الماضِي يشهدُ أنّنا لما حكّمنا الدينَ فينا حكَمنا العالَمَ وتقدّمنا على الجميع، فليسَ الدينُ مشكلة، وليست العلمانيةُ حلًّا، وليسَ هذا كلامًا عاطفيًّا، لكنّهُ الحقيقةُ الناطقة تتكلّمُ فتنفي وتثبِت
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
يُصرُّ العلمانيُّ على أنّ رفضَ تدخلِ الدينِ في شؤونِ الحياةِ لا يتنافى معَ الدين،ويريدُ أن يقنعَ الناسَ بذلكَ انطلاقًا من الدينِ نفسِه، واقعًا في سلسلةٍ لا حدَّ لها من التناقُضات.
يصعبُ أن ينكرَ أحدٌ مِن دارسِي التاريخِ سلوكَ المشروعِ العلمانيِّ سبيلَ العنفِ في فرضِ نفسهِ ابتداءً، فلم تكُن العلمانيّةُ حينَ فرضَت نفسَها على المجتمعاتِ الغربيّةِ وليدةَ إرادةٍ شعبيّةٍ كاملةٍ
تطوّرت دلالاتُ المصطلحِ، لتعبّرَ عن فلسفةٍ وفكرٍ ومشروعٍ واضحِ المعالِم، يعظّمُ الإنسانَ ويجعلُهُ مدارَ الكونِ وصاحبَ الأمرِ والنهيِ فيهِ، ويقدّمُ للعالَمِ تفسيرًا ماديًّا بحتًا لا يرتبط بالوحيِ أو الدين.