شعار قسم مدونات

الفيلسوف ليفي شيطـان الثـورات

blogs-ليفي

مَن منـَّا لم يَسمع بهذا الفيلسُوف اليهُودي الصهيُوني الذِي أثـَار زَوبعَة هائلـة فِي الرَّبيع العَربي، فالبعضُ يردُّ تدخلُ فرنسَا ودعمهَا للمُعارضَة الليبيَّــة وكلُّ السِّيناريُوهات التي لهَذا الفيلسُوف الذي ظهَر فِي فيديُــو يُظهرُ مُكالمتهُ للرَّئيس الفرَنسِي السَّابق "نيكولا سَاركـُوزي" وَكيفَ أقنعَهُ عَلى الفـَور بضَرُورَة قصْف "معمر القذافِـي" الذِي كـَان حَليفـًا رئيسيًّا لـ"سَاركوزي" وسَانده ماديًّا في حَملته الانتخابية.

كما أن هذا الفيلسوف "برنارد هنري ليفي" اصطفَّ إلى جانب ثورَة 2011 ضِدَّ مبارك في مصر وحَضر مَيدان التحرير، وكذلكَ سافر إلى "أوكرانيَا" واصطفَّ إلى جانب معارضِي "فلاديمير بوتن" وقالَ خِطابًّا قويًّا مَدحَ فيه الثوَّار الأوكرَانيِّين وانتقد فيهَا الرئيس الرُّوسِي بألفاظ قاسية، كما أن الفيلسوف اصطفَّ إلى جانب الكردييِّــن وطالبَ بدَعم قوات "البشمَركة" وهِي القضيَّة التِي حولها إلى فيلم عُرض بالولايَات المتحدة وفرنسَا وغيرها من الدُّول.

البَعض يعتقدُ بأنَّ الفيلسوف ليفِي يعمَلُ لصَالح المُوسَاد وهُوَ من كبَار رجَالات المُوساد الإسرائيلي وأنه يعمَلُ لصَالح دَولةِ إسرَائيل الجديدة

فالفيلسُوف الملياردِير الأنِيق الذِي لا يُفـَارق قميصَهُ الأبيض الذِي يحملُ اسمَه والمَوصُوف في أورُوبَّا والأوسَاط الإعلاميَّة الأورُوبيَّة بالرَّجُل المُؤثـِّر القريب من الرُّؤسَاء والأثريَاء ورُؤسَاء الدُّول وصُناع القرَار السِّياسِيين كان صَديقا مُقربًا لـ "فرانسْوَا مِيترَان" وبعدها لـ "جاك شيرَاك" ثم صَديقا مُقربًّا لـ "سَاركوزي" فقد كانا يتزَلجَان مَعًا ويلعبَان الجـُولف معًا، وأخيرًا صَديقا للرئيس الحَالِي "فرانسوا هولاند".

فالفيلسوف دائمًا متواجد في مِنصَّة صناعَة القرار وفي كثير من الأحيان يكون فيها صَانعًا للقرَار، بينما الرئيس ينفذ، فكثيرًا ما كان يوصَفُ بـ "الجنرَال ليفِي" ذِي السُّلطة السياسية القوية التي تأثر في السِّيَاسَة الخارجية لفرنسا وأمريكا.

فمؤخرا قال الفيلسوف ليفي المُثِير للجَدل بضَرُورة أن يصِلَ الرَّبيعُ العَربي إلى الجَزَائِر، وقد اعترف أحد نشطـَاء الحَركة الأمازيغيَّة القبَائِليَّــة بأن "ليفِــي" يُسَانِدُ قضِيَّتهُم في الانفصَال عَنْ الجَزَائِر.

فبعد أنِ أشعَلَ الشَّرق الأوسَط وليبيَا ومَصر وتمَّ طردُهُ من تونس بعدما تنبه التونسيون إلى حَقيقة مَشرُوعهِ التقسِيمي والطائفِي الذي يحمِلهُ، أكد الفيلسوف في مُحَاضرَةٍ ألقاها ببَاريس بأنَّ المَرحَلة قادمَة للجزائر وأن الرَّبيع قادِمٌ إلى شمَال إفريقيَا لا مَحَالـَـة.

البَعض يعتقدُ بأنَّ الفيلسوف ليفِي يعمَلُ لصَالح المُوسَاد وهُوَ من كبَار رجَالات المُوساد الإسرائيلي وأنه يعمَلُ لصَالح دَولةِ إسرَائيل الجديدة، فقد زَارَ وطمْأنَ (شمعُون بيريـز) قبل وَفاتهِ وأخبرهُ بأنه لا خوفَ عَلى إسرَائيل من الرَّبيع العَربي وأن الثورَات كلها لصَالح أمْن وامتداد إسرَائيل، وفي حوار تلفـزي سئل ليفي عَن إسرائيل فقال: إسرَائيل دَولة غَيرُ قابلةٍ للمَسَاسْ.

من الغـَريب أن ليفي يَتبَاهَى بما تحقق من خِلال تصدير الرَّبيع العربي ويرَى أنَّ الأمور سَتكون أحسنَ حالا  بعد القضاء على الأنظمة الديكتاتوريَّة

وقد سُئل عَن موقفه بَعد خرَاب ليبيَا فقـَال بأنهُ لم يَندم عَلى ذلك وأن التدخلَ كانَ أفضَل مَا تم بالفعل،كما تجدُرُ الإشارة إلى أن مَشرُوع ليفِــي التخريبي هُو جُزءٌ من استراتيجية أمريكيَّةٍ إسرَائيلية بدَعمٍ من قوَى غربية عَلى رأسها فرنسا وبريطـَانيَا يهدفُ إلى إعَادة تقسيم دُول الشرق الأوسط إلى دويلات مُتناحرة طائفيًا كمَا هُوَ الحَال مع سُوريَا التي تحولت إلى دولة مُخربّة ومُهدمة، بعدمَا كانت في أمن وأمَان.
 

وكمَا هُو الحال في ليبيَا التي انهار اقتصادُهَا وانتشرت بهَا الخلايَا الجهَاديَّة والإرهابيَّة التي تريد ليبيَا مُقسمَة مُهدمَة، فهذه ليست المرة الأولى التي يَنشرُ فيها الفوضَى فقد نشر الفوضَى في البوسنـَة وفي بَاكستـَان وفي جُورجيَا وفي غيرها من دُول العَالم وحيث ما مر الفيلسوف ليفي مهَّد للإرهاب والعصابات الإجرامية والداعشية.

ومن الغـَريب أن ليفي يَتبَاهَى بما تحقق من خِلال تصدير الرَّبيع العربي ويرَى أنَّ الأمور سَتكون أحسنَ حالا ممَّا كانـَت عليه بعد القضاء على الأنظمة الديكتاتوريَّة.

وقد أجَاب الفيلسوف ليفي حِينَ سُئل وكانَ رفقة صَديقه الفيلسوف الصهيوني (ألين فرانكل كرُوت) عن اعتراف فرنسَا والتصويت لصَالح دَولة فلسطين بأنه قرَارٌ غيرُ صَائِب وأنَّ هَذا المَوقف سَيُضعفُ فرنسَا في الساحة السّياسية الدَّولية.

نستشف من هَذا الموقف تناقضَ ليفي وعَداءه للوجُود ورفضه للتعايش بين الإسرائيليين والفلسطينيين، فأحيانـًا يدعُو إلى دولتين اثنتين يتعايشان في أمن وسلام ومن جهةٍ أخرَى لا يَعترفُ بدولة فلسطينيَّة ويرفضُ قرَار التصويت لصالحها.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.