خالد عبد الله.. من الممثل المصري الذي أدى دور دودي الفايد في "التاج"؟

خالد عبد الله من مسلسل التاج_مواقع التواصل
الممثل خالد عبد الله (يسار) في دور دودي الفايد بمسلسل "التاج" (مواقع التواصل الاجتماعي)

في مشهد من الموسم الخامس من مسلسل "التاج" (The Crown)، يتعرف دودي الفايد (خالد عبد الله) على الأميرة ديانا، التي تتبادل حديثا مرحا مع والده الملياردير المصري محمد الفايد (سليم ضو)، وبأدب يرفض دودي دعوتهما للانضمام إليهما، لأنه بصحبة بعض الأصدقاء، لكن النظرات المتبادلة بين الشاب الثري والأميرة مكسورة القلب نفهمها جميعا، لأننا نعرف جيدا أن الأحداث اللاحقة في الموسم المقبل ستكتب قصة حب دودي وديانا، وغالبا ستتناول النهاية المأساوية لكلاهما.

في الموسم الخامس من المسلسل الذي تنتجه شبكة "نتفليكس"، نرى كيف تحول الفتى المصري محمد الفايد من مراهق طموح في الإسكندرية إلى رجل أعمال ناجح في بريطانيا، زواجه وإنجابه طفله الذي يسميه عماد الدين أو "دودي". وفي مشاهد لاحقة نرى "دودي" شابا، يتحاور مع والده الفخور أنه من "مصر مهد الحضارة"، الطامح لأن يرتبط اسمه يوما ما بالعائلة الملكية لأن "كل شيء في المجتمع البريطاني يبدأ وينتهي بالعائلة الملكية، وجودك معهم يفتح كل الأبواب".

حاز تناول قصة حياة الفايد وابنه اهتمام الجمهور والنقاد، ولا سيما في بريطانيا؛ فكتبت صحيفة "ذا تايمز" (The Times) البريطانية العريقة، أنه وسط كل الضجيج المحيط بالموسم الخامس من "التاج"، كانت المفاجأة هي المساحة التي أفردها لشخصيتي محمد الفايد ونجله دودي، رغم أن قصة حب دودي وديانا ستكون في الموسم الأخير، وكيف قدم المسلسل قصة عائلة الفايد من محمد مراهقا يبيع زجاجات الصودا في الإسكندرية إلى نجله يدخن في طائرته الخاصة.

من خالد عبد الله؟

ولد الممثل البريطاني المصري خالد عبد الله في غلاسكو بأسكتلندا يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول 1980، ونشأ في العاصمة البريطانية لندن، ودرس الأدب الإنجليزي في كلية كوينز، قبل أن يؤدي بعض الأدوار المسرحية والتلفزيونية في بريطانيا.

خطواته الأولى في العالمية جاءت مبكرا، فأدى في عام 2006 دور "زياد جراح" أحد المتهمين بتنفيذ هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 في الولايات المتحدة خلال فيلم "يونايتد 93" (United 93)، والذي قدم رؤية تحقيقات لجنة "11 سبتمبر" الرسمية لما جرى في طائرة الركاب التي شهدت صراعًا بين المختطفين والركاب قبل أن تصل لوجهتها في واشنطن، ما تسبب في سقوطها وتحطمها.

ورغم بدايته في دور نمطي لـ"إرهابي عربي مسلم"، حاول عبد الله أن يبتعد عن هذا القالب وأن يثبت نفسه في هوليود، فلعب بطولة الفيلم الأميركي "عداء الطائرة الورقية" (The Kite Runner) عن رواية الكاتب الأفغاني الأميركي خالد حسيني، الذي حقق نجاحا تجاريا ونقديا جيدا.

