هل تحويل فلسطين رمزا لكل حركة “تحرر” أو احتجاج عالمية هو استعارة تخدم النضال الفلسطيني أم أنها ديناميكية خطيرة من شأنها أن تتسبب في أضرار هيكلية على القضية الفلسطينية؟
أمل بوشارب
روائية ومترجمة جزائرية، مقيمة في إيطاليا
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
رغم أهمية ديوان “لماذا تركت الحصان وحيدا؟” في التجربة الإبداعية لمحمود درويش فإن التركيز النقدي وتوجيه الاهتمام الشعبي في إيطاليا لشعره ينصبّ على نصوصه ذات المضامين الحداثية الصرفة.
يقع كتاب “غزة: أرواح لا تُقهر.. عشر جذواتٍ من نور في حلكة الإبادة” الصادر في ميلانو (2024) للكاتبة حنين صوفان، على تخوم الصحافة السردية، موظفا السرد الروائي لصياغة قصص غير خيالية.
توظيف تقنيات “الشو” في سَوق أخبار الحروب والجرائم بدأ بإثارة حفيظة المتلقي الغربي في السنوات الأخيرة، ويرى الشاعر والأكاديمي الإيطالي باولو فاليزيو أن “عكس الحقيقة ليس الكذب وإنما السردية”.
يسخر المفكر الإيطالي فرانكو كارديني من الصحفيين الإيطاليين الذين شحذوا أقلامهم منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة “لإقناع جمهورٍ يعوزه الفكر النقدي بأن حماس تمثل الشر” في هذا العالم.
هز العدوان الوحشي على غزة سرديات ثقافية راسخة غدت مؤخرا محل تشكك ليس من طرف عدد كبير من المثقفين العرب الذين خبا افتتانهم بفلسفة الأنوار الأوروبية، بل انسحب إلى مثقفي الغرب أنفسهم.
توصف الكاتبة والمترجمة رومانا روبيو، رئيسة تحرير النسخة الإيطالية من “بالستاين كرونيكل”، بكونها أهم صحفية مختصة بالشأن الفلسطيني في إيطاليا على الإطلاق، وأشدهم حرصا على الالتزام بالسردية الفلسطينية.
“ليس إماما ولكن يتمتع بتأثير كبير بين مسلمي إيطاليا” هكذا يوصف الكاتب والصحفي الإيطالي دافيدي بيكاردو الذي يتبنى وجهة نظر غير سائدة تجاه قضية فلسطين والعلاقة بين العالمين العربي والأوروبي.
كاتب وصحفي إيطالي لا يخشى السباحة ضد التيار، نائب مدير يومية “لافيريتا” اليمينية، وصاحب برامج تلفزيونية وإذاعية عدة ويرى أن ما يجمع المجتمعات الإسلامية باليمين أكثر مما يجمعها باليسار.
في الوقت الذي يجري فيه فرض رقابة على صوت الشعوب وفنونها، يصبح السؤال الحقيقي هنا ليس إن كانت حماس هي التي تمثل الشعب الفلسطيني أم لا، بل هل يمثل المثقفون الذين يقفون ضدها ثقافة شعوبهم؟