شعار قسم مدونات

الأنبار العراقية.. كارثة تعليمية!

Iraqi policemen stand guard near dozens of men who were arrested by Iraqi forces during a military operation in northern Fallujah city, west of Iraq, 09 June 2016. Iraqi security forces detained dozens of men from the north and east of Fallujah city for interrogation on suspicion of belonging to the Islamic state group (IS) during a military operation launched a week ago to take back the city of Fallujah, located around 50 kilometers east of Baghdad in the western province of al-Anbar, from the hands of the Islamic State (IS).

الأنبار العراقية، ثلاث أعوام بلا تعليم! الأنبار تقع غرب العراق حيث المدينة الصحراوية، يشقها نهر الفرات وفيها من الخيرات تكفي بلدان كثيرة. أكبر مدنها، الرمادي والفلوجة الشهيرة والمحبوبة لدى الاشقاء العرب.

تجاور الأنبار مع ثلاث بلدان مهمة، سوريا والأردن والمملكة العربية السعودية تلقب بـ"جمجمة العراق" من حيث الموقع الجغرافي الاستراتيجي والديمغرافي، ومواقفها التاريخية، وإنجابها الكثير من القادة والمبدعين في كافة الأصعدة.

تلك المحافظة الزاخرة في العلم والعلماء في شتى المجالات على مدى العصور الماضية، لايفرح حالها الآن محبيها، تعاني في الأعوام الأخيرة كارثة من أحدى الكوارث التي تعرضت لها المحافظة منذ عام  ٢٠٠٣ إلى يومنا هذا.

‎هذه الكارثة الخفية والمؤثرة سلبا على الأجيال ‎القادمة، إن لم تكن هناك وقفة، هي التعليم، حيث خسر مئات الآلاف من أبناء مدن الأنبار بكافة المراحل من التعليم الإبتدائي والتربوي إلى التعليم العالي، 
‎سنوات تتقدم فيها دول وأمم.

حيث قال الكثير من المهتمين بواقع العلم والتعليم في المحافظة، إن الأنبارمستهدفة من جهات عدة، لجعل أجيالها ومدنها يسودها الجهل، والعودة إلى الوراء لمئات السنين، وهذا مايبدو واضحا للعيان.

الأنبار التي كانت زاخرة بالعلم والعلماء في شتى المجالات على مدى العصور الماضية، تعاني اليوم من كارثة  تعليمية.

في العراق الوضع والاهتمام مختلف، فالأشهر والسنوات تمضي دون اكتراث للعلم ولانتشار الأمية والجهل، ‎في هذا البلد الذي كان يزخر بالعلماء والكفاءات في شتى المجالات. ولا شك أن أكبر الخاسرين هم أبناء الأنبار، والشريحة الأكثر تضررا، هم الأطفال ضحايا الحرب، حيث يعيشون في المخيمات بلا تعليم حكومي، ‎الذي من المفترض أن يكون له اهتمام من أصحاب الشأن، الذين يتناسون الواقع التعليمي، ولربما يتعمدون في عدم توفير الاحتياجيات التعليمية كل طالب نازح لأجل مستقبل مدنهم والبناء يبدأ أولا في العلم.

‎لكن ذلك اقتصر على دعم الطلبة من مؤسسات خيرية خاصة تقدم العون للطلبة النازحين، وهذا لا يكفي ولا يفي بحجم الكارثة التي سوف تؤثر سلبا على مدى السنين القادمة إن لم يكن هناك حلول ناجعة ومعالجة سريعة تقضي على هذه الكارثة التعليمية في بناء المدارس وتأهيل ما تبقى منها، وتخصيص مناهج وأوقات تلائم التأخير الذي قضت في سنوات النزوح والتي تستهدف سكان محافظة كبيرة جغرافيا وسكانيا ولها تأثير ضمن بنية العراق الاجتماعية والعلمية والسياسية.

‎لذلك على المسؤولين عن الواقع التعليمي في الأنبار والمنظمات الدولية وأهمها اليونيسكو التحرك، وأتمنى من الجهات التعليمية في البلدان العربية الشقيقة أن تساهم بمساعدة قطاع التعليم في هذه المحافظة المهمة.

‎والتحرك لإنقاذ أجيال أبناء الأنبار من التجهيل المفروض عليهم، ومن سنين كانت بلا تقدم بل العودة للخلف في خطة متعمدة وممنهجة، ولا تخفى على الكثير لجعلها في مصاف المحافظات المتأخرة
حيث التعليم يوازي الغذاء والدواء لأن الشعوب  تتقدم بتعليمها عبر بناء جيل متعلم يساهم ببناء المدن وصنع مستقبل يلائم احتياجات الإنسان وحقوقة في الحياة.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.