شعار قسم مدونات

اللي تشريه بالرز.. يبيعك بالفول!

blogs - sisi - sleep
هكذا صرح الأمير السعودي نايف بن فواز الشعلان خلال حديثه في أحد البرامج التليفزيونية على فضائية شبكة المجد السعودية، وهكذا أصبحت صورة انقلابيي مصر في نظر ولاة أمر نعمتهم الخليجيين وخاصة السعوديين، عقب تصويت مندوب مصر لصالح مشروع القرار الروسي بشأن حلب في جلسة طارئة بمجلس الأمن الدولي يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2016، حيث استخدمت روسيا الفيتو لإفشال مشروع قرار إسباني فرنسي مشترك يتضمن إيقافاً فورياً للضربات الجوية وطلعات الطائرات الحربية فوق مدينة حلب السورية، ودعوة إلى هدنة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى مختلف المناطق في سوريا.
لم يلق المشروع الروسي تأييداً إلا من مصر وثلاث دول أخرى فقط هي روسيا والصين وفنزويلا من أصل خمس عشرة دولة.. ووصف المندوب السعودي في الأمم المتحدة عبد الله المعلمي التصويت المصري "بالمؤلم"، وقال إن موقف السنغال وماليزيا في مجلس الأمن أقرب إلى الموقف التوافقي العربي من موقف مصر.

يتسائل الشرفاء في مصر: هل يليق بهذا البلد العريق أن ينحدر حكامه إلى مستوى الشحاذة والتسول، بل اللؤم ونكران الجميل مع من أحسن إليهم؟!

في المقابل تباهى الأمير نايف بدور تركيا الذي أنصف السعودية ضد قانون "جاستا" وهو مشروع قانون معلق في كونغرس الولايات المتحدة يضيق المفهوم القانوني للحصانة السياسية عبر تعديل قانوني لحصانات السيادة الأجنبية وقانون مكافحة الإرهاب.

وقد مُرر مشروع القانون من قبل مجلس الشيوخ دون معارضة في مايو 2016، وفي سبتمبر 2016 مُرر كذلك بالإجماع من مجلس النواب. ورغم أن القانون لا يذكر هجمات 11 أيلول/سبتمبر أو المملكة العربية السعودية، إلا أنه سيسمح ضمنياً بإجراء دعاوى قضائية ضد المملكة من قبل ضحايا 11 أيلول وأسرهم.. وفي هذا السياق ذكر الأمير أن الفرق بين الدور التركي والدور المصري تجاه المملكة هو قواسم الدين والتاريخ والأمة بين السعودية وتركيا، أما بالنسبة لمصر فقال حرفياً "اللي تشريه بالرز يبيعك بالفول".
 
يتسائل الشرفاء في مصر: هل يليق بهذا البلد العريق أن ينحدر حكامه إلى مستوى الشحاذة والتسول، بل اللؤم ونكران الجميل مع من أحسن إليهم؟!.. وبعد فضائح التسول المتتالية للفرعون الأكبر "بلحة" الذي أساء إلى قيمة مصر وتاريخها مثل "صبح على مصر بجنية" و"لو ينفع أتباع لأتباع"، ومطالبته المواطنين بالتبرع "بالفكه" والحالة المزرية التي أثقلت كاهل المواطنين المنهكين أصلاً بسبب رفع الدعم عن السلع وزيادة الضرائب وأسعار الخدمات وغلاء المعيشة في كافة مناحيها!
يتضح أن تصرفات فراعنة الانقلاب وسلوكياتهم تستنسخ في أنفسهم شخصيات فتوات الحارة في رواية الحرافيش لنجيب محفوظ الذين لا يهمهم إلا الحصول على الأموال والإتاوات من دماء وعرق "سكًان الحارة" بشتى الطرق. وأيضاً على "الرز" من الحارات المجاورة.. بل إن بلحة وحاشيته صاروا مرتزقة يقتاتون على فتات صفقات المصالح الرخيصة في إطار المساومات السياسية في المنطقة العربية، هذه المرة على بقايا أجساد أطفال سوريا الذين أكلهم جحيم بشار الأسد والروس. والثمن كسب حلفاء إقليمين ودوليين لكي يبقى كرسي "فتوة الحارة" المهدد أصلاً في مقابل التضحية بشيء من "الرز".
من غباء النظام الانقلابي المصري محاولته المتملقة تقوية شوكة نظيره في سوريا -من خلال دعم قرار روسيا المتحالفة مع بشار الأسد- فالنتيجة إذن اصطدمه أولاً بالرأي العام ليس العربي فقط بل الإنساني أيضاً عالمياً.. وثانياً بمصالح الدول العربية وخاصة المملكة السعودية في إطار تصديها للتمدد الفارسي في سوريا والمنطقة العربية بصفة عامة.
فكان أول رد فعل من جانب المملكة السعودية هو إيقاف شركة النفط السعودية "أرامكو" شحناتها الشهرية إلى مصر، أي حوالي 70 ألف طن من النفط المكرر، ومعظمه يستخدم وقوداً للسيارات، الذي كان من المفترض أن يكون جزءً من صفقة بقيمة 25 مليون دولار بين القاهرة والرياض.
فشمّر "المطبلاتيه" أي أهل الطبل والزمر، أبواق الإعلام المصري المأجور عن سواعدهم لينالوا اليوم من أولياء النعمة الذين أغدقوا عليهم العطايا بالأمس القريب في مرحلة كسر شوكة الإخوان والتيارات المعادية للانقلاب خلال الأعوام الثلاثة الماضية.
إن الأقنعة التي كان يخفي الانقلابيون وجوههم الحقيقية ورائها بدأت في التساقط شيئاً فشيئاً، فهل سيعض السعوديون أصابعهم ندماً على المليارات التي أهدروها على حلفائهم المزيفين؟! ولو نضب ذاك المعين الذي كان معبئاً "بالرز" فهل سيبحث "بلحة" ورفاقه عن ولاة أمر آخرين لنعمتهم أو عن "رز" جديد وإن كان هذه المرة "روسياً أو فارسياً"؟!

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.