تكرر مشهد انكفاء القبائل عن دعمها لقوات الدعم السريع بعد التغيرات التي شهدتها الحرب على مدار عام، حيث يرى زعماؤها أنها تحولت من كونها سياسية إلى وضع يهدد القبائل ومصالح أفرادها.
تدفق المحتوى
ترى أطراف سودانية أن قوات الدعم السريع تتجه نحو فصل دارفور لإعلان حكومة أمر واقع بعد فشل الاستيلاء على السلطة في الخرطوم، وتستبعد أخرى ذلك وتعتقد أن هذه القوات تستخدم دارفور ورقة مساومة سياسية.
اختلف المراقبون حول دلالات تبديل منصب وزير الخارجية السوداني في مثل هذا الوقت، إذ عده البعض محاولة من البرهان لتحسين ظروف الحكومة المكلفة، في حين شكك آخرون بملاءمة الوزير الجديد لمنصبه.
مع انعدام أي أفق لحل سياسي بعد عام من الحرب في السودان، يُرجع مراقبون تصاعد الانقسام وحدة الاستقطاب السياسي بين أطراف الصراع إلى التشظي المستمر قبل الحرب وتغليب المصالح الشخصية على الوطنية.
يرسم مفكرون ومحللون سياسيون صورة قاتمة لمستقبل السودان بعد عام من اندلاع الحرب بين قوات الجيش والدعم السريع، ويعتقدون أن لا مؤشرات على أن الحرب ستتوقف قريبا، وكلما استمرت تعقدت الأزمة وتداعياتها.
بعد عام من القتال الذي اندلع في العاصمة السودانية الخرطوم، غاب الحسم العسكري وتوسع نطاق المواجهات بين الجيش وقوات الدعم السريع، وتضاعف عدد النازحين واللاجئين وساءت الأوضاع الإنسانية والاقتصادية.
تواجه قوات الدعم السريع اتهامات باستخدام قوات مرتزقة أجنبية في حربها ضد الجيش السوداني، لكنها تتهم بدورها الجيش بالتعاون مع إيران وأوكرانيا، الذي يفسره على أنها علاقات عسكرية كانت موجودة قبل الحرب.
يرى مراقبون أن واشنطن لا تزال تدرس تبني خريطة طريق جديدة في التعامل مع الأزمة السودانية، وأنها تتبنى حاليا منهج الانفتاح على كل القوى السياسية بمن فيهم الإسلاميون لتقديم رؤية شاملة يمكن البناء عليها.
خلّف إعلان الجيش السوداني عدم تسليم السلطة دون انتخابات انقساما، فبينما رأى البعض أنه يقصد الإشراف على المرحلة الانتقالية بعد الحرب، عدّه معارضون سعي الجيش لترسيخ سلطة عسكرية استبدادية وليست مدنية.
يبدو أن المشهد في السودان يرنو نحو التغيير، خلال الأسابيع الأخيرة بعد التقدم الذي أحرزه الجيش على حساب الدعم السريع، وهو ما فسره مراقبون بدعم المعارضة الشعبية للجيش ومساندته.
