من سمات الحياة العامة في السودان عدم الاكتراث واللامبالاة ولذلك يدفع الشعب السوداني فاتورة هذا التهاون، وقد أجبرت الحرب ملايين السودانيين على النزوح بعيدًا، وهو أمر لا ينفصل على تفاصيل المؤامرة.
عزمي عبد الرازق
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
لعل من المؤسف القول؛ إن الحرب نقلت السودان نقلة خطيرة، من رصيف الدول النامية إلى غرفة الإنعاش، وأصبح اليوم كما لو أنه رجل أفريقيا المريض، دون مبالغة في الوصف، بعد أن كان مرشحًا ليكون سلّة غذاء العالم.
التطورات التي صاحبت السياسة الخارجية الأميركية تجاه السودان مؤخرًا كانت لافتة للعيان منها الاستقالة المفاجئة لغودفري وتعيين دانيال روبنشتاين بديلًا له، ثم تعيين توم بيرييلو مبعوثًا خاصًا بشأن السودان.
بالرغم من أن السودان يعاني من سوء خدمات الاتصالات، وعدم توفر الإنترنت، بصورة جيدة، خارج المدن الرئيسية، فضلًا عن تدمير البنية التحتية للاتصالات،فإن جهاز الاتصالات، حظر استخدام “ستار لينك”.
بدأت خطة التهجير بقصف محطات المياه والكهرباء والمستشفيات، ونهب مخازن الغلال، وضرب حصار على الأحياء السكنية في الخرطوم، فأصبحت الدانات والصواريخ تتساقط داخل المنازل كالحُمم البركانية.
بدأت إثيوبيا تُهدد الأمن والسلم الأفريقي، دون أن تخشى تبعات ذلك، فهي تدعم تمرد مليشيا الدعم السريع في وقتٍ أيضًا أصر فيه آبي أحمد على استكمال كافة مراحل بناء سد النهضة وأضر بمصالح مصر والسودان.
تعيش ود مدني منذ أيام، حالة من الهلع والنزوح وجرائم القتل والاغتصاب، وسط صدمة كبيرة إزاء انسحاب الجيش السوداني منها، وتركها نهبًا للجنجويد، ما تسبب في تصدع جدار الثقة بين قيادة الجيش وحاضنتها الشعبية.
تشير بعض القراءات إلى أن الحرب سوف تنتهي بالطريقة نفسها التي بدأت بها، على نحوٍ مفاجئ وبلا استئذان، لاسيما أن الجانب الاستخباراتي في هذه الحرب يطغى على الجوانب الأخرى.
ولعل أخطر ما في هذه الحرب، أنها أخذت الجميع على حين غِرة، والآن بدأت تتكشف دوافعها، أو بالضرورة الجهات التي تقف خلفها، والأسباب الخفية وراء القتال