شعار قسم مدونات

هل يتكرر سيناريو الرمادي بالموصل

An Iraqi army vehicle is seen during an operation to attack Islamic State militants in Mosul, in Qayyara, Iraq, October 22, 2016. REUTERS/Alaa Al-Marjani

أعين العالم كلها تتجه للموصل مع العديد من الأحلام و التساؤلات فالأحلام أن تكون الموصل نهاية قصة الدواعش بانتصار التحالف والعبادين والكابوس أن يتكرر ما حدث في الرمادي بعدما خرجت داعش بخرجة لم تكن في الحسبان ليزلزل معركة الموصل ويستولي على أجزاء من كركوك التي تعتبر محافظة مقدسة جدا للشيعة، ويضرب بذلك البشمركة ضربة موجعة ردا منه على مشاركتها في معركة الموصل بدل أن يحصن عرينه.

غريب هذا التنظيم كلما ظنوا أنهم قاضون عليه انفلت من بين أيديهم كالزئبق كيف و من حيث لايدري أحد، فالكل كان يظن أن الدواعش محاصرون في الموصل فكيف دخلوا كركوك، وتتسارع الأحداث وتتضارب التصريحات وتكثر التساؤلات عن مصدرهم فمنهم من يقول إنهم فروا من الموصل ومنهم من يقول إنها خلايا نائمة، و منهم من يقول إن هناك فجوات أمنية كبيرة.

وهذا الراجح والأخطاء كهذه غير مسموح بها في مواجهة تنظيم لا يرحم، والمؤسف أن العراقيين و التحالف لم يتعضوا مما جرى في معركة استعادة الرمادي فهل التاريخ يعيد نفسه و السيناريو سيتكرر و النتظيم سينتقل من الموصل إلى كركوك ؟

أفراد داعش يقاتلون بخلفية عقائدية ومن الصعب أن يفكروا في الاستسلام مما يجعل المعركة معهم مفتوحة على جميع الاحتمالات

معركة شاركت فيها عدة جبهات والآلاف من الجنود بعتاد ضخم و بتغطية جوية من التحالف الدولي لتتخلخل كل حسابات تلك المعادلة، فالهاجس المر هو تكرار أحداث سيناريو الرمادي مع تغير طفيف في شخصياته، فبدل حكومة المالكي حكومة العبادي ويبدو أن الاخير سيلقى مصير سابقه على يد نفس التنظيم.

تعاقبت الحكومات لكن التنظيم واحد فهل هذه مفارقة يجب النظر فيها؟ لا أدري، أما التساؤلات الأخرى فهي؛ هل الهدف من معركة الموصل تحرير الأرض أم تحرير الشعب؟ وهل سكان الموصل مازالوا على عقلياتهم قبل استيلاء داعش عليها و تحكيم مبادئها عليها؟ ويا ترى كيف كان تأثير داعش على أهل الموصل؟ فمن المستحيل أن لا يكون داعش وضع بصماته أن لم يكن في الكل ففي البعض وإن لم يكن على البالغين فعلى أطفالهم.

احتمالات عدة والنتيجة سنعرفها بعد نهاية المعركة إن انتهت في ظل تشابك الأحداث في ظل جهلنا لإعدادات و خطط الطرف الثاني من المعركة الموصل ألا وهو تنظيم الدولة واحتمالية رد فعل خاطفة وغير متوقعة كما هو الحال الآن في كركوك فمن المستحيل أن لا يكون هو الآخر أعد عتاده لمواجهة العبادي وهذا ما استخف به الأخير والتحالف انهم في مواجهة تنظيم متغير السياسة.

فمعظم أفراده هدفهم "الشهادة" في ساحات المعركة خاصة الأجانب منهم لأنهم في الأصل تاركين لدنياهم  ولأهلهم و كل شيء من أجل مبادىء عقائدية يؤمنون بها، فلا هم لهم في هذه الدنيا سوى إنشاء دولة الخلافة كما يظنون، وهذا النوع من المقاتلين من الصعب أن يفكروا في الاستسلام و سيواصلون لتحقيق هدفهم إلى آخر نبض. والخلاصة أن هذه المعركة مفتوحة على جميع الاحتمالات.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.