التحرك الأميركي السريع جاء على ما يبدو كمحاولة تستهدف طمأنة حلفائها من عناصر وحدات حماية الشعب، وحزب العمال الكردستاني، وإزالة مخاوفهم جراء الاتفاق الإستراتيجي التركي – العراقي.
صالحة علام
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
تسعى تركيا من وراء اتخاذ هذا القرار إلى استغلال حالة القلق والتوتر الذي يعيشه العالم حاليًا، وتوظيف هذه المرحلة لترتيب أولوياتها وفق مصالحها الوطنية، بما يسمح لها بتحقيق عدة أهداف إستراتيجية وعسكرية.
الموقف التركي المفاجئ واتساع تداوله بهذه الصورة، يؤكد أن المستهدف منه في المقام الأول هو الرأي العام التركي، وتحديدًا القاعدة الشعبية لحزب العدالة والتنمية الحاكم.
سبب حالة الدهشة من نتائج الرفاه من جديد كإحدى أبرز المفاجآت التي لم تكن متوقعة، أن الرهان دائمًا ما كان ينصبّ على حزبي المستقبل برئاسة أحمد داود أوغلو، والتقدم والديمقراطية برئاسة علي باباجان.
مواقف صعبة وأزمة سياسية حقيقية يواجهها حزب الشعب الجمهوري في وقت حرج للغاية قد تلقي بظلالها على نتائجه في الانتخابات المحلية، مما قد يعرضه لخسارة تاريخية.
تجاهل الإعلام العلماني واليساري، وعزوفه عن المشاركة في إحياء ذكرى انتصار معركة جناق قلعة، يعود على الأغلب إلى سبب وحيد، ألا وهو أن معظم جنود الفرقة التاسعة عشرة التي كان يقودها أتاتورك كانوا من العرب.
بينما أعلن الأميركيون أن علاقات بلادهم مع قوات سوريا الديمقراطية تأتي في إطار التحالف الدولي ضد الإرهاب شددت تركيا على ضرورة فك هذا الارتباط الذي يعد أحد أهم أسباب تراجع العلاقات التركية – الأميركية.
وقع الانقلاب العسكري في الثامن والعشرين من شهر فبراير/ شباط، بالتواطؤ مع القصر الجمهوري ضد الحكومة الائتلافية التي شكلها حزب الرفاه بزعامة نجم الدين أربكان، وحزب الطريق القويم برئاسة تانسو تشيلر.
من العوامل التي من شأنها تشجيع تركيا على المضي قدمًا في طريق المصالحة مع النظام السوري وتجاهل مشروع القانون الأميركي الجديد، هو تعاطي الإدارة الأميركية نفسها مع الملف السوري على الأرض.
خطوة المصالحة التركية مع القاهرة والسعي لتحسين علاقاتها معها ليست الأولى التي تخطوها أنقرة لإنهاء خلافاتها الإقليمية، وتحسين علاقاتها السياسية،فقد سبق لها استعادة علاقاتها مع المملكة العربية السعودية.