تعيش الدول المجاورة للسودان واحدة من أضخم الأزمات الإنسانية، ووفقا للأمم المتحدة، فإن الاشتباكات المسلحة في السودان مسؤولة عن “أكبر عدد من النازحين في العالم”.
تدفق المحتوى
مباني مدمرة ومهجورة وشوارع خالية من ساكنيها وأسواق ومحال محترقة ومنهوبة وروائح الجثث الكريهة تنبعث من الأزقة والمنازل، هذه حال العاصمة السودانية الخرطوم التي فقدت بريقها بعد عام من الحرب المستعرة.
يضع مراقبون سودانيون إعلان النيابة العامة بالبلاد تتبع قادة مدنيين وأحزاب في إطار الصراع السياسي والتشفي ممن قادوا الثورة التي أطاحت بالنظام السابق لإفراغ الفضاء السياسي من أي قوى ديمقراطية وثورية.
بعد أشهر من الحياد اتخذت حركات سودانية مسلحة موقفا من الحرب واختارت القتال إلى جانب الجيش، ويرى محللون أن “تمرد قوات الدعم السريع وارتكابها انتهاكات فظيعة” منحا الحركات مبررا لإعلان مساندة الجيش.
وفقا لشهادات حصلت عليها الجزيرة نت من عائدين إلى أم درمان القديمة لتفقد منازلهم بعد سيطرة الجيش، فإن تراكم الجثث وتزايد الكلاب والقطط الضالة أدى لوضع بيئي كارثي تتعذر معه الحياة بشكل طبيعي.
يروي عدد من السودانيين للجزيرة نت كيف دمرت الحرب المستمرة حياتهم، فأخرجتهم من بيوتهم وجعلتهم يستقبلون شهر رمضان على غير عادتهم نازحين في مراكز الإيواء، دون طعام ومياه وموائد إفطار ورعاية صحية.
بينما يواجه تحالف القوى المدنية “تقدم” اتهامات بانحيازه لقوات الدعم السريع، قدم حزب الأمة رؤيته للتحالف عارضا إيجابياته وسلبياته، مما جعل الحزب متهما بانعكاس خلافاته الداخلية على موقفه من التحالف.
كغيره من القطاعات الاقتصادية المهمة، تأثر القطاع الزراعي في السودان بتداعيات الحرب التي تدور منذ 11 شهرا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
كشف بعض السودانيين، للجزيرة نت، مخاطر طريق تهريبهم إلى مصر للفرار من ويلات الحرب الدائرة في بلادهم بدءا بتكاليف العملية المرتفعة ومعاملة المهربين القاسية وصولا إلى أوضاعهم المادية المتردية في مصر.
رغم اعتبارها جريمة حرب، وفق القانون الدولي الإنساني، فإن ذلك لم يمنع قوات الدعم السريع من ارتكاب جرائم عنف جنسي مروعة بحق نساء السودان وفق شهادات عدد منهن ونقلا عن منظمات حقوقية.
