اليوم إما الاختيار ما بين صفحات التاريخ السوداء، أو بياض ونور صفحات هذا التاريخ بقول كلمة الحق، وإن كانت هذه الكلمة قد تهدم ما سبق بناؤه، أو في صف أحد خصومه. |
وأذكر السعودية وتركيا بالتحديد دون غيرهم؛ لأن البعض يعتقد بأن النقد الموجه للسيسي اليوم هو بسبب؛ إنتماء الناقدين لجماعة "الإخوان المسلمين"، إلا أن ذلك غير صحيح، فالسعودية تصنف هذه الجماعة في بلادها كجماعة إرهابية، على عكس تركيا التي أيضا ليست عربية، ومع ذلك أقرب للعرب والمسلمين في القضايا العربية من بعض الدول العربية.
على الداعمين للسيسي من إعلاميين الآن التوقف عن هذا الدعم، وإلا كانوا داعمين لبشار الجزار، كدعم من يدعمونه لدعم من يدعم بشار، وهذه سلسلة دموية لا يريد أي إنسان أن يكون أحد حلقاتها، اليوم لا توجد منطقة رمادية يبقى فيها أحد، اليوم إما الإختيار ما بين صفحات التاريخ السوداء، أو بياض ونور صفحات هذا التاريخ، بقول كلمة الحق، وإن كانت هذه الكلمة قد تهدم ما سبق له بناؤه، أو تكون في صف أحد خصومه.
وفي الختام أحب أن أذكر كافة الزملاء الإعلاميين بقول الله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)).. كونوا عادلين في نقدكم كما كنتم عادلين في دعمكم، وأقول هذا الكلام؛ لأن كبار الكتاب والمثقفين اليوم صامتون في موقف حياد من تصويت مصر لصالح الروسي، وللأسف إن قلت قد برر البعض هذا التصويت؛ وهذا فقط خوف من قول الحقيقة، وخوف من أن يقال لهم في حالة قالوا الحق بأنه ينتمون لجماعة "الإخوان المسلمين" الجماعة التي ينتقدونها، والتي هي من أشد الناقدين لمصر – السيسي-.
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.