شعار قسم مدونات

هاجس معركة دابق

blogs-تركيا

تعتبر ناحية أخترين الاستراتيجية شمال حلب مركزاً للعمليات العسكرية في حال عزمت قوات درع الفرات التوجه نحو مدينة الباب، باعتبارها نقطة تقاطع للمواصلات، وطرق الإمداد بين القرى الواصلة للباب ونظيرتها الواصلة لأعزاز ومارع.
 

ويبدو واضحاً أن تقدم فصائل الجيش الحر المدعومة من تركيا، يتجه للتوسع نحو العمق جنوب الراعي، مع التوسع نحو الشرق والغرب خلال التقدم، وذلك لتأمين المناطق التي تتم السيطرة عليها، لكن السيطرة على مدينة الباب تحتاج دخول الفصائل لناحية أخترين، وفي حال تمت السيطرة عليها فسيكون تنظيم داعش محاطاً من ثلاثة أطراف ضمن جيب تتوسطه بلدة دابق ذات البعد التاريخي والسياسي بالنسبة لمنطلقات التنظيم الأيديولوجية.
 

ولدى السيطرة على أخترين، ستكون قوات درع الفرات أمام خيارين، إما السيطرة على جيب دابق العسكري، وبالتالي كسر أسطورة التنظيم الإعلامية، وسيترتب على هذا الأمر انعكاسات كبيرة على المستوى العسكري للتنظيم، أو الاستمرار نحو العمق والتوجه نحو الباب، غير أن هذا السيناريو يبقى مستبعداً، كونه يسمح للتنظيم في مرحلة من المراحل بتجميع قواه في المنطقة الممتدة بمحيط دابق، ليشن هجوماً كبيراً يمكن أن يؤدي إلى استعادة العديد من المناطق التي خسرها، لذا فإن فصائل الجيش الحر ستكون مضطرة للسيطرة على جيب دابق، وربما ستكون هذه المرحلة من العمليات العسكرية هي الأصعب.
 

يمكن ملاحظة أهمية منطقة دابق ومحيطها بالنسبة للتنظيم من خلال العمليات العسكرية التي شنها على مدار السنة الفائتة فيها ضد فصائل الجيش الحر

والظاهر أن تركيا تدرك أهمية المعركة القادمة للسيطرة على جيب دابق، حيث قامت بإرسال قوة برية مكونة من 1000 عسكري من قوات النخبة لديها بمدرعاتهم ودفاعاتهم الجوية، ترافق ذلك مع قيام فصائل الجيش المتواجدة في مدينتي مارع وأعزاز بزيادة التعزيزات العسكرية على جبهات القتال.
 

يمكن ملاحظة أهمية منطقة دابق ومحيطها بالنسبة للتنظيم من خلال العمليات العسكرية التي شنها على مدار السنة الفائتة فيها ضد فصائل الجيش الحر، والتي منعها من التقدم فيها، بل حتى قام باقتحام معاقلهم في كلجبرين وكفر كلبين، قبيل أن ينسحب منهم وللسيطرة على دابق، تحتاج قوات درع الفرات التقدم للسيطرة على مدينة صوران من جهة الشريط الحدودي، لذا يمكن الاعتقاد أن التنظيم سيقوم بحشد قوة كبيرة له في هذه المنطقة لمنع سقوطها.
 

وجهة نظر التنظيم لمعركة دابق:
إن تم الاستناد على روايات التنظيم وحشوده العسكرية التي أرسلها للمنطقة وفقاً لما نشرته مجلة دابق في إحدى أعدادها، فيمكن القول إن المعركة في جيب دابق ستكون كبيرة وسيقاتل فيها عناصر داعش لآخر رمق، وتنطلق أهمية المنطقة من الحديث الشريف الذي يستدل التنظيم به "لا تقوم الساعة حتى تنزل الروم بالأعماق أو بدابِقَ..".
 

ومنذ اندلاع معركة كوباني التي أسماها التنظيم بمعركة "عين الإسلام"، هذه المدينة التي تعتبر امتداداً لمروج دابق، بدأ التنظيم بالترويج بأن 80 دولة "صليبية" ستقاتله في وقت قريب بمعركة في دابق، وكانت حسابات عديدة للتنظيم تنشر الاقتباس التالي "الآن وصل العدد في سوريا والعراق 62 دولة وبقي 18 دولة والموعد دابق"، في إشارة إلى قوات التحالف الدولي.
 

أما في هذا التوقيت الذي أصبحت فيه معركة دابق على الأبواب، سيكون التنظيم أمام مواجهة حاسمة له، فإما تندلع المعركة بقيادة درع الفرات وتنكسر المزاعم التي يشير إليها عبر إعلامه بأنه هو المقصود مما جاء في الحديث الشريف، أو يحاول التنظيم الدفع بقوة عسكرية كبيرة له من أجل تحقيق النبوءة، بحيث يشارك التحالف الدولي ودولاً أخرى في المعركة. وبناءً عليه لا يمكن توقع نتائج المعركة في الفترة القادمة. يبدو أن الجميع سيكون في حالة من الترقب.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.