تكريم في القاهرة

في نوفمبر/تشرين الثاني 2010، كرّم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الفنان خالد عبد الله -ضمن 3 مصريين يعملون في السينما بالخارج- ليكون أول ظهور له في حدث فني مصري، قبل أن يعود نجم هوليود إلى القاهرة ليتم تكريمه أمام فناني وصحفيي البلاد، وينشر المهرجان كتابا تكريميا بعنوان "من مبدعينا في الخارج" عن مسيرته.

كان عبد الله حينها جزءا من مشروع فيلم يجري تصويره على مدار سنوات في مصر يخرجه تامر السعيد بعنوان "آخر أيام المدينة"، وشارك مشروع الفيلم حينها في "ملتقى مهرجان القاهرة" للبحث عن شركاء في الإنتاج.

إلغاء عرض "آخر أيام المدينة"

في عام 2016، شهد مهرجان برلين السينمائي الدولي العرض الأول لفيلم "آخر أيام المدينة" (In the Last Days of the City)، وأعلن صنّاعه لاحقا أن مهرجان القاهرة سيشهد العرض الأول في الشرق الأوسط، لكن سرعان ما تم إلغاء العرض بحجة "عرض المخرج للعمل في مهرجانات أخرى"، وهو ما اعتبره صناع الفيلم حينها منعا لعرض "آخر أيام المدينة" في مصر، وهو ما جرى فعلا؛ فلم يتم عرض الفيلم تجاريا.

خلال الفيلم لعب عبد الله شخصية خالد المخرج الذي يحاول أن يصنع فيلمه الخاص عن مدينته القاهرة، في الوقت الذي يواجه فيه احتمالية الطرد من شقته، ووثق العمل لشوارع القاهرة في الشهور الأخيرة قبل اندلاع ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011.

وفي يوليو/تموز 2021 أصدرت محكمة القضاء الإداري في مصر حكما بإلزام جهاز الرقابة على المصنفات الفنية بإصدار ترخيص بالعرض العام لفيلم "آخر أيام المدينة" بعد سنوات من النزاع القضائي.

خالد عبد الله في "الميدان"

كما كان خالد عبد الله أحد أبرز أبطال الفيلم الوثائقي الشهير "الميدان" (2014) للمخرجة الأميركية مصرية الأصل جيهان نجيم، ووثق مشاركة بعض الشباب المصري في ثورة يناير وما تلاها من أحداث، تتبعت الكاميرا عبد الله بين شوارع وسط القاهرة إلى بيته، وحواراته مع أسرته وأصدقائه عن الثورة ومستقبل البلاد، ليبرهن أن الشاب الذي عاش أغلب حياته خارج وطنه الأصلي لا يزال مصريا يعشق بلاده، ويصارع من أجلها.

حقق الفيلم نجاحا عالميا كبيرا، نال جائزة الجمهور في مهرجان صاندانس الأميركي وأفضل فيلم وثائقي في مهرجان دبي، وصل للقائمة القصيرة لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي، ونال 3 جوائز إيمي، وعرض في مهرجانات كثيرة حول العالم، كما عرضته منصة "نتفليكس"، ليكون أشهر الأفلام الوثائقية عن ثورة يناير، رغم ما أثير حوله من انتقادات.

جمهور مصري لا يعرفه

في لقائه قبل سنوات مع الإعلامية منى الشاذلي، رد عبد الله على سؤالها حول عدم معرفة الجمهور المصري له، بالقول إنه يهتم أكثر بأن يعرفه الجمهور المصري من خلال أعماله، وإنه عاش حياته كلها في بريطانيا، حتى بدأ تجربة "آخر أيام المدينة" في سن الـ28، وجاء لمصر ليبدأ مسيرته في بلاده، وكان دائما يحلم بالمشاركة في أعمال فنية مصرية.

مثّل "آخر أيام المدينة" فرصة عبد الله ليقترب من الوسط الفني المصري ممثلا ومخرجا ومنتجا، لكن يبدو أن ما جرى للفيلم لاحقا جعل نجم هوليود يبتعد عن صناعة السينما في مصر.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية