رغم تواضع الأداء المقاوم فيها حتى الآن، تبقى الضفة الغربية ساحة فارقة في تحديد مآلات الحرب على غزة بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول، فالتوازن في الصراع، يبقى مرهونًا بمستوى انخراطها فيه.
د. أحمد أبو الهيجاء
باحث في علم الاجتماع السياسي والحركات الاجتماعية
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
فهِمَ المجتمع الصهيوني تمامًا أنَ معركة “طوفان الأقصى” هي نقطة اللاعودة في هذه العلاقة، مدركًا دلالاتها، فهو أولًا وأخيرًا ابن شرعي للمدرسة الاستعمارية الأوروبية يعي لحظات سطوتها وزمان أفولها.
لقد غيَر7 أكتوبر المجتمع الإسرائيلي أشياء فالمتابعين للشأن الإسرائيلي يعرفون تمامًا أنه بات مجتمعًا مختلفًا سرت فيه كل الأمراض الاجتماعية التي كانت وصمة للمجتمعات المحيطة به
احتاجت الضفة الغربية وقطاع غزة بعد النكسة عقدين كاملين حتى أخذتا زمام المبادرة، فكانت الانتفاضة الأولى (انتفاضة الحجارة)، التي اعتبرت أعظم حراك شعبي تحرري في القرن العشرين.
جسَدت ثورة الشهيد عزالدين القسام حينها مثالًا مغايرًا لقائد عمل بسرية لتشكيل خلايا مقاومة، وفي الوقت نفسه كان زاهدًا تمامًا في أي موقع سياسي مرتبط بالعلاقة والصراعات.
تنتظر إسرائيل من إطالة أمد عملياتها العسكرية وصول معلومة عن أحد قيادات الصف الأول لحماس بالصدفة من خطأ تكنولوجي أو تغيير الأماكن ليتم تصفيتهم، فيعد ذلك إنجازًا معنويًا كبيرًا للجيش الإسرائيلي.
لا شكَّ أنّ المِزاج العام في الضفة الغربية داعمٌ للمقاومة وفي حالة غليان كبيرة، إضافة إلى وجود بؤر مشتعلة في الضفة الغربية في العامَين الأخيرَين، لا سيما في جنين ونابلس وطولكرم وأريحا.
إن إستراتيجية قتل الأمل كانت فعالة في المراحل الحاسمة التي تلت أوسلو. تم استخدام المسميات الوطنية بغير مكانها من أجل تعظيم الشعور باليأس والعزوف عن الرغبة في التحرير، وإيجاد حالة من الانكفاء الذاتي.
لإعادة هندسة المجتمع الفلسطيني مناهج شمولية تشمل كل مناحي الحياة لتشكيل الوعي وبناء الصورة، ومن أدوات صناعة هذا التمايز الاجتماعي بطاقات VIP للسياسيين، وبطاقات BMC للتجار والأثرياء الفلسطينيين.
أحدثت معركة سيف القدس صدمة لدى الجيل الجديد من الشبان في الضفة الغربية الذين تتراوح أعمارهم بين (15-22) عاما ممن وجدوا أنفسهم للمرة الأولى أمام إمكانية عملية لخريطة طريق واضحة لتحرير فلسطين.