شعار قسم مدونات

المرأة الأفريقية.. جناح الحرية

blogs - women

عايشتُ كل شيء، عايشتُ السلم والحرب، حملتُ السلاح دفاعا عن حقلي وانتقاما لابني المغدور به. حملت السلاح دفاعا عن الخبز والكرامة.
 

استغل الأجنبي جهل مجتمعي وتخبط سياسته ليعطي لنفسه حق التدخل فيما لا يخصه، قرأ صفحات من تاريخي فعقد العزم على انتهاك حرمة وطن في سباته.
 

تسلل من ثغرة الإصلاح ورَدِّ الاعتبار للمرأة وتمكينها، ليَظْفَرَ بما لذ وطاب من ثروات البلد، كأننا لم نكتفي بعد من استعمار التخلف الذكوري والسلطوي لينضاف حِمْلُ كفاح الأرض فيعطل سيرورة تقدمنا الإنساني.
 

المرأة الإفريقية يا سادة نهر يجري في صحراء التخلف القاحلة، مُسْتَعْمَرَة الإرادة والوطن، ثمارها مطمع القريب والدخيل، صوتها عورة، خروجها للعمل هو السبب الرئيسي في البطالة، حملها لكتاب مؤشر لخطر محدق، ووعيها أكبر مصيبة، عدم لهفتها على الزواج مرض نفسي يستدعي علاجه، دراساتها العليا ترف هي في غنى عنه، وسفرها خارج البلاد غير مقبول.
والحل؟
 

الحل هو زواجها من أربعيني يكبرها بعقدين، يغتصب أحلامها ويسكن ثورة تهدد سلطة التخلف في المجتمع.. دعونا نعطل محرك أفكارها بزفاف بهيج وأقمشة حريرة زاهية ألوانها، بتحضير مائدة يومية طويلة عريضة، بإنجاب أطفال لا تدري كيفية التعامل معهم، وبآلاف الطلبات دون مد يد المساعدة.
 

غُصِصْتُ وأنا للغَضْبِ الثائر داخلي ممسكة

غُصِصْتُ وأنا من دون جدوى أَحْدِبُ عنكم متغاضية

غُصِصْتُ وأنا كل صباح لصهيل جوادي مهدئة

لنغرقها في دوامة مسؤوليات لا تنتهي، لتنسى الكتب والمناصب والطموحات، لتنسى كل التفاهات فمكانها المثالي هو المطبخ، ولتكن المتنفس الذي نصرخ في وجهه حين يوبخنا المدير الأوروبي في العمل، وحين نستشعر الفشل والضعف الساكن فينا.
 

أنا المرأة الإفريقية، حليفة الرجل والمرأة الواعيين، لي صوت، ولا أنتظر من المنظمات الغربية عقد جلسات تثرثر باسمي وتجعل قضيتي مكسبا ماديا، لا تجعلوني ذريعة لتدخلاتكم، لا أريد تبرعات أو مزادات خيالية لا يصل منها سوى الفتات، لا أحتاج للشفقة، فكما تمكنت من المساهمة في الاستقلال وطردكم من ديارنا قادرة على إيجاد الترياق المناسب للجهل والاضطهاد في شعوبنا حسب معاييري لا معاييركم.. بإمكاني إيقاف سرطان الاستعمار هذا دون توجيه من أحد، بل واقتلاعه من جذوره.
 

استعمار يراني القديسة والعار متى يحلو له، استعمار حمل صورة الدين مقلوبة ليقفل علي كل الأبواب فيضمن هيمنته بإخضاعي لقوانينه الوهمية.
 

أقول أن للإفريقية كيان يصارع الظلم، إرادة عنيدة ووعي بحقها الذي لن تتخلى عنه.. لن تتمكن من الإفريقية؛ فصدى صوتها يصل للصحراء وأعالي الجبال، تنشده الطيور وتحمله متاعا في كل البقاع. وتراتيلها تنادي في بزوغ الفجر..
 

غُصِصْتُ وأنا بدور الغشيم لإتقانه جاهدة
غُصِصْتُ وأنا لعينان تبصرانِ النورَ أُلبسها الغاشية
 

غُصِصْتُ وأنا للغَضْبِ الثائر داخلي ممسكة
غُصِصْتُ وأنا من دون جدوى أَحْدِبُ عنكم متغاضية
غُصِصْتُ وأنا كل صباح لصهيل جوادي مهدئة
 

حَلَّتِ البُكْرَةُ واللسان المعتقل تحرر
لا الجَعَالَةُ بباقات الجُلَّنار تَجْذِلُني
ولا أجْدَل السواعد يجذبني
 

للجحيم أنتم فالفَرَس قد أجْدَم
وكل شيء في الدواخل قد زمجر
حررت صهيل الجواد وها هو ذا يثأر
والصقر الحر يرسم طريقه في الأعالي يتألق

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.