في حين خسرت فرنسا نفوذها العسكري والسياسي في دول الساحل الأفريقي، و”تقطعت السبل” بالقوات الأميركية في النيجر بانتظار رحيلها، يتزايد النفوذ الروسي والصيني، وهذا نقطة فارقة في صراع النفوذ.
زهير حمداني
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
بين إيران وإسرائيل “واحدة بواحدة”.. هل الآتي أعظم؟
غادرت طهرن، التي احترفت سياسة اللعب على حافة الهاوية وقياس خطواتها جيدا، سياسة الصبر الإستراتيجي على إسرائيل بشكل مضبوط ومحسوب، وأسست بهجومها معادلة صراع جديدة.
تبدو إيران محكومة بخيار الرد مدفوعة بحجم الضربة التي تلقتها وبقوة أوراقها في المنطقة، لكن حسابات الرد تبقى قيد الدرس، فيما يحبس العالم أنفاسه تحسبا من مواجهة لا يعرف مداها ولن تكون كسابقاتها.
ليست “باليرمو” قرطبة أو غرناطة، تبدو مدينة جميلة تضج بالحركة وهي تسترخي بين الجبال في حضن البحر المتوسط، جعلتها أحكام الجغرافيا قبل قرون وجهة لسفن الفاتحين الجنوبيين،كما جعلتها وجهة لقوارب المهاجرين.
بسوابق التاريخ، لا يصعب فهم القرار الإسرائيلي بإغلاق مكتب قناة الجزيرة، فقد كانت هناك مؤشرات لهذا القرار الذي يتزامن مع حدة الارتباك العسكري والسياسي بقيادة بنيامين نتنياهو وأزماته ومعاركه ضد الجميع.
طوال شهر أبريل/نيسان عام 1954، كانت فرنسا تعيش مأزقا حقيقيا في معركة ديان بيان فو شمالي فيتنام، فكرت واشنطن بالخيار النووي لإنقاذ حليفتها، سقط ذلك الخيار لاحقا وسقط معه النفوذ الفرنسي بالهند الصينية.
فلاديمير بوتين "رئيس الضرورة" الذي خرج من شروخ البيريسترويكا
مهما يكن الخلاف حول شخصية بوتين ونوازعه النفسية وسياساته وما قد يحصل بروسيا مستقبلا، سيظل لاعب الجودو المسكون بهواجس القياصرة العظام والحامل للزر النووي لسنوات عديدة قادمة عبئا ثقيلا على صدر الغرب.
تحت هاجس الصعود المحتمل لليمين المتطرف بانتخابات البرلمان الأوروبي في يونيو/حزيران 2024، اتجه الاتحاد الأوروبي لإقرار قوانين هجرة ولجوء أشد صرامة وانتهاج إجراءات غلّبت الأبعاد السياسية على الإنسانية.
"النقطة الساخنة" في لامبيدوزا.. عنوان أزمة الهجرة الأوروبية
لا تبدو “النقطة الساخنة” نشازا في جزيرة لامبيدوزا، فهما صنوان بالنسبة لكل من عبر أو يفكر في العبور عبر الجزيرة، فقد انزرعت هذه النقطة بالجزيرة منذ أكثر من عقدين، فباتت عنوانا لأزمة الحدود الأوروبية.
الطريق إلى لامبيدوزا.. جزيرة المحنة والمآسي والأمل
تبدو لامبيدوزا أصغر من أن تُكتنف من أجلها كل هذه المشاق، لا تلفتك بخضرتها أو مبانيها العالية ولا بأضوائها الخافتة، هي فقط نقطة مفصلية بمسارات الهجرة غير النظامية، تختصر آثام العالم وتناقضاته وأسواره.