلام
وتخفي في الحنايا جذوةَ الشَّوقِ الدّفين
تكلَّلت بالمجدِ في لحن الحياة
وتقابلت بالوجدِ في عتمِ الظَّلام
حار الكلام

لا زلتِ أُغنية الصّباح ونفحَهُ يا آخر الحبِّ الجميلِ وأنتِ أنتِ أوَّله لا لستُ أدري أَذاكَ شوقٌ أم حنينٌ أم وَلَه من ذا الذي يخفيهِ دهراً في الحشا أو ذا الذي يبديهِ ليلةَ عشقِهِ.

إن قلتُ في حبي لكِ شوقاً
والنَّظمُ في شوقي لكِ عشقاً
إن قلتُ أنَّ الرُّوحَ أنتِ
وأنتِ أنسامُ الحياة
وأنتِ تعريفُ الجمال
وأنتِ أُغنيةُ الأماني والقمر
وأنتِ في بحرِ الحكايا والدرر
وأنتِ للأيامِ دفقةُ عشقِها
أوَ هل أُلام

غصَّ الفؤاد بحزنكِ الحاني
وتوسَّدت في تربكِ الدافي عيوني
تقرأينَ الشَّوقَ فيها والحنين
في لحظة الطَّرْفِ الحزين
حيناً تُخيِّطُ بالأشجانِ ألواحَ السَّفين
أوَ تعلمين
أنتِ التي عيناكِ شرعُ العشق والعشاق
غنَّاكِ في عتمِ الدُجى مُتَرنِّماً
هوَ عندليبُ الشَّوقِ والأشواق
كنتِ المدى والرُّوح
أنتِ المطلعُ
وبنفحِ عشقٍ في الجَفا
غنَّى الحمام

لا زلتِ أُغنية الصّباح ونفحَهُ
يا آخر الحبِّ الجميلِ
وأنتِ أنتِ أوَّله
لا لستُ أدري
أَذاكَ شوقٌ أم حنينٌ أم وَلَه
من ذا الذي يخفيهِ دهراً في الحشا
أو ذا الذي يبديهِ ليلةَ عشقِهِ
يحتارُ في فهْمِ الهوا من أوَّله
فجميلةٌ أنتِ كشمسِ الصُّبحِ راقصها الغمام
كنورسةٍ بالشَّوقِ أعجَلها الحنينُ إلى السَّلام
واغرورَقَت عينا محبِ حينما
وقفت على أكتافنا شمسُ الغروب
والشَّمسُ اختبأتْ خلفَ جدارِ الغيمِ
في خجلِ قالت :
هيهات أن ألقاكِ يا نوراً سباني
إنّي أنا ظلُّ الضِّياء لشمعةِ الأكوان
و صدى الهيام

إنِّي أنا طيرُ القبابِ وفي سماءِكِ نُزهتي
غارت في أنهارِ دمعي المراكبُ
سأعبرُ فوقَ أحزاني وألقاكِ
برغمِ البعدِ والحرمان
ورغم العمرِ والأحزان
سألقاكِ
ويعذُبُ في مُعاتَبَتي المَلام

لا يأسَ في ليلِ الهوا يا عاذلي
ما اليأس في بالي أنا الولهان
ما العشق يقبَلُ في الهوا أعذارهُ
أو تعذِلنَّ و تُسدِلنَّ سِتارَهُ
عيناكَ تبديهِ برغمِ خفاءِهِ
باحت بما تُخفيه من بين الضُّلوع
لا طيبَ عيشٍ دونَ قُربِكِ يا حنينَ الأمنيات
و مُهاجراً أبغي الوصالَ و نظرةً
فصدى هواكِ يُحيِّرُ الألباب
يُزيِّنُ الأحلام

إنِّي أنا العِشقُ المُتيَّمُ إذ بَدا إنِّ الجميلةُ في بهاءٍ مُغدِقٍ شيماءَ غنَّاها نسيمي مُنشِدا فأنتِ القُدسُ والكَلِماتُ والألحانُ والنَّغَمُ يفنى الكلام.

يناجي البدرَ في صمتِ الليالي
يا أنتِ يا هَمَساتِ نايٍ لو تُغنَّى في أصابِعَ من حنين
يا أنتِ يا زُوَّادةَ الشَّوقِ المُعتَّقِ من دموع العاشقين
يا أنتِ يا طُهرَ القُلوبِ مُعلَّقاتٍ في كفوف الياسَمين
ولأنتِ عيناكِ ابتهالاتُ المُهاجرِ في حنايا السَّائرين
يا أوَّلَ صورةٍ نُقِشت على وجهِ القَمر
والقلبُ في محرابِ عينيها ينادي الزائرين
حُباً سجودَ الرُّوحِ عندَ الرُّوح يا قومي
حتى نُصلي العشقَ يوماً في محاريبِ العُيون
لا لا أُلام

صَرَختْ بوجهِ الظُّلمِ هَزَّتْ عرشَهُ
إنِّي أنا نورُ البِلادِ على المدى
وأنا الجميلَةُ بالطَّهارَةِ والنّدى
مهما تخاذَلَ للعِدا أبناءُها
تبقى الجميلَةُ في جنودٍ للفدا
وتقولُ حينَ الحُبِّ ألفَ قصيدةٍ
إنِّي أنا العِشقُ المُتيَّمُ إذ بَدا
إنِّ الجميلةُ في بهاءٍ مُغدِقٍ
شيماءَ غنَّاها نسيمي مُنشِدا
فأنتِ القُدسُ والكَلِماتُ والألحانُ والنَّغَمُ
يفنى الكلام.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